مقالات أول اثنين

6 نصائح يومية تحسن حياتك وتجعلك تستعيد ثقتك بنفسك


ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتب “مارك كرنوف” (March Chernoff)، ويُقدِّم لنا فيه 6 نصائح لتحسين حياتنا اليومية واستعادة الثقة بالنفس.

تتمثَّل قوة العادات اليومية في أنَّك لا ترى نتائج التغيير فوراً؛ أي إنَّ التغيير يحدث بالتدريج فأنَّك تتذكَّر بعد فترة أنَّ حياتك لم تكن على هذا النحو؛ لذلك يجب أن تفكِّر جدياً في عاداتك اليومية، ونقصد بالتحديد الأشياء البسيطة التي تقوم بها يومياً؛ لأنَّ ما يحدِّد هويتك هو هذه الأشياء البسيطة؛ ولأنَّ كل النتائج في حياتك تتحقَّق بفعل هذه الأشياء البسيطة، وبصرف النظر عن ظروف حياتك الخاصة، أو تعريفك الخاص للنجاح، فإنَّك لا تصبح ناجحاً بمحض الصدفة؛ بل تصبح ناجحاً مع مرور الوقت ونتيجة لعاداتك اليومية.

يحدث الفشل بنفس الطريقة؛ إذ تتراكم الإخفاقات اليومية البسيطة التي لا تتعلَّم منها وتحولها إلى فرص لتطوير الذات، مؤديةً إلى الفشل الذريع.

مثلاً، تبدأ بتأسيس شركة وتفشل في:

  • التحقق من الحسابات.
  • إجراء الاتصالات الضرورية.
  • الإصغاء إلى زبائنك.
  • ابتكار شيء جديد.
  • القيام بالأشياء البسيطة الضرورية.

ثمَّ فجأةً تكتشف أنَّ مشروعك قد فشل بالكامل، والسبب طبعاً هو عاداتك اليومية، وليس بسبب حدوث كارثة غير متوقعة، فحياتك هي بمنزلة مشروعك التجاري، ومن ثمَّ يتحدَّد فشلك ونجاحك تدريجياً من خلال عاداتك اليومية، حتى العادات التي تبدو قليلة الأهمية يمكن أن يكون لها تأثير لا يُستهان به سواء نحو الأفضل، أم نحو الأسوأ.

لذلك؛ فكِّر الآن فيما إذا كنت تدير عاداتك بما يساعدك على تحقيق النجاح، أم أنَّها تقودك إلى الفشل، وهل العادات اليومية التي تقوم بها تخدم هدفك، أم أنَّها تزيد الأمور سوءاً؟

إذا كانت عاداتك اليومية لا تصبُّ في مصلحتك، فستجد في هذا المقال مجموعة من النصائح عن العادات اليومية البسيطة التي من شأنها تحسين حياتك إلى حدٍّ بعيد، وتقوِّي كل واحدة من هذه العادات تدريجياً نقاط الضعف لديك، وهي نقاط ضعف شائعة لدى الكثيرين، وما نقصده بنقاط الضعف هنا هو مجموعة من الأشياء البسيطة التي نقوم بها يومياً، لكنَّها تؤدي إلى شعورنا بالتوتر وتعوق تقدُّمنا في الحياة.

لكن يجب أن نؤكِّد أنَّ هذا المقال يهدف إلى جعلك تقوم بتغييرات بسيطة، لكن جوهرية في سلوكك اليومي المُعتاد، ما يعني أنَّه يجب أن تطبِّق كل واحدة من هذه النصائح على حدة وتدريجياً؛ إذ تجري تغييراً واحداً في حياتك كل يوم، ومن ثمَّ يؤدي كل تغيير إلى تغييرات أخرى.

6 نصائح ستغيِّر حياتك تغييراً جذرياً خلال 6 أشهر أو أقل:

هذه النصائح يجب أن تقوم بتطبيقها تدريجياً:

1. ركِّز على مهمة واحدة فقط:

أجب عن هذه الأسئلة بصدق:

  • هل تتصفح مواقع التواصل الاجتماعي عندما تكون في اجتماع، أم عندما تقضي وقتاً مع العائلة أو الأصدقاء؟
  • هل تخصِّص وقتاً لتناول الغداء، أم أنَّك تتناوله بينما تقود السيارة، أم في طريقك لمكان ما؟
  • هل أنت مدمن على مشاهدة التلفاز، حتى عندما يكون لديك عمل آخر؟
  • هل ترسل رسائل نصية من حين لآخر بينما تقود سيارتك؟

ما ينتج عن عادة القيام بعدة أشياء في وقت واحد هو انخفاض تدريجي في إنتاجيتك وسعادتك على الأمد الطويل؛ لأنَّك عندما تعتاد على تشتيت تركيزك بالعمل على عدة أشياء في وقت واحد، فإنَّك نادراً ما تتمكَّن من التركيز تركيزاً جيداً على مهمة واحدة، ويؤدي هذا التراجع الكبير في التركيز إلى الشعور باليأس.

سنستخدم التشبيه لتوضيح هذه الفكرة، عندما تعكس العدسة المكبرة ضوء الشمس على مجموعة من الأوراق اليابسة فلن يحدث أي شيء ولو بقيت هذه العدسة مُسلَّطة لمدة سنة كاملة ولو أنَّ الشمس تتوهج في منتصف الظهيرة طالما أنَّك تستمر بنقل العدسة من ورقة لأخرى، لكن إذا وجَّهت العدسة على ورقة واحدة من هذه الأوراق فستشتعل وينتقل اللهب إلى كومة الأوراق الأخرى وتشتعل جميعها بالتدريج.

هذا مثال يوضِّح تأثير التركيز على شيء واحد فقط، وما يجب أن تفهمه هو أنَّ دورك يشبه دور العدسة المكبرة، وأنَّه يجب أن تقرِّر التركيز على مهمة واحدة فقط دون أن تجمع بينها وبين مهمة أخرى، وحالما تفعل ذلك فإنَّك ستجد أنَّك تنجز كثيراً من العمل في وقت قياسي، وتصبح أقرب إلى تحقيق أهدافك، وتتحسَّن علاقاتك، وبالمحصلة تتحسَّن حياتك.

2. اغسل الأطباق فور انتهائك من تناول الطعام:

ليست استعارة أو مجرد تشبيه؛ بل المقصود هو عادة غسل الأطباق؛ إذ يجب أن تغسل الأطباق المتسخة بعد أن تنتهي من تناول وجبتك، ويجب أن تغسل كوبك بعد أن تتناول قهوة الصباح، لا يجب أن تترك أطباق متسخة في الحوض أو على المنضدة وتؤجل غسلها لوقت لاحق.

هذه العادة هامَّة جداً؛ لأنَّك عندما تعتاد على غسل الطبق فور الانتهاء من الوجبة وتثابر على هذه العادة لمدة أسبوعين ستجد أنَّ حوض غسيل الأطباق يبقى نظيفاً، ولاحقاً ستجد أنَّ المطبخ بأكمله يبقى نظيفاً، ثمَّ ستعتاد على توضيب ملابسك بعد خلعها، ومن ثمَّ ستبدأ بالقيام ببعض تمارين المعدة في كل صباح، وستبدأ من ثمَّ بتناول طعام صحي، وهكذا دواليك.

افعل كل واحدة من هذه الأشياء على حدة، وستبدأ تدريجياً بتعلُّم الانضباط الذاتي، ومن ثمَّ ستمتلك القدرة على إنجاز أي شيء تبدأ به، لكن كبداية، فقط ابدأ بغسل الأطباق فور الانتهاء من الوجبة، وافعل ذلك بوعي وسرور.

3. اكتب يومياتك يومياً لمدة 15 دقيقة أو أقل:

تحتفظ الكاتبة البريطانية “جي كي رولينغ” (J.K Rowling) بدفتر يوميات، وكذلك يفعل مغني الراب الأميركي “إيمينيم” (Eminem)، وأيضاً مُقدِّمة البرامج الأمريكية الشهيرة “أوبرا وينفري” (Oprah Winfrey)، ويحتفظ جميع الأشخاص الناجحون بدفتر يوميات، وهذا ما يساعدهم على إجراء تغييرات إيجابية في حياتهم باستمرار؛ لأنَّ كتابة اليوميات تساعدهم على مراجعة ما قاموا به خلال اليوم والتعلُّم من تجارب حياتهم.

إذا كنت تريد تحقيق هدف في حياتك فستحتاج إلى خطة، وكتابة يومياتك هي بمنزلة خطتك لتحقيق الهدف، فيمكنك أن تكتب في يومياتك ما فعلته خلال اليوم، وما الذي حاولت إنجازه، وما هي الأخطاء التي ارتكبتها وغير ذلك الكثير.

تساعدك اليوميات عموماً على إجراء مراجعة لما فعلته، وتدوين الأفكار الهامَّة، والتخطيط لأهدافك القادمة؛ إذ قلَّما يمارس الناس هذه العادة على أهميتها وسهولة استخدامها.

في هذا الصباح قمت بكتابة يومياتي لمدة 15 دقيقة؛ إذ كتبت عن أحداث جرت معي في الماضي وما زلت أشعر بسببها بالامتنان، كما كتبت عن أحداث ما زالت تزعجني، وفي حين كدت أنتهي، خطرت ببالي فكرة هذا المقال الذي تقرأه الآن، وكانت فكرة رائعة؛ لأنَّني لم أكن قد قررت بعد ما الذي سأكتبه للقرُّاء اليوم.

توصَّلت أيضاً لبعض الأفكار الرائعة بخصوص علاقة هامَّة كنت أُهملها لفترة من الوقت، ممَّا شجعني على إرسال رسالة نصية لشخص يعنيني أمره، وكنت أفكِّر بالاتصال به منذ فترة طويلة، وقد أدى تواصلي معه إلى التخطيط لقضاء يوم الأحد القادم معاً.

لذلك كما ترى؛ فإنَّ الوقت الذي تقضيه في التأمل وكتابة اليوميات لا يساعدك فحسب على الشعور على نحوٍ إيجابي؛ بل يقوِّي تركيزك، ويجعلك تبتكر تؤدي بالتدريج إلى تغيير واقعك؛ لأنَّك عندما تمتلك وضوح في التفكير والرؤية، فإنَّك تصبح قادراً على القيام بأي مهمة على أفضل وجه، وتصبح أفضل في علاقتك مع نفسك ومع الآخرين وتتواصل معهم بطريقة أكثر فاعلية، وتمتلك الحافز الحقيقي للقيام بالأشياء وفي النهاية تتحسَّن حياتك بالكامل.

بالنظر إلى كل هذه الفوائد، يُعدُّ تخصيص بعض الوقت يومياً لكتابة اليوميات نشاطاً بالغ الأهمية يحسِّن من جودة حياتك.

شاهد بالفديو: 8 طرق ذهبية لاكتساب الثقة بالنفس

 

4. تخلَّ بوعي عن الأوهام في حياتك:

معظم الأشياء التي نحاول يائسين التمسُّك بها كما لو كانت حقيقية وواقعية وجزءاً ثابتاً من حياتنا ليست هي في الواقع كذلك، وإذا كانت كذلك فهي ليست ثابتة تماماً؛ بل متغيرة ومؤقتة وأحياناً هي من نسج خيالنا فحسب.

تصبح الحياة أسهل بكثير عندما نفهم هذه الحقيقة، تخيَّل أنَّك معصوب العينين وموجود في حوض سباحة، وتحاول جاهداً الوصول إلى حافة الحوض الذي تظنُّ أنَّه قريب، لكنَّه في الواقع ليس قريباً أبداً، فإنَّ محاولتك للوصول إلى حافة المسبح الذي تتخيَّله تصيبك بالتوتر والإجهاد؛ لأنَّك تحاول أن تصل لشيء غير موجود.

تخيَّل الآن أنَّك تدرك عدم وجود حافة لهذا الحوض، ولا يوجد حولك سوى الماء، ستكون قادراً في هذه الحالة على الاختيار عن وعي بين الاستمرار بالسعي إلى التمسك بشيء غير موجود، أو الاسترخاء والسماح لجسدك بالطفو على وجه الماء.

اسأل نفسك يومياً هذه الأسئلة:

  • ما الذي تحاول يائساً التمسك به في حياتك في الوقت الحالي؟
  • كيف يؤثِّر هذا الجهد المضني فيك؟

ثمَّ تخيَّل أنَّ هذا الشيء الذي تحاول الاحتفاظ به ليس موجوداً في الحقيقة، وتخيَّل نفسك تتخلَّى عن هذا الشيء وتسمح لنفسك بالاسترخاء.

5. تخلَّ عن محاولة تغيير ما لا يمكنك تغييره:

تستحق بعض الأشياء فقط محاولتنا لتغييرها، ولكنَّ معظم الأشياء لا تستحق ذلك، فثمَّة حكمة تقول: “إذا كنت تريد السيطرة على الحيوانات، فامنحها مرعى أكبر”؛ يستخدم هذه الحكمة معظم كوتشز التأمل في محاولة منهم لجعل المتدربين يفهمون إلى أي مدى يمكن أن تتغيَّر حياتهم عندما يتخلون عن الرغبة في تغيير كل شيء.

بدلاً من بذل كل جهدك في محاولة للسيطرة على شيء ما، استرخِ وافسح المجال لهذا الشيء بأن يأخذ مساره الطبيعي، وستسير الأمور غالباً على نحو جيد، وستحصل على ما تريده، وستشعر بالسلام الداخلي في الوقت نفسه.

تنطبق هذه الحكمة على عديد من جوانب الحياة، فالتخلِّي عن محاولة تغيير الأشياء يعني أنَّ الأشياء ستسير بطريقة تحقق لك رغباتك ودون بذل كثير من الجهد، ومن ثمَّ سيكون لديك المزيد من الوقت والطاقة للعمل على الأشياء الهامة، والأشياء التي يمكنك التحكم فيها، وإحداها بلا شك هو موقفك الذهني من الحياة.

لا يعني هذا الأسلوب من التخلي أنَّك مستسلم؛ بل يعني أنَّك تتخلى عن السعي المحموم لتغيير الأشخاص وبعض المواقف والنتائج، ويعني ذلك أيضاً أن تعيش كل يوم محاولاً القيام بأفضل ما لديك، وأن تطبِّق معرفتك عملياً دون توقع من جانبك بأن تسير الحياة بطريقة معينة.

إنَّ طاقتك عندما تتخلَّى عن محاولة تغيير ما لا يمكنك تغييره مع رغبتك بإنجاز شيء ما هي أضعاف طاقتك عندما تتذمَّر من الواقع وتسعى بيأس إلى تغييره؛ إذ يحقق لك هذا الأسلوب من التخلي السلام الداخلي والشعور بالبهجة، وسينعكس ذلك على حياتك الخارجية بلا شك.

2. مارِس الامتنان قبل النوم:

يحوِّل إغفال التفاصيل الرائعة في حياتك كل شيء إلى مأساة مُرهقة؛ لأنَّك عندما تستمر بالقلق تجاه شيء في حياتك تتمنَّى الحصول عليه، فإنَّك تفقد الشعور بالسعادة التي تمنحك إيَّاها الأشياء التي تمتلكها بالفعل، ولن تحصل على السعادة أبداً ما لم تشعر بالامتنان تجاه الأشياء التي تمتلكها بالفعل.

إليك أحد تمارين الامتنان الذي حقَّق نتائج مذهلة لمئات المتدربين والأشخاص الذين قدَّمنا لهم الكوتشينغ خلال العشر سنوات الماضية:

كل مساء قبل أن تخلد إلى النوم، اكتب 3 أشياء سارت جيداً خلال النهار، مع ذكر أسبابها، ومع شرح مختصر لكل واحد من هذه الأشياء

إذ ينفق البشر أموالاً باهظة، لشراء أحدث الأجهزة الإلكترونية والمنازل والسيارات الفاخرة وباهظة الثمن على أمل أن يشعروا بالسعادة، وهذا بديل مجاني ويحقق نتائج رائعة.

لقد وجد عالم النفس الشهير “مارتن سيليغمان” (Martin Seligman) من خلال دراسةٍ طَلَبَ فيها من المشاركين ممارسة هذا التمرين بالتزام لمدة أسبوع أنَّه بعد مضي أسبوع كان المشاركون أسعد بنسبة 2%، لكن استمرت سعادتهم بالزيادة بصورة ملحوظة من خلال اختبارات المتابعة؛ إذ أصبحوا أكثر سعادة بنسبة 5% بعد مضي شهر، وأصبحوا أسعد بنسبة 9% بعد مرور ستة أشهر.

المُدهش أكثر من أي شيء، أنَّه في حين طُلب من المشاركين ممارسة هذا التمرين لمدة أسبوع واحد فقط، فإنَّ معظمهم استمر في كتابة الأشياء التي يشعرون تجاهها بالامتنان لأنَّها حقَّقت لهم المتعة.

شخصياً بدأتُ بممارسة هذا التمرين منذ سنوات على أساس أن أستمر به لمدة أسبوع واحد فقط، وما زلت أقوم به لليوم.

في الختام:

استعادة ثقتك بنفسك أمر بالغ الأهمية، وهو من أهم الفوائد التي تنتج من ممارسة العادات التي ذكرناها أعلاه، فما كنا نفتقده أنا وزوجتي “آنجل” (Angel) قبل أن نبدأ بتطبيق هذه العادات اليومية هو الثقة في قدرتنا على تحقيق نتائج إيجابية في حياتنا، فلقد فشلنا مرات عديدة في الماضي، وكنَّا نشعر بخيبة الأمل من أنفسنا إلى درجة أنَّنا بدأنا لا شعورياً في تسويف القيام بالمهام التي وعدنا أنفسنا بالقيام بها.

فقدنا ثقتنا بأنفسنا وقدراتنا؛ لأنَّنا استمرينا بالفشل، ويشبه الأمر شخصاً يكذب عليك باستمرار فتفقد ثقتك فيه في نهاية المطاف، والحل في معظم الحالات هو استعادة ثقتك بنفسك، لكن بالتدريج، من خلال أشياء بسيطة وخطوات صغيرة، وهي هذه العادات اليومية.

صحيح أنَّ العملية تستغرق وقتاً، لكنَّ التحسُّن يحدث سريعاً بقدر التزامك بها، وعموماً هي واحدة من أهم الأشياء التي تغيِّر حياتك والتي يمكنك القيام بها لنفسك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى