مقالات أول اثنين

نصائح لتحويل مخاوفك إلى أفكار إيجابية تعزز ثقتك بنفسك


غالباً ما تظنُّ أنَّك لا ترغب في القيام بشيء ما، لكن في الواقع ما حدث أنَّك كنت تفكر بسلبية لمدة طويلة جداً بحيث أنَّك لم تعد تُفرِّق بين عدم رغبتك وشعورك بالعجز؛ فقد يكون هناك كثير من الأشياء التي تظن أنَّ القيام بها يفوق قدراتك؛ ولذلك لم تعطِ لنفسك الفرصة حتَّى للمحاولة.

يمكن أن ينشأ نمط التفكير السلبي لعدة أسباب، ومنها مثلاً تأثُّرك برأي شخص آخر؛ على سبيل المثال قد تعزم أمرك على فعل شيء ما، لكن يخبرك شخص آخر بأنَّك لا تستطيع ذلك، ومن ثمَّ تتبنى هذا النمط من التفكير قانعاً نفسك بأنَّك غير قادر على فعل أي شيء آخر، والسبب الآخر أنَّك تكون قد واجهت صعوبة في تجربة ما فأُصبت بالذعر من خوض تجارب أخرى، ومن ثمَّ أقنعت نفسك بأنَّك لا تريد فعل ذلك مجدداً.

إذا كنت قد مررت بتجربة سلبية للغاية فمن الطبيعي أن تكون قد تركت آثارها فيك لفترة طويلة، ومن الطبيعي أيضاً أن يحاول دماغك تجنيبك تكرار التجربة المؤلمة مجدداً كنوع من آليات استجابة الحماية، ومن ثمَّ ستجد أنَّك تخشى دوماً الإقدام على التجربة نفسها مجدداً؛ لذلك نجد كثيرين يخافون دوماً من التعرض للأذى أو الفشل، وهنا تتدخل الأفكار التي تتضمن مخاوفنا في محاولة لحمايتنا من تكرار الأحداث المؤلمة.

نسعى جميعاً لحماية أنفسنا من الألم والفشل والمواقف المحرجة، ونتجنب ما نخشاه من خلال الأفكار؛ فتشعر أنَّ ثمة صوتاً داخلياً يخبرك أنَّك لا تستطيع فعل هذا أو لا تريد القيام بذاك، لكن من الجيد أنَّنا نستطيع التحكُّم بمخاوفنا واستثمارها لمصلحتنا؛ إذ تساعدنا بعض المخاوف على تجنيبنا المخاطر فعلاً؛ لذلك ليس من الحكمة تجاهلها كلها، لكن بدلاً من ذلك يجب تقييم هذه المخاوف ومعرفة ما إذا كانت تعوقك عن خوض تجارب جديدة تسهم في نمو شخصيتك والاستمتاع بالحياة.

فيما يأتي 4 نصائح تستطيع اتباعها لتحويل مخاوفك إلى أفكار إيجابية:

1. لاحظ أفكارك السلبية:

قد تظن أنَّ هذا واضح للغاية، لكن في الواقع الأمر ليس كذلك على الأقل بالنسبة إلى معظمنا، يقول الكاتب الألماني “إيكهارت تول” (Eckhart Tolle) إنَّ أفكارنا لا تمثِّل من نحن عليه، وفي الواقع تدرك بعد التأمل في هذا المفهوم أنَّه على الرغم من امتلاكك لأفكار معينة إلا أنَّها لا تحدد هويتك أو تسيطر عليك.

إنَّ مصدر أفكارك قد يكون تجارب مررت بها منذ زمن طويل؛ لذا حاول أن تتذكر إذا ما كان هناك شيء حدث معك في الماضي وغيَّر أفكارك وما زال يمنعك من التقدُّم.

تصنيف أفكارك إلى نوع مفيد ويساعدك حقاً ونوع آخر لا يؤدي إلَّا إلى إعاقتك أمر غاية في الأهمية؛ لأنَّك عندما تدرك أنَّ لديك أفكاراً حالية تعوقك وأنَّه لا ينبغي السماح لها بأن تسيطر عليك، ستكون قادراً على تجاهلها أكثر من السابق واستبدالها بأفكار مساعدة تؤدي إلى إنجاز المزيد.

لا شيء أفضل من الكتابة لتصنيف هذه الأفكار؛ إذ يمكنك ببساطة تدوين الأفكار التي تعوقك بانتظام، ومن ثمَّ فكِّر في سبب نشوء هذه الأفكار لديك، وهل تمنعك هذه الأفكار من استخدام قدراتك الكامنة؟ وما هي الأفكار البديلة التي يمكن أن تساعدك على التقدُّم وتحقيق المزيد من الإنجازات؟

شاهد: 6 نصائح بسيطة تساعدك على التخلص من مخاوفك

 

2. غيِّر تصورك عن نفسك وعن إمكاناتك:

من خصائص البشر أنَّهم يتصرفون بطريقة تلائم معتقدهم عن هويتهم، ولطالما نسمع أشخاصاً يرفضون شيئاً ما قائلين: “هذا لا يمثلني”، أو “لن أنجح في القيام بذلك”، وعلى الرغم من أنَّ هذا قد يكون صحيحاً في حالات معينة إلا أنَّ نظرتنا لأنفسنا تتأثر أحياناً بعوامل سلبية؛ ممَّا يُصعِّب تغيير معتقدنا عن هويتنا؛ لكنَّ الأخبار الرائعة هي أنَّك قادر على تغيير تصورك عن نفسك منذ هذه اللحظة من خلال القيام بمراجعة أفكارك، وإثبات أنَّك تمتلك قدرات تتجاوز الحدود التي وضعتها لنفسك، والقيام بأشياء كنت تظن في السابق أنَّك لا تريدها أو لا تستطيع القيام بها.

إحدى التقنيات الرائعة للقيام بذلك هي تحويل أفكارك السلبية إلى أخرى إيجابية من خلال القيام بعكس ما تخبرك إياه هذه الأفكار؛ فعندما تعتقد أنَّك لا تستطيع القيام بشيء يحقق لك فائدة بطريقة ما فيجب أن تحاول القيام به؛ على سبيل المثال إذا كانت أفكارك تقول لك إنَّك “غير قادر على السباحة” فحاول استبدالها بفكرة أخرى ولتكن: “سأتعلم السباحة”؛ هذا سيساعدك على تبنِّي موقف إيجابي عن تجربة أشياء جديدة واكتساب المزيد من الخبرات.

تحويل أفكارك السلبية إلى أفكار إيجابية عملية بسيطة؛ لكنَّها تحتاج إلى وقت والتزام وصبر، فلا تنسَ أنَّك قد تكون تبنيت هذا النمط من التفكير لوقت طويل جداً، ومن ثمَّ أنت تحتاج إلى الوقت لاستبداله، إضافةً إلى ذلك سيكون عليك أن تخرج من منطقة الراحة وتواجه مخاوفك التي تمنعك من المضي قدماً.

قد يكون التحدي النهائي بالنسبة إلى بعض الأشخاص هو الآخرون، وهنا يجب أن تتجاهل ما يقولونه من أشياء محبطة، وتستمر في التركيز على أفكارك الإيجابية وعلى كل خطوة تتخذها نحو الأمام.

3. استخدم تقنية السوار المطاطي:

تقنية فعالة جداً لتغيير التفكير؛ وهي وضع سوار مطاطي حول معصمك وسحبه ومن ثمَّ إفلاته في كل مرة تراودك فيها فكرة سلبية سيساعدك الألم الطفيف الذي يسببه السوار على الانتباه لوجود فكرة سلبية فوراً، ومن ثمَّ ستكون قادراً أكثر على تغييرها إلى فكرة إيجابية.

تُستخدَم هذه التقنية في كثير من العلاجات التي تهدف إلى تغيير الشخصية، وهي مفيدة في جعلك تدرك عدد الأفكار السلبية التي تخطر في ذهنك يومياً، وسرعان ما ستجد أنَّ وتيرة هذه الأفكار وعددها ينخفضان بمجرد أن تبدأ بملاحظتها ومن ثمَّ تحويلها إلى أفكار إيجابية على الفور، وعليك أيضاً أن تغيِّر نظرتك المتعلقة بتجاربك وتعزز إيمانك بقدراتك.

شاهد أيضاً: 7 خطوات توصلك إلى السعادة

 

4. أقدِم على القيام بشيء استثنائي بالنسبة إليك وتخشاه بشدة:

عندما تراودك أفكار عن عدم قدرتك على القيام بشيء ما، فإنَّ ما يجب فعله هو المبادرة في القيام بهذا الشيء، ويمكنك القيام ببعض الخطوات البسيطة أو المضي في ذلك إلى شوط أبعد، الأمر الهام هو أن تثبت لنفسك أنَّك قادر على القيام بهذا الشيء.

اقطع وعداً على نفسك بأنَّك ستُقدِم على أي شيء تظن أنَّك لست قادراً على القيام به، وركِّز على ما يجب القيام به بوصفه بدايةً، وضَعْ موعداً صارماً للوقت الذي ستقوم به بهذا الشيء؛ فمثلاً إذا كنت قد تجنبت سابقاً تعلُّم قيادة السيارة مبرراً ذلك لنفسك بأنَّه غير ضروري وتدرك الآن أنَّك كنت خائفاً فحسب وترغب حالياً بتعلُّم القيادة، فبادر وخذ درسك الأول ولا تخجل من التوضيح للمدرب أنَّك قلق، كل ما عليك فعله هو العثور على مدرب يدعمك.
تذكَّر أنَّك عندما تُقدِم على شيء لأول مرة فستشعر بالخوف لا محالة، كما ستشعر بأنَّ من الأسلم أن تتراجع قبل فوات الأوان، لكن هنا بالتحديد يجب أن تتشجع وتغيِّر أفكارك السلبية إلى أفكار إيجابية تدفعك إلى المضي قدماً.

سيكون شعورك رائعاً بعد المحاولة الأولى وسيصبح أسهل في المستقبل كلما أعدت المحاولة، فلا تقع في خطأ معظم الناس ممَّن يقومون بالشيء لأول مرة ومن ثمَّ يتوقفون ويسمحون لأفكارهم السابقة بالسيطرة عليهم مجدداً؛ لهذا يجب أن تتنبه إلى أنماط التفكير السابقة واستبدالها باستمرار بأنماط تفكير إيجابية.

اكتب ما تشعر به بعد كل محاولة وسجِّل مدى الشعور بالروعة، ولا تنسَ أن تذكِّر نفسك بأنَّك تحقق تقدماً، وعندما تشعر أنَّه من الصعب القيام بشيء ما راجع يومياتك لتتذكر التقدم الذي حققته، وعندما تجد صعوبة في الاستمرار اسأل نفسك: “ما الذي كانت ستفعله النسخة القديمة منِّي في مثل هذا الموقف؟ وما الذي سأفعله أنا في هذا الموقف؟”.

في الختام:

ستتغير حياتك جذرياً عندما تبدأ بتقييم أفكارك وإدراك ما هي الأمور التي تعوقك عن القيام بها؛ لذا أدرك ما هي الأفكار التي تساعدك وما هي الأفكار التي تعوقك عن استثمار إمكاناتك كلها، خُض التجارب التي تخشاها وسجِّل في يومياتك التقدُّم الذي تحرزه.

ضع لنفسك هدفاً استثنائياً بحيث يخرجك من منطقة الراحة، فيمكن أن يكون هذا الهدف اجتياز اختبار القيادة أو إلقاء خطاب أمام الجمهور، ومهما يكن الأمر فإنَّك قادر على القيام به لأنَّك تدرك من خلال أفكارك أنَّك أنت الذي وضعت قيودك وأنت من يمكنه إزالتها.

How To Use Thoughts That Hold You Back

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى