مركز التراث العربى بالشارقة.. بوابة لحفظ ذاكرة ثقافة تراث الشعوب العربية غير المادية

ثقافة أول اثنين:
فى عالم سريع التغير، حيث تتداخل الثقافات وتتسارع وتيرة الحداثة، يبقى التراث هو الجسر الذى يربط الشعوب بجذورها، والهوية التى تحفظ للأمم أصالتها، ومن هنا، يبرز مركز التراث العربى أحد أجنحة معهد الشارقة للتراث فى امارة الشارقة بدولة الامارات العربية المتحدة، كحارس أمين على الذاكرة الثقافية العربية، حيث يعمل على توثيق وصون التراث الثقافى غير المادي، وتأهيل الكوادر المتخصصة فى حفظه ونقله للأجيال القادمة.
وسط هذه الجهود، تحضر مصر بقوة، ليس فقط كإحدى الدول فى مجلس إدارة المركز، بل من خلال المشروعات البحثية والتدريبية، فما الدور الذى يلعبه المركز على مستوى العالم العربي.. وكيف يسهم فى حماية التراث من الاندثار؟ هذا ما توضحه لـ” اليوم السابع” عائشة الشامسي مديرة مركز التراث العربي، التى تكشف فى حديثها تفاصيل الجهود المبذولة والتحديات التى تواجه حفظ الهوية الثقافية العربية.
تقول عائشة الشامسى، إن المركز يؤدى دورًا محوريًا فى إعداد كوادر مؤهلة لحماية التراث الثقافى غير المادي، وخاصة بعد أن أصبح معهد الشارقة للتراث مركزًا تحت رعاية اليونسكو.
وتضيف ، “بعد توقيع الاتفاقية مع منظمة اليونسكو، بدأنا فى إعداد وتنظيم ورش عمل إقليمية متخصصة، وكان انطلاق أولى هذه الورش فى عام 2022، لتدريب الميسرين الجدد حول كيفية تطبيق اتفاقية 2003 لصون التراث الثقافى غير المادي. هذه الورش لم تقتصر على الدول العربية فقط، بل توسعت لتشمل الدول الأفريقية أيضًا، حيث وجدنا حاجة ملحة لدعم الكوادر العاملة فى هذا المجال هناك”.
وتركّز هذه الورش على تدريب الخبراء والممارسين، ومساعدتهم فى وضع خطط لحفظ وتوثيق التراث الثقافى فى دولهم، بما يتماشى مع معايير اليونسكو ومتطلباتها.
إلى جانب التدريب، يلعب مركز التراث العربى دورًا بارزًا فى توثيق عناصر التراث الثقافي، والتعريف بها على نطاق واسع، خاصة بعد تسجيلها فى قوائم اليونسكو. توضح الشامسي: “يتم تسجيل العديد من عناصر التراث الثقافى غير المادى فى قوائم اليونسكو، لكن التحدى الأكبر هو كيفية الحفاظ عليها بعد التسجيل. هنا يأتى دور المركز، حيث نساعد الدول العربية فى إعداد تقارير دورية حول حالة هذه العناصر، بالإضافة إلى تنظيم دورات تدريبية لتعزيز وعى المجتمعات المحلية بأهمية هذه الموروثات”.
ولتحقيق هذا الهدف، ينظم المركز ندوات وبرامج توعوية، تستضيف خبراء وممارسين لهذه العناصر التراثية.
تُعد مصر شريكًا أساسيًا فى جهود المركز، حيث تتمتع بمكانة خاصة فى مشروعات البحث والتوثيق الخاصة بالتراث العربي. توضح الشامسى ذلك قائلة: “مصر هى إحدى الدول الخمس ضمن مجلس إدارة مركز التراث العربي، وهى دائمًا فى صدارة العمل الثقافى والتراثى العربي. لا يمكن الاستغناء عن الخبرات المصرية فى هذا المجال، فهى تمتلك نخبة من الباحثين والخبراء الذين يشاركون بفاعلية فى دوراتنا التدريبية وبرامج التوثيق”.
كما تشير الشامسى إلى أن مصر تحتل مساحة كبيرة فى منشورات ومطبوعات معهد الشارقة للتراث، حيث تمثل البحوث المصرية جزءًا مهمًا من المحتوى الأكاديمى الذى ينشره المركز، نظرًا لما تتمتع به من تاريخ طويل وخبرات واسعة فى حفظ التراث.
وتؤكد، “التراث هو هويتنا، وحمايته مسؤولية مشتركة بين جميع الدول العربية. من خلال العمل الجماعى والتعاون الإقليمي، يمكننا ضمان بقاء هذا الإرث الثقافى نابضًا بالحياة، ليس فقط فى سجلات اليونسكو، بل أيضًا فى وجدان الأجيال القادمة”.
وتختم عائشة الشامسى حديثها بالتأكيد على التزام المركز بمهمته فى صون التراث الثقافى العربي، مشيرة إلى أن الجهود مستمرة لتعزيز التعاون بين الدول العربية، وتقديم المزيد من البرامج التدريبية والتوثيقية، بما يضمن بقاء الإرث الثقافى العربى حاضرًا للأجيال القادمة، ومحققًا مكانته المستحقة على الساحة العالمية.
عائشة الشامسي مدير المركز
قاعات ندوات تستضيف الباحثين والمتخصصين
لوحات قديمه داخل المركز
مدير مركز التراث العربي تتحدث لمحرر اليوم السابع
من جوانب المركز
من زيارات دوليه للمركز