ندوة لمناقشة “جماليات شعر العامية” بمعرض الكتاب
ثقافة أول اثنين:
حضر المناقشة كل من: الدكتور سيد ضيف الله، والدكتور وائل فاروق، أستاذ الأدب العربي في الجامعة الكاثوليكية بميلانو، وأدار المناقشة الكاتب والناقد سيد محمود، وعدد من النقاد والكتاب والصحفيين وجمهور المعرض.
وفى البداية قال الكاتب سيد محمود، إن كتاب “جماليات شعر العامية” بين الإبداع والتلقي، والصادر عن الهيئة العامة لقصور الثقافة، ضمن سلسلة “كتابات نقدية” سبقه العشرات من الكتب والمؤلفات النقدية التي أصدرها الدكتور أحمد مجاهد، رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب الأسبق، ومستشار وزير التنمية الثقافي السابق، وسبق وصدر له مؤلفات من بينها: “أشكال التناص الشعري”، “مسرح صلاح عبد الصبور.. قراءة سيميولوجية”، “حوار الأيديولوجيات والفن” وغيرها.
وقال الدكتور أحمد مجاهد، إن الكتاب يتطرق إلى دراسة الظواهر الفنية في شعر العامية عند الشعراء الرواد من أمثال: صلاح جاهين وفؤاد حداد وأحمد فؤاد نجم وعبد الرحمن الأبنودي وسيد حجاب.. وغيرهم، كما تضمن مجموعة من القراءات النقدية في مجموعة من الدواوين.
وقال الدكتور سيد ضيف الله، إنه ينبغى عدم الخلط بين ثلاثة أنواع شعرية تستخدم العامية وهى الشعر الشعبى: بما له من خصائص جمعية تتعلق بالموضوع والشكل الفنى والمشافهة وطقوس الأداء والملكية العامة والتأليف المشترك، والزجل: بما فيه من مباشرة مقصودة فى معالجة موضوعاته التى تتصل غالبا بالنقد الاجتماعى، حيث يرتكز فى المقام الأول على عنصرين فقط من عناصر الشعرية هما الوزن والقافية، أما الشعر العامى: وهو شعر تكتمل فيه عناصر الشعرية، فإلى جوار الوزن والقافية نجد الصور والعوالم والحالات الشعرية، والإيقاع، والرموز الفنية، والتشكيلات الجمالية، والرؤى الفكرية. ومن شأن هذه العناصر أن تنتج قصيدة واثقة ترتكز على خلفية ثقافية تراثية وعالمية، ولا تقصر فى متابعة كل ما هو جديد فى تقنيات الإبداع الشعرى أيا كانت لغته.
وأضاف الدكتور سيد ضيف الله، أن اختيار العامية لغة للإبداع الشعرى أمر لا علاقة له مطلقا بالسوقية والابتذال والتدنى الفنى، حيث تكتسى العامية فى إطارها الشعرى ثوبا جديدا يكون بالتأكيد أبهى من أثواب الفصحى إذا كان الشاعر العامى أكبر موهبة من الشاعر الفصيح.
وأكد الدكتور وائل فاروق، أن كتابة الشعر العامية مهمة مثل الشعر الفصيح، ويمكن أن يتم تناوله بالدراسة مثل الشعر الفصحى، وخاصة أن كتاب “جماليات شعر العامية بين الإبداع والتلقى” يثبت أن شعر العامية قابل للدراسة، وأن الشعر العامى يمكن أن يخضع الدراسات النقدية والأدبية الحديثة، كما تتعامل مع الشعر الفصيح، الذى أخذ جهدا كبيرا من النقاد والباحثين، وهو الشعر الذى يلتصق مع ذاكرة العامة، ويستطيع التأثير على العامة والخاصة سواء.
وأشار فاروق إلى أن الكتاب يدخل إلى هذا المنظور من منظور جمالى، وليس سياسيا فقط، وخاصة أن الشعر العامى، ارتبط بالتراث الشعبي المناهض ويثير الحمية الشعبية لدى النخبه العامة من الناس.