4 مشاكل صحية شائعة بسبب انعدام الثقة بالنفس
مع صحتك؛ إذ إنَّه يضر بتوازنك العاطفي، وبصحتك العقلية، وبجسمك، ومع ذلك، غالباً ما نتأخر عن الرعاية الذاتية؛ فهو عنصر منسي في أسفل قائمة مهام لا نهاية لها، وقد نصل إليه في النهاية إذا وجدنا الوقت، كيف يمكن أن يتسبب انعدام الثقة بالنفس في عواقب وخيمة على صحتك إذا تجاهلته؟
الحلقة المفرغة لانعدام الثقة بالنفس:
يؤثِّر انعدام الثقة بالنفس في صحتك؛ لأنَّه يغير من سلوكك، فعندما تعاني انعدام الثقة بالنفس، فإنَّك ترى نفسك غير هام ومعدوم الفائدة، وتعتقد أنَّك لا تستطيع التعامل مع التهديدات، والمشكلات، والعقبات التي تلقيها الحياة عليك، لكن تحاول التحكم بكلِّ جانب من جوانب حياتك، وأنت مرعوب من أنَّ حياتك ستنهار إذا لم تكن متيقظاً.
أنت تعتقد أنَّك لا قيمة لك وغير محبوب فتسعى إلى الكمال لتعويض ضعفك، وانعدام كفاءتك، وترهق نفسك، وأنت تحاول إرضاء الجميع حتى تنال قبولهم، ولكنَّك ما زلت تعاني النقد، والرفض، وخيبة الأمل، ممَّا يعزز اعتقادك بأنَّك لست جيداً بما فيه الكفاية؛ لذا تعمل بجدٍّ أكبر، وتضحي أكثر، وتشعر بالدونية، وتشعر أنَّك محاصر في حلقة مفرغة لا نهاية لها من الشعور بأنَّك معدوم القيمة وفاشل، وهذه الحلقة المفرغة تسبب لك التوتر، والهلع، والخوف.
هذا الضغط هائل؛ إذ يمزق عقلك، ويؤدي إلى تآكل جسدك، ويؤدي إلى تآكل مناعتك، ويمنعك من الراحة والاسترخاء، والنتيجة مرض وألم؛ إذ ستؤدي السلوكات، والمعتقدات، وأنماط التفكير الناتجة عن حلقة مفرغة من ضعف الثقة بالنفس إلى تفاقم الأمراض أكثر، ولكنَّنا سنركز في هذا المقال على 4 مشكلات صحية يمكن أن تنتج بالكامل عن انعدام الثقة بالنفس، ممَّا يعني أنَّه يمكن معالجتها ما إن تعالج مشكلات انعدام الثقة بالنفس.
4 حالات صحية يمكن تحسينها بتعزيز ثقتك بنفسك:
1. القلق:
الصدمات السابقة والتوتر المفرط ومشكلات الصحة العقلية وحتى النظام الغذائي السيئ، يمكن أن يسبب القلق، لكن أحد الأسباب الرئيسة لاضطراب القلق العام هو انعدام الثقة بالنفس؛ فعندما تعاني انعدام الثقة بالنفس تعتقد أنَّك ضعيف، ولا تستحق السعادة؛ ولذلك تتوقع باستمرار وقوع كارثة، وتخشى المستقبل، وتشعر أنَّك لا تستحق حب الناس واحترامهم؛ لذلك فأنت تحت ضغط دائم لتتفوق في الأداء، وتثير الإعجاب، وتحقق الكمال.
لا تثق في الوقت نفسه في قدراتك، وتشعر دائماً بعدم الراحة، وتكاد تتوقع أن يخونك الناس ويتخلوا عنك؛ إذ إنَّك خائف من ألا يدعمك الآخرون؛ ولذلك أنت تتألم من ارتكاب الأخطاء، وتقلق من أنَّ الآخرين قد يكرهونك أو ينتقدون أفعالك؛ فأنت لا تؤمن بنفسك وقدرتك على التعامل مع الحياة؛ لذا تشك في قراراتك، وتخشى العواقب المحتملة، وتصاب بالشلل بسبب الخوف من التغيير.
2. الإرهاق:
يتطور الإرهاق ببطء، وفجأة تتعامل مع انهيار جسدي وعاطفي كامل يتطلب شهوراً أو حتى سنوات للتعافي، ويمكن أن يكون نتيجة عبء العمل المفرط، ونقص الموظفين، والتوقعات العالية غير الواقعية، لكن في جذوره يكون دائماً نتيجة انعدام الثقة بالنفس؛ إذ لديك إيمان عميق بأنَّك لا قيمة لك إلا إذا أدرك الآخرون إنجازاتك، وتشعر بالحاجة إلى تبرير وجودك بالعمل بجد أكثر من أيِّ شخص آخر.
فأنت تبذل كلَّ طاقتك لتكون ما يتوقعه الآخرون، ولا يمكنك قبول نفسك إلا إذا كنت الشريك المثالي، والموظف المثالي، ومدبرة المنزل المثالية؛ لذا فأنت تعمل طيلة الوقت، ولم تعد تسمح لنفسك بوقت للراحة، وتكرس حياتك لكسب رضى الآخرين بالعمل الجاد المستمر، والتضحية بالنفس لكي تشعر بالتقدير.
المشكلة هي أنَّ كلَّ فشل وانتقاد ورفض، سوف يدمِّر الإحساس العابر برضى الآخرين؛ ومن ثَمَّ تعيد الحلقة المفرغة نفسها للسعي إلى رضى الآخرين؛ لذا تقسو على نفسك، وتعمل على الرَّغم من الألم والإرهاق، وتضحي بصحتك في السعي وراء الرضى والاعتراف بقيمتك.
شاهد بالفديو: عادات سيئة تجعلك تشعر بالإرهاق
3. الأرق:
ينتج الأرق عن مستويات عالية من التوتر أو بيئة نوم غير ملائمة أو نمط الحياة، مثل: تناول الوجبات الثقيلة أو شرب الكافيين قبل النوم، ومع ذلك هناك سبب شائع آخر للأرق، وهو انعدام الثقة بالنفس، فإذا كانت ثقتك بنفسك قليلة فأنت تشك في نفسك وقدراتك، وتبدو الحياة وكأنَّها سلسلة عشوائية من الصدف التي لا يمكنك التحكم بها؛ لذا فأنت مستيقظ في الليل وخائف من المستقبل الذي لا يمكن التنبؤ به، وقلق بشأن ما يعتقده الآخرون عنك، وتطاردك الرؤى المروعة للتهديدات، والكوارث، والفشل، وكلُّ ذلك لأنَّك تعتقد أنَّك لست جيداً بما يكفي لتستحق الخير، وأنَّك لست قوياً بما يكفي للتعامل مع الحياة ولتحقيق سعادتك الخاصة، وكلُّ ذلك لأنَّك في أعماقك تعتقد أنَّك معدوم القيمة.
4. آلام أسفل الظهر:
يمكن أن تحدث آلام أسفل الظهر بسبب الإصابات أو الانزلاق الغضروفي أو نمط الحياة غير المستقر أو الوزن الزائد، لكنَّها تنتج أيضاً عن وضعية الجسد السيئة، ويمكن أن يكون هذا نتيجة لانعدام الثقة بالنفس؛ إذ تتجلى ثقتك بنفسك في جسدك مركز إحساسك بالقوة والاستقلالية، وعندما يكون قلبك قوياً يكون عمودك الفقري بالكامل منتصباً، ويدعم وزن الجزء العلوي من جسمك بالتساوي.
فإذا كانت ثقتك بنفسك منخفضة، وتشعر بالشكِّ الذاتي، فإنَّ جسدك يضعف، ويبدأ كتفيك في الانحناء للأمام، وبطنك بالبروز؛ فمن دون جسد قوي تجبر عمودك الفقري على تشكيل شكل حرف (S).
يفرض هذا الاختلال في المحاذاة ضغطاً هائلاً على العمود الفقري، وهو المسؤول الوحيد الآن عن تحمل العبء الهائل من الجزء العلوي من الجسم، والنتيجة هي توتر دائم وألم في أسفل الظهر، وانزعاج شديد عند الوقوف لفترات أطول، وكلُّ ذلك بسبب انعدام الثقة بالنفس.
كيفية كسر هذه الحلقة المفرغة والشفاء:
تركز مجتمعاتنا الصناعية على المنافسة، والمادية، والمظهر، والمكانة، والقوة، والإنجاز، والجمال، والشهرة؛ إذ نتعلم أنَّ قيمتنا تنبع من الخارج؛ أي رصيد حسابنا المصرفي أو مستوى نجاحنا أو الشعبية أو الفائدة للمجتمع، وإذا لم تستوفِ المعايير فلا قيمة لك، وإذا عملت بجد وحققت العظمة، فإنَّك تكسب القيمة، وإذا فشلت أو ارتكبت خطأ، فإنَّك تفقد قيمتك، أو على الأقل هذا ما نشأنا عليه.
لكن هذا سوء فهم هائل وكارثي؛ لأنَّ الحقيقة هي أنَّك تستحق أن تشعر بالثقة بالنفس تماماً، مثل أيِّ كائن آخر على هذه الأرض، ولا شيء مختلف يمكن أن يمنحك القيمة، والهدف الذي يتجاوز القيمة اللامحدودة التي تمتلكها بالفعل.
لا شيء تفعله من خطأ أو إنجاز أو نجاح أو فشل سيغير أيَّ شيء يتعلق بقيمتك، فلا يعتمد الأمر على أفعالك؛ بل إنَّه مرتبط بوجودك، كما أنَّ آراء الآخرين عنك وانتقادهم، والرفض والهجر لا يمكن أن تقلل من قيمتك أبداً، وبمجرد أن تدرك ذلك يمكنك استعادة حياتك، ومتابعة أحلامك، وأن تجد السعادة، وأن تكون على طبيعتك والشفاء؛ لأنَّك لم تعد بحاجة إلى التضحية بوقتك، وطاقتك، وصحتك لكسب القيمة؛ أي ستكون حراً.
المصدر