اخبار وثقافة

محمد على باشا أم الخديوى إسماعيل.. من صاحب فكرة تأسيس البريد المصرى

ثقافة أول اثنين:

تمر اليوم الذكرى الـ 158 على قيام الخديوي إسماعيل بتأسيس الهيئة القومية للبريد المصري، وذلك بعدما شعر الخديوى إسماعيل بأهمية البوسطة الأوربية وقام بشرائها من «موتسى» بعد وفاة شريكه «تيتو كينى» وكان ذلك في 29 أكتوبر 1864 وقد عرضت الحكومة المصرية على «موتسى» وظيفة مدير عام البريد وفي 2 يناير 1865 نقلت ملكية البوسطة الأوربية إلى الحكومة المصرية.


 


ويعتبر هذا اليوم يوما تاريخيا للبريد المصري وعيدا للبريد كل عام. وقد ألحقت مصلحة البريد في أول أمرها بوزارة الأشغال ثم نقلت تبعيتها بعد ذلك لعدة وزارات وفي ديسمبر 1865 تم إلحاقها بديوان عام المالية.


 


وبحسب كتيب نشرته مكتبة الإسكندرية، ضمن سلسلة ذاكرة مصر المعاصرة، للباحث عبدالوهاب شاكر، فأن محمد علي باشا يعتبر، أول من فكر في إنشاء البريد لنقل الرسائل الرسمية في العصر الحديث؛ حيث اتبع نظام الإدارة المركزية في مصر، ولذا كان حريصًا على سرعة الاتصال بموظفي حكومته لإصدار التعليمات لهم، وتلقي التقارير، لذا اهتم بنقل الرسائل الحكومية بين القاهرة، وسائر أنحاء القطر المصري، وإلى مكة والسودان والشام، وكذلك أدت زيادة عدد الأجانب بمصر وكثرة مصالحهم وشؤونهم إلى الحاجة لإنشاء بريد خاص بهم يقوم بنقل الرسائل المتبادلة بينهم وبين بلادهم الأصلية، كما أن مصر قامت بدور الوسيط بين إنجلترا ومستعمراتها في الهند في مجال نقل الرسائل، إضافة إلى أن ترقيم المنازل وتسمية الشوارع في عهد محمد علي ساعد على تسهيل خدمة البريد للأهالي.


 


وتعد مؤسسة البريد التي أنشأها إبراهيم باشا نقلة حضارية في بلاد الشام، إذ لم تشهد قبل الحكم المصري تنظيماً بريدياً حكومياً أو خاصاً، باستثناء بريد التجار الأجانب الذي حمل لواءه الإنجليز بين بيروت ودمشق، حيث مناطق تركُز الأجانب، والجدير بالذكر أن الإدارة المصرية لم تستخدم الحمام الزاجل في نقل المراسلات السريعة، حيث حققت المؤسسة البريدية الهدف، فنقلت المراسلات بين القاهرة ومقر القيادة العسكرية في آسيا الصغرى في حوالي عشرة أيام، وهو زمن قياسي، وذلك على الرغم من الاعتماد على وسائل نقل تقليدية تمثلت في الخيل، بيد أن الفضل في ذلك يرجع للإدارة الحكيمة في ضبط البريد وسرعته.


 


وأنشئت في عهد محمد علي «إدارة البوستة» للمراسلات الحكومية فقط، وكان مخصصاً لنقلها سعاة مشاة تحت رئاسة رجل يدعى الشيخ عمر حمد، ولم تكن أعمال البريد في بادئ الأمر، تتعدى حدود القطر المصري إلا أنها ما لبثت أن امتدت إلى السودان بعد فتحه عام 1821 وحينئذ بدأ استخدام السعاة الهجانة.


 


لم يكن في مصر كلها حتى عام 1865 مصلحة حكومية يقال إنها مصلحة البريد، وهى السنة التي اشترت فيها الحكومة امتياز نقل البريد، وكل ما كان لدينا قبل ذلك بعض الهجانين وأصحاب القوارب والسعاة الذين كانوا يدخلون مع الأهالي في اتفاقات خاصة، لنقل رسائلهم وودائعهم من بلد إلى آخر، وهم غير آمنين عليها، وأشهر هؤلاء عمر حمد وحسن البديلي، وكان لهذا الأخير إبل خاصة لنقل البريد تسير في شرق البلاد وغربها؛ فإذا حلت قافلة البديلى في بلد تناقل الأهالي الخبر وتسابقوا إليه وسلموه رسائلهم وودائعهم من دون أي ضمان أو تأمين، ولم تكن هنالك رسوم مقررة يتقاضاها، بل كان يقدرها حسبما يتوسمه في أصحابها من الجاه والثروة، وكان يقطع المسافة بين القاهرة والإسكندرية في شهرين لاضطراره النزول إلى المدن الكبيرة والمبيت بقافلته في بعضها إلّا إذا طُلب منه أن يرسل هجانًا خاصًّا وقيل في بعض الروايات أن الشيخ عمر حمد نظم خطوطًا للبريد في أغلب أنحاء البلاد حتى وصل بإبله وخطوطه إلى السودان في عام 1821م، وهي براعة باهرة يدونها التاريخ لهذا المصري العصامي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى