اخبار وثقافة

أكثر من 700 شكل.. تاريخ الهيروغليفية وسر حجر رشيد

ثقافة أول اثنين:


تعليم الهيروغليفية لا يربطنا بتاريخنا الحضارى المجيد فحسب، وإنما يحمل إلى أبنائنا رسالة مصر، حيث نبتت باكورة النظم البشرية المتطورة، التى تدل على الحق والعدل والصدق والسلام، وتزامنا مع الحملة التى دشنها عالم الآثار الكبير زاهى حواس للمطالبة باسترداد آثارنا المصرية وفى مقدمتها حجر رشيد من المتحف البريطانى، نستعرض عبر التقرير التالى ما هى الهيروغليفية ومما تتكون ومن الذى فك رموزها؟


يقول كتاب “تعلم الهيروغليفية لغة مصر القديمة وأصل الخطوط العالمية” للدكتور محمد حماد، لا شك أن اللغة الهيروغليفية القديمة لها أهمية خاصة بين لغات العالم، ويبلغ عدد الرسوم التى تكتب بها أكثر من 700 شكل، وهذه الأشكال مكونة من رسوم الأشياء التى عرفها المصرى القديم ورآها من حوله، كرسم رجل أو رسم امرأة أو كتكوت أو نسر أو ثعبان أو مركب وهكذا، ونرى الكتابة المصرية الهيروغليفية القديمة فى رسوم المعابد المصرية والآثار المصرية التى عاشت آلاف السنين معبرة عن حضارة مصر التى قال عنها المؤرخ “هيرودوت” إنها هبة النيل العظيم.


وقد سمى المصريون الكتابة الهيروغليفية “الخط الربانى” أو “الكلمات الإلهية”، لأنهم كانوا يعتقدون أن معبودهم تحوت هو الذى اخترع الكتابة، وقد استعملت كلمة هيروغليفى منذ سنة 300 قبل ميلاد السيد الميسح، وذلك عندما شاهد الإغريق هذه الكتابة الفرعونية محفورة على جدران المعابد المصرية القديمة، وأطلقوا عليها “الهيروغليفية” وهى كلمة مركبة من شقين “هيرو” بمعنى مقدس، و”غليف” بمعنى حفر، أى تعنى “الحفر المقدس” أو الكتابة المقدسة.


وعندما دخل الإغريق مصر بقيادة الإسكندر الأكبر، أصبحت اللغة الإغريقية هى اللغة السائدة للكلام مع الإغريق، كما أصبحت لغة الدواوين الحكومية، وفى الوقت نفسه نشأت اللغة القبطية وهى نفس اللغة الفرعونية التى دخلت عليها بعض الكلمات التى أخذت من اللغة الإغريقية القديمة التى تختلف قليلا عن اللغة الإغريقية الحديثة.


وأخيرًا عثرنا على مفتاح حل طلاسم الكتابة الهيروغليفية القديمة بعد أن نزلت حملة نابليون بونابرت فى مدينة رشيد، وبدأ رجال الحملة تدريب قواتهم هناك، وقرروا عمل حصن ليحميهم من هذه البلدة الاستراتيجية القديمة، وعندما بدأ الحفر لبناء الأساسات عثر العمال المصريون على حجر بارتفاع 1 و18 سم.


وكانت أول ترجمة لنصوص الحجر باللغة الإنجليوية قام بها ستيفن وستون” فى أبريل عام 1802، وكذلك كانت أول دراسة للنص الديموطيقى هى التى قام بها المستشرق الفرنسى “سيلفستر دى ساسى” وزميله الدبولماسى السويدى “أكربلاد” وفى سنة 1082 نجح العالم سيلفستر دى ساسى فى الوصول إلى أن النص الديموطيقى فيه بعض الأسماء التى جاءت فى النص الإغريقي مثل إسم بطليموس وأرسنوى والإسكندر ومدينة الإسكندرية.


إلى أن فك رموز الهيروغليفية شامبليون بعد أن عكف على دراسة حجر رشيد لمدة 20 عاما، وتوصل أخيرًا إلى حل الرموز ونشر ذلك فى سبتمبر من عام 1822م.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى