نجاة نابليون الثالث من محاولة اغتيال.. القنابل اليدوية تقطع طريق الإمبراطور عام 1858
ثقافة أول اثنين:
عاش نابليون الثالث بين عامى 1808 و1873، قبل الوفاة بالإنتان عن عمر 65 عاما وقد كان رئيسا لفرنسا من 1848 إلى 1852 ميلادية ثم امبراطورا لفرنسا من 1852 إلى 1870 لكنه تعرض لمحاولة اغتيال في 14 يناير من عام 1858 باستخدام قنبلة يدوية.
وقد قاد محاولة الاغتيال “فيليس أورسيني” وهو ثوري إيطالي وزعيم حركة كاربوناري وقد كان أورسينى أحد أتباع الزعيم الثوري الإيطالي جوزيبي مازيني كما شارك في الانتفاضات في روما في 1848-1849 وعمل بعد ذلك كوكيل لمازيني في سويسرا والمجر وإنجلترا وفقا لموسوعة بريتانيكا.
وبعد هروب جريء من سجن نمساوي في مانتوفا في عام 1855 ذهب إلى لندن وكتب روايتين عن مغامراته وهما الزنزانات النمساوية في إيطاليا، ومذكرات ومغامرات فحظى بشعبية كبيرة لدى الجمهور البريطاني.
انفصل أورسيني عن مازيني عام 1857 وبدأ بالتخطيط لاغتيال نابليون الثالث مدفوعًا بفكرة أن وفاة الإمبراطور ستؤدي في فرنسا إلى ثورة تمتد إلى إيطاليا وفي ليلة 14 يناير 1858 ، ألقى هو واثنين من شركائه قنابل يدوية على عربة نابليون والإمبراطورة أوجيني أثناء ذهابهم إلى الأوبرا في باريس وعلى الرغم من مقتل العديد من الأشخاص إلا أن نابليون الثالث وزوجته لم يصابوا بأذى وتم القبض على أورسيني وإعدامه.
ومن المفارقات أنه هجوم أورسيني تبعه إعلان نابليون الثالث الحرب على النمسا في عام 1859 وتبع ذلك استقلال إيطاليا.
كان للقنبلة المستخدمة في عملية الاغتيال تصميم فريد لوقتها، وبدلاً من وجود فتيل أو مؤقت، كانت القنبلة تحتوى على العديد من المسامير حولها، وكانت مملوءة بالزئبق لتنفجر فور تلامسها مع أى جسم آخر.
تم تصميم القنبلة وصنعها فى برمنجهام بإنجلترا، تم اختبارها بواسطة شريكى أورسينى في عملية الاغتيال تايلور وديفون وبعد اختبار شامل قدم تايلور القنبلة إلى أورسينى وعبروا إلى فرنسا متنكرين فى هيئة “آلات ضخ الغاز”.