أبو فراس الحمدانى صاحب “الروميات”.. كيف مات الشاعر الأمير؟
ثقافة أول اثنين:
نشأ أبو فراس الحمدانى في رعاية ابن عمه «سيف الدولة الحمداني»، فقربه إليه حين رأى منه نبوغًا في شعره وقوة وحسن تخطيطٍ في المعارك، كان أبو فراس الحمداني أحد أهم مجالسى “سيف الدولة” في مجلسه الخاص الذي كان يدعى إليه الشعراء، وكان يُجزل له العطاء حتى منحه ضيعة في منبج، بالإضافة إلى توليته عليها وهو في السادسة عشرة من عمره.
جمع نظم «أبي فراس» كل ألوان الشعر، فكان فيه الغزل والفخر والرثاء والوصف والحِكم، وكان أعظمها «الروميات» التي نظمها وهو في الأَسر، فأخرج فيها عميقَ مشاعره وأصدق أقواله.
حافَظ “أبو فراس الحمداني” على ممارسة هواية الصيد وعقد مجالس الشعر والأدب، وكانت له انتصارات عديدة على جيش الروم، وأُسر عدة مرات فدَاه فيها “سيف الدولة”، كان آخرها وهو عائد من إحدى رحلات الصيد، فجُرح وأُسر، وراسَل “سيف الدولة” أكثر من مرة حتى جفاه “سيف الدولة” بسبب وشاية بعض المقربين منه، حسب ما جاء بموقع هنداوى، فطال الأَسر لأربع سنوات، فأرسل إليه قصيدته المشهورة: “أراك عصي الدمع شيمتك الصبر” وهى القصدية التى تغنت بها كوكب الشرق أم كلثوم فيما بعد، وكان لهذه المدة من الأَسر أثرها الكبير في صقل موهبة “أبي فراس” وتهذيب وِجدانه الذي أخرج لنا “الروميات” نسبةً إلى اسم السجن.
وبعد خروجه من الأَسر تولى حمص حتى وفاة سيف الدولة، فأصبح حاجب سيف الدولة وصيا على ابنه أبي المعالي، فوشى الحاجب ﺑ “أبي فراس”، فسير إليه أبو المعالي جيشًا أرداه قتيلًا وقطع رأسه عام 968 ميلادية.
وهناك خلاف حول عمره الذى مات عليه، فيقول كتاب “أبو فارس الحمدانى” لمحسن الحسينى، إنه ولد فى سنة 320 ومقتضى ما حكاه ابن خالوية عن أبى فراس أنه قال أنه فى سنة 339 كان سنى 19 سنة أن ولادته كانت سنة 320، وقتل فى سنة 357 هكذا فى جميع كتب التاريخ والأدب، بينما جاء فى تاريخ دمشق لابن عساكر المطبوع أنه قتل سنة 350 خطأ من المطابع، ومقتضى تاريخ ولادته ووفاته أن يكون عمره 37 سنة وهو المناسب لقوله قرب وفاته: أبعد الأربعين محرمات .. تماد فى الصبابة واغترار”، وهو يدل على أنه بلغ الأربعين.