مقالات أول اثنين

كيف تتحدث بثقة؟ إليك 6 نصائح تساعدك على القيام بذلك


أنت تعلم أنَّ لديك أفكاراً وآراء رائعة تستحق الإصغاء إليها، لكن لا يبدو أنَّ أحداً يأخذك على محمل الجد؛ لذا نصف المرات التي لا تهتم فيها بالتحدث بعد الآن، تكون خوفاً من أن تُحرج نفسك مرة ثانية، وربما تعتقد أنَّ الطريقة الوحيدة لتجاوز ذلك هي قبول الواقع والمضي قدماً، لكن لا بدَّ أنَّك مخطئٌ تماماً، فالتحدث بثقة ووضوح أسهل بكثير ممَّا تعتقد.

كيف تتحدث بثقة؟

ما عليك سوى تطبيق النصائح الست الآتية لمنع الأشخاص من إيقافك مرةً ثانية:

1. توقف عن محاولة أن تبدو ذكياً:

إنَّ الرغبة في أن تبدو شخصاً ذكياً أمر طبيعي تماماً، فأنت ترغب في أن تبدو شخصاً يعرف ما الذي يتحدثون عنه، أليس كذلك؟

لكنَّ كثيراً من الناس يعتقدون خطأً أنَّه لكي تعطي هذا الانطباع عن نفسك تحتاج إلى استخدام بعض المصطلحات المشفرة والكلمات المعقدة التي لم يسمع بها أحد، لكن ستندهش في عالم الواقع من معرفة أنَّ الناس يحتاجون فقط إلى الوضوح؛ فيساعدك استخدام اللغة التي تناسبك على تنظيم تدفق أفكارك بسهولة أكبر، فلا داعي لأن تشغل تفكيرك باستخدام أي كلمات خياليَّة.

من ناحية أخرى، محاولة العثور على الكلمات المناسبة لتبدو ذكياً طوال الوقت ستجعلك تتوقف مؤقتاً وتتردَّد وحتى تتلعثم في أثناء التحدث.

2. استخدم النقد بوصفه قوة دافعة:

لا أحد يستمتع بالانتقاد، فهو أمرٌ قاسٍ ومؤلِم، وفي معظم الأحيان لا مبرِّر له، لكن إذا كنت تريد أن تترك انطباعاً دائماً في محادثة ما، فلا يجب عليك التراجع حينما يوجِّه إليك شخصٌ انتقاداً لاذعاً؛ وذلك لأنَّ النقد يمثِّل فرصة عظيمة لتقديم حجتك، أعلم أنَّ قول ذلك أسهل بكثير من تنفيذه، لكن ستساعدك هذه العملية البسيطة والسريعة على التعامل مع هذا الأمر كالمحترفين.

أولاً وقبل كل شيء، انزع فتيل التوتر؛ إذ ستجد في كثير من الأحيان أنَّ الناس يريدون فقط توجيه بعض الألفاظ السيئة تحت غطاء النقد البنَّاء للتنفيس عن غضبهم؛ لذا تحتاج إلى أن تُظهر تعاطفك وتفهمك للنقد بالقول: “إذن ما تقوله هو: (وتكرر انتقاده هنا)”.

ثمَّ تأتي هنا فرصتك للاستفادة بمتابعة القول: “يمكنني أن أرى سبب تفكيرك في الأمر بهذه الطريقة، لكن ربما لم أشرح وجهة نظري بوضوح”، فيمنحك هذا فرصة ثانية لتوضيح فكرتك.

أخيراً، إنهاء الحوار بسلام من خلال التعبير عن التقدير بتحذير مُنصف؛ إذ ستحتاج إلى كثير من الشجاعة للخروج من هذا الأمر، كأن تقول شيئاً مثل: “شكراً على هذه التغذية الراجعة، فقد منحتني بعض الأفكار”.

شاهد: 10 أسباب تشرح لمَ تقود الثقة بالنفس إلى تحقيق النجاح

 

3. جرِّب إسقاط الصوت:

الاضطرار إلى تكرار ما قلته لمجرد أنَّك لم تقله بصوت عالٍ بما يكفي يمكن أن يكون مصدر إزعاج، وفي بعض الأحيان مُحرجاً، وغالباً ما ستصاب بالحيرة وتتوقف عن الكلام لأنَّك تخشى من أن ينظر إليك الطرف الآخر نظرةً توحي بأنَّه لا يسمعك حتى بعد أن تكرِّر كلامك بصوتٍ مرتفع.

يمكن أن يساعدك التمرين العملي على تجنُّب هذا الموقف؛ فالإسقاط الصوتي هو أن تتخيَّل مُستمعك بعيداً عنك لمسافة لا بأس بها، ويمكنك بعد ذلك ضبط مستوى صوتك ليناسب هذا السيناريو التخيلي، وتأكَّد فقط من أنَّك لم تتخيَّل المستمع بعيداً جداً، وإلا سيبدو صوتك وكأنَّك تصرخ.

ستحتاج إلى بعض الوقت لإتقان هذه الممارسة تماماً؛ لذا جرِّبها مع العائلة أو الأصدقاء المقربين أولاً قبل تطبيقها في مكان آخر.

4. اتخذ وضعية ثابتة وقوية:

ليس سراً أنَّ وضعية جسدك تؤثر في مدى ثقة الآخرين فيك، لكن معظم الناس يتجاهلون التأثير الهائل الذي يمكن أن تحدثه الوضعية في الطريقة التي تشعر بها تجاه نفسك.

لقد بحثت العالمة النفسية الأمريكية “إيمي كودي” (Amy Cuddy) في هذه الظاهرة، وشرحت كم ساعدها ذلك في حديثها الشهير في منصة “تيد” ( TED)؛ إذ طلبت من مجموعة من المشاركين في تجربتها اتخاذ وضعية تعكس الثقة قبل الخضوع لمقابلة مرهقة، وكان القائم بإجراء المقابلة رجلاً مخيفاً مدرَّباً على إبقاء وجهه حاد الملامح وخالياً من المشاعر طيلة وقت المقابلة.

طُلب من المجموعة الأخرى اتخاذ وضعيات ضعيفة – على سبيل المثال، أكتاف مرتخية، وأذرع مطوية، ورأس منخفض، وما إلى ذلك – قبل المقابلة، ثمَّ أُخذت مسحات من الحمض النووي من المشاركين بعد المقابلة.

فأظهرت نتائج المجموعة التي اتخذت وضعية قوية وواثقة ارتفاعاً حاداً في مستويات هرمون التستوستيرون، الهرمون الذي يجعلك تشعر بالهيمنة والقوة، وأظهرت المجموعة التي تظاهرت بالضعف زيادات في مستويات الكورتيزول، الهرمون الذي يجعلك أكثر تأثراً في التوتر.

تُعدُّ هذه التغييرات الداخلية التي مرَّت بها كل مجموعة مثيرة للاهتمام؛ فقد تأثر شعور المشاركين في تصوُّر الذات تأثراً مباشراً بعد المقابلة، مع أنَّ الوضعيات التي اتخذوها مصطنعة، لذلك قد ترغب في ادعاء القوة حتى لو شعرت أنَّها غير طبيعية بالنسبة إليك.

5. اشرب الماء:

ربما تفاجئك هذه النصيحة، فقد تفترض في معظم الأحيان أنَّ الثقة هي مفهوم عقلي ذهني ولا علاقة له بالأمور المادية، لكن يمكنك القيام ببعض الأشياء الجسدية لزيادة ثقتك بنفسك ومشاركة أفكارك، وترطيب حلقك هو أحد هذه الأشياء.

فالصوت البشري هو صندوق أدوات رائع، وإذا كنت تستخدم هذه الأدوات استخداماً صحيحاً، فيمكنك صياغة خطاب مذهل، لكن مثل كل الأدوات، فإنَّها تحتاج إلى صيانة جيدة، ولهذا يجب أن يكون معك دائماً زجاجة ماء؛ إذ يمكن أن تجفَّ الأحبال الصوتية بسرعة، لا سيما في حالات إجهاد الأعصاب، وغالباً ما يؤدي ذلك إلى صوت متوتر، وهو أمر تريد بالتأكيد تجنُّبه إذا كنت تريد الظهور بثقة.

6. ساعد فمك:

أنا متأكِّد من أنَّ هذا الأمر حدث لك، ذلك الوقت المحرج الذي كنت تصارع فيه للعثور على الكلمات المناسبة لنقل رسالتك، لكن بعد ذلك استسلمَ عقلك لك وترككَ تشعر أنَّك أحمق.

تخلَّص من ذلك بواسطة أداتين تساعدانك على الخروج من هذا الموقف الصعب، لقد كانوا في الواقع معك طوال الوقت، وظلُّوا على مقربة منك للتخلُّص من مشكلة نفاد الكلمات والحفاظ على طلاقة التواصل بين يديك.

هل خمَّنت ما هما هاتان الأداتان؟ نعم إنَّ يديك هي أفضل رفيق لفمك؛ لذا ابدأ باستخدامهما في أثناء التحدث لشرح تلك الأفكار الصغيرة المخادعة التي لا يمكنك العثور على الكلمات المناسبة لوصفها؛ إذ ستجذب بذلك التصورات الحسية الأخرى للمستمع، وتعطيه تفسيراً مادياً لرسالتك.

عبِّر عن رأيك بحماسة:

إنَّ تجاهل آرائك طوال الوقت يمكن أن يضر مثل كثير من الضربات القاسية، وخاصةً عندما تعلم أنَّ لديك أفكاراً تستحق الاستماع لها، لكنَّ التطبيق المستمر لهذه التقنيات غير المعروفة يمكن أن يعطيك جرعةً من الثقة أنت في أمسِّ الحاجة إليها لتترك بصمتك في المحادثات.

تخيَّل أنَّ الناس ينتبهون إلى صوتك الواثق في اللحظة التي تفتح فيها فمك، ويمنحون رأيك الاحترام والتقدير اللذين تستحقهما، فأنت تعلم أنَّ كل ما ستقوله، لن يجعلك تبدو أحمقاً مرة أخرى.

في الختام:

إذا كنت ترغب في تحويل هذا السيناريو إلى حقيقة، فحاول تطبيق هذه النصائح الست في المرة القادمة التي تتحدث فيها، والتخلص نهائيَّاً من كل ما يمنعك من الكلام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى