قصة إسلام عبدالله بن سلام
قصة إسلام عبدالله بن سلَام
كان عبدالله بن سلام حبرًا عالِمًا، واسمه الحصين بن سلام، وبعد إسلامه سماه رسول الله صلى الله عليه وسلم عبدالله، قال يروي قصة إسلامه: سمعت برسول الله صلى الله عليه وسلم، عرفت صفته واسمه وزمانه الذي كنا نتوكف – نترقب – له، فكنت مسرًّا لذلك صامتًا عليه حتى قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة، فلما نزل بقباء في بني عمرو بن عوف أقبل رجل حتى أخبر بقدومه وأنا في رأس نخلة لي أعمل فيها، وعمتي خالدة بنت الحارث تحتي جالسة، فلما سمعت الخبر بقدوم رسول الله صلى الله عليه وسلم كبرت، فقالت عمتي حين سمعت تكبيري: خيبك الله، والله لو كنت سمعت بموسى بن عمران قادمًا ما زدت، فقلت لها: أي عمة، هو والله أخو موسى بن عمران وعلى دينه، بُعث بما بعث به، فقالت: أي ابن أخي، أهو النبي الذي كنا نخبر أنه يبعث مع نفس الساعة؟ قال: نعم، قالت: فذاك إذًا، قال: ثم خرجتُ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلمت، ثم رجعت إلى أهل بيتي فأمرتهم فأسلموا، وكتمت إسلامي من يهود، ثم جئت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت له: يا رسول الله، إن يهودَ قوم بهت – كذب وافتراء – وإني أحب أن تدخلني في بعض بيوتك وتغيبني عنهم، ثم تسألهم عني حتى يخبروك كيف أنا فيهم قبل أن يعلموا إسلامي، فإنهم إن علموا به بهتوني وعابوني، فأدخله رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض بيوته ودخلوا عليه فكلموه وسألوه، ثم قال لهم: ((أي رجل الحصين بن سلام فيكم؟))، قالوا: سيدنا وابن سيدنا، وحبرنا وعالمنا، فلما فرغوا من قولهم خرج عليهم ابن سلام وقال لهم: يا معشر يهود، اتقوا الله واقبلوا ما جاءكم به؛ فوالله إنكم لتعلمون أنه لرسول الله تجدونه مكتوبًا عندكم في التوراة باسمه وصفته، فإني أشهد أنه رسول الله وأومن به وأصدقه وأعرفه، فقالوا: كذبت، ثم وقعوا بي، فقلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم: ألم أخبرك يا رسول الله أنهم قوم بهت أهل غدر وكذب وفجور؟ قال: وأظهرت إسلامي وإسلام أهل بيتي، وأسلمَتْ عمتي خالدة بنت الحارث فحسن إسلامها.