7 عبارات دعم إيجابية تعزز الثقة بالنفس
ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدوِّن داريوس فوروكس (Darius Foroux)، ويُحدِّثنا فيه عن عبارات الدعم الإيجابية.
ما يزال هناك عديد من عبارات الدعم السخيفة، ولكن قد تنجح عبارات الدعم فعلاً، وثمَّة حقائق علمية تثبت ذلك؛ لكنَّ المشكلة هي أنَّها ذات صيت سيئ؛ لذا إذا كان لديك شكوك تتعلق بعبارات الدعم، فسوف يساعدك هذا المقال؛ إذ سأريك كيف أستخدم الاستراتيجية القديمة هذه لتحسين حياتي:
عبارات الدعم هي إثباتات لقيمك الأساسية:
يعرِّف العلماء دعم الذات على أنَّه عملية تفكير أو كتابة للقيم الأساسية للفرد؛ فهي عبارات إيجابية تتغلب على الأفكار السلبية من خلال إثبات نزاهتك الذاتية.
لا تتعلق عبارات دعم الذات بمدح نفسك أو الكذب على نفسك، كما تُعدُّ استراتيجية سيئة بالنسبة إلى الأشخاص الذين يعانون تدني تقدير الذات أو الذين يشعرون بالاكتئاب؛ ففي هذه الحالات، لن تُشعرك عبارات الدعم الكاذبة إلا بالسوء، وتُعدُّ عبارات دعم الذات الحقيقية بمنزلة تذكير لما تؤمن به بشدة، وما تريد القيام به، وما عليك القيام به للحصول على ما تريده.
عبارات الدعم الإيجابية الناجحة:
أهم عامل لنجاح عبارات الدعم الإيجابية هو عدم الكذب على نفسك؛ فلن يساعدك إخبار نفسك بأشياء لا تصدقها أبداً، على سبيل المثال: يمكننا أن نقول لأنفسنا: “أنا أعظم شخص في العالم” ملايين المرات؛ ولكنَّ هذا لن يغير شيئاً ما لم نؤمن بذلك ونعشه حقاً.
فيما يأتي قائمة بعبارات الدعم الإيجابية التي نجحت بالنسبة إلي؛ لذا لا تتردد في استخدامها بوصفها مصدراً للإلهام، كما أنصحك بصياغة عبارات دعم خاصة بك، أو اختيار بعض العبارات التي تتوافق مع قيمك:
1. “لقد فعلتَ ذلك في الماضي، لذا يمكنك فعله الآن”:
عندما أقوم بعمل شاق، مثل تأليف كتاب أو عقد دورة تدريبية، أشعر بالإرهاق في أثناء العملية، لكن بعد ذلك، أسأل نفسي: “لقد ألَّفتُ كتاباً في الماضي، فلماذا لا أستطيع أن أفعل ذلك مرة أخرى؟”.
يمكنك أن تسأل نفسك السؤال نفسَه في كلِّ شيء، فعلى سبيل المثال: إذا كتبت مقالاً واحداً في الماضي، فعلى الأرجح يمكنك كتابة مقال آخر، وإذا كتبت 100 مقالاً، فيمكنك تأليف كتاب أيضاً، وهكذا دواليك؛ لذلك ابدأ تدريجياً.
إليك مثال رائع على التحسن التدريجي: كنت أتحدث عن مفهوم الاعتماد على النجاحات الصغيرة مع باحثٍ يدعى جون (John)، والذي أصبح الآن من عدائي الماراثون ذات المسافة الفائقة (أكثر من 50 كيلومتر على الطرق الوعرة)؛ إذ قال لي: “عندما بدأت بالركض، شاركت في سباق لمسافة 10 كيلومترات، وبالكاد تمكنت من إنهائه؛ فقد كنت ما أزال في منتصف الطريق وشعرت وكأنَّني على وشك الإغماء، لكن في النهاية تمكنت من إنهاء السباق، وكنت واحداً من بين آخر الأشخاص، وعلى الرَّغم من أنَّه كان فوزاً صعباً، إلا أنَّ إنهاءه قد منحني الثقة لركض 10 كيلومترات أخرى، وفي النهاية أصبحت واثقاً بما يكفي لركض مسافة 12 كيلومتر، ثم 25 كيلومتر، ثم ماراثون، ثم ألتراماراثون”.
لن تستفيد من إخبار نفسك بأنَّك “يمكنك القيام بشيء” إذا لم تقم به على الإطلاق، فداخل كل منا صوت يكشف الكلام الفارغ والكذب الذي نقوله لأنفسنا؛ لذا بدلاً من ذلك، ركِّز على الأشياء التي قمت بها، وحسِّن نفسك بها.
2. “لا تؤجل عملك إلى الغد”:
نشعر في بعض الأحيان بالرغبة في التغيب عن النادي الرياضي، أو عدم إكمال مهامنا، وما إلى ذلك؛ فجميعنا نحب التسويف، ونقول لأنفسنا أعذاراً مثل: “سأؤجل ذلك إلى الغد” أو “أنا متعب جداً”، وغالباً ما نقوم بالتسويف لأنَّنا لا نشعر بالرغبة في القيام بالمهمة؛ وجميع الأسباب التي نقولها لأنفسنا ما هي إلا مجرد أعذار.
كما نميل جميعنا إلى تجنب القيام بالأشياء التي ينبغي لنا القيام بها عندما تصبح الأمور صعبة؛ لذلك في تلك الأوقات، من الجيد تذكير نفسك بأنَّك كلَّما قمت بتأجيل مهامك، ستزداد الأمور صعوبة، ولهذا السبب كثيراً ما أفكر في هذه الجملة: “لا تؤجل عملك إلى الغد”.
شاهد بالفديو: 10 طرق للتغلب على المماطلة والتخلص منها
3. “تعلَّم أن تحب الأشياء التي تقوم بها”:
أتعجَّل في عملي في كثير من الأحيان؛ لأنَّني أريد إنهاءه بسرعة، لكن إذا كنت تتعجل في عملك دائماً، فقد تتجاهل التفاصيل الهامة، ونتيجةً لذلك سوف يؤثِّر ذلك في جودة عملك تأثيراً سلبياً.
إذا كنت كذلك، فذكِّر نفسك بأن تحب الأشياء التي تقوم بها، فمن الهام أن يكون لديك أهداف وأن تنهي المشاريع التي تبدأ بها، لكن من الهام أيضاً الاستمتاع بعملك؛ ففي النهاية أنت تقضي وقتاً طويلاً في العمل؛ لذلك من الأفضل أن تتعلم أن تحبه.
4. “أنجز مهمتك وانتقل إلى مهمَّةٍ أخرى”:
عندما أؤدي مهام مملة أو عادية مثل دفع الفواتير أو تنظيف شقتي أو شراء البقالة، أقول لنفسي: “أنجز الأمر، وانتقل إلى شيء آخر”.
إنَّني أحب أن أكون أكثر تركيزاً على ما أقوم به، لكن ليس على هذا النوع من الأشياء؛ لذلك أقوم بإنجازها وأنتقل إلى شيء أستمتع به حقاً؛ فلسنا مجبرين على الاستمتاع بكلِّ ما نقوم به؛ فنحن نقوم بأشياء كثيرة لا نحبها في حياتنا؛ لذلك افعلها فقط واستمر في حياتك.
5. “لقد أوشكت على الانتهاء”:
دائماً ما تكون لدينا مرحلة نوشك فيها على الاستسلام في كلِّ ما نقوم به، لنفترض أنَّك تركض وتريد التوقف لأنَّك لا تستطيع التنفس، أو أنَّك تحاول بناء مشروعك التجاري الأول، لكن عقبات الحياة ما تزال تعترض طريقك.
إذا كنت تريد تحقيق أهدافك حقاً، فلا يمكنك الاستسلام في منتصف الطريق حتى لا يصبح الأمر عادةً بالنسبة إليك، ونحن غالباً ما نشعر بخيبة الأمل إذا لم نفعل كلَّ ما قررنا فعله؛ ممَّا يؤدي بنا إلى دوامة مروِّعة، فيمكن أن يساعدك إخبار نفسك بأنَّك على وشك الانتهاء على الاستمرار في المُضي قُدماً، وعلى أن تصبح شخصاً يفعل كلَّ ما يقوله.
6. “وماذا في ذلك؟”:
إنَّني أحب هذه العبارة، فهي صريحة للغاية، ممَّا يجعلها فعَّالة؛ فماذا إن كنتُ متعباً، أو قال أحدهم أشياء سيئة عني، أو كانت هناك مدونات كثيرة عن موضوع معين أكتب عنه؟ لماذا نهتم بهذا القدر من الكلام الفارغ؟ فالحياة صعبة بما فيه الكفاية؛ لذلك لا تجعل الأمر أكثر صعوبة من خلال أخذ كلِّ شيء على محمل الجد، قل فقط عبارة: “وماذا في ذلك”.
7. “هيا بنا”:
لنفترض أنَّك تستعد لممارسة الرياضة؛ لكنَّها تمطر في الخارج، ولا تشعر برغبة في الذهاب إلى النادي الرياضي، ومن ثَمَّ تؤجل الذهاب إلى وقت آخر، أو أنَّك على وشك إطلاق عملك الخاص على الإنترنت، وقد فعلت كلَّ شيء للاستعداد؛ لكنَّك خائف من نشر موقع الويب الخاص بك.
عندما يحدث ذلك، ذكِّر نفسك أنَّ السبيل الوحيد للنجاح هو من خلال دفع نفسك فقط؛ فعندما تجتهد في العمل، يحين وقت الانطلاق؛ لذلك لا حاجة للإفراط بالتفكير في الأشياء أو أن تحاول أن تكون مثالياً؛ لذا توقف عن التردد، وقل لنفسك: “هيا بنا”، وانطلق.
في الختام:
تدور عبارات الدعم الذاتية حول تذكير نفسك بقيمك الأساسية، ولا يتعلق الأمر بخداع نفسك لتصبح أكثر ثقة بالنفس؛ فمعظمنا متشكك جداً في ذلك على أيَّة حال، لكن تبقى كلُّ هذه الأشياء مرتبطة ببعضها بعضاً؛ أي هل أنت واثق من نفسك لأنَّك تستخدم عبارات الدعم الذاتية أو العكس؟
لا أحد يعرف الإجابة بالضبط؛ لأنَّ البشر كائنات معقدة؛ لكنَّ الهدف هو إيجاد طريقة لتذكير نفسك بمن أنت وبماذا تريد؛ لذا دون تلك التذكيرات، ستلجأ إلى العادات السيئة، وفي النهاية هذا هو ما نريد تجنبه.