اخبار وثقافة

قصائد تصدح بجماليات اللغة العربية فى بيت الشعر بالشارقة.. صور

ثقافة أول اثنين:


نظم بيت الشعر بدائرة الثقافة في الشارقة أمسية شعرية احتفاء بـ اليوم العالمي للغة العربية، ضمن برنامجه السنوي للاحتفال بالمناسبات التي ترتبط بالشعر واللغة العربية، أحياها الشعراء: الدكتور حسن الرفاعي من الإمارات، وفاء جعبور من الأردن، حسن المطروشي من سلطنة عمان، والدكتور أسامة تاج السر من السودان، بحضور مدير البيت الشاعر محمد عبدالله البريكي. وقدمها الشاعر عبدالله الهدية.


وفى البداية أشاد الشاعر عبدالله الهدية بجهود البيت وانتظام برنامجه السنوي المواكب لأهم المناسبات والمتمثلة في اليوم الوطني، يوم الشعر العالمي ويوم اللغة العربية وغيرها، مشيرا إلى احتفاء البيت الدائم باللغة العربية عبر ما يقوم به من جهود تعنى بالشعر الفصيح وأهله، كما هنأ بفوز بيت الشعر بالشارقة بجائزة الأمير عبدالله الفيصل في دورتها الرابعة عن أفضل مشروع لخدمة الشعر العربي. وحظيت الأمسية بحضور كبير احتشدت به ساحة البيت، تنوع بين الشعراء والمثقفين والإعلاميين، ومحبي الشعر.


تغنى الشعراء بجمال اللغة العربية، لغة القرآن ومعين البلاغة الذي لا ينضب، حيث تنوعت اشتغالاتهم بين الإشادة بجماليات اللغة وكنوزها الأدبية، وبيان أهمية دورها في إثراء الشعر، حارسها الأمين، وفي الحفاظ على الهوية العربية، إضافة للدفاع عنها، حبا فيها واعتزازا بها. حلقت فيها قصائدهم بأجنحة الخيال واللغة العالية.


الحضور خلال الأمسية الشعرية


 


افتتح القراءات الشاعر الدكتور حسين الرفاعي الذي أشاد بخلود واخضرار شجرة اللغة عبر العصور، وجزيل عطائها، وعمق جذورها الذي زاده ارتباطها بالقرآن رسوخا ومجدا، يقول فيها:


 


تَمُرُّ بِهَا الْأَحْقَابُ وَهْيَ أَبِيَّةٌ


وَيَبْقَى طَوَالَ الدَّهْرِ يُوْرِقُ عُوْدُهَا


 


أَيَا مَنْ لُغَاتُ الْعَالَمِيْنَ عَنَتْ لَهَا


ويا مَنْ مِنِ (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ) عِيْدُهَا


 


وَيَا مَنْ إِذَا أَعْطَتْ أَفَاضَتْ وَأَدْهَشَتْ


وَيَا مَنْ إِذَا أَلْقَتْ أَصَابَ سَدِيْدُهَا


الشاعر محمد البريكى والشعراء المشاركين بالأمسية


 


ثم رد على من عاتبه على غلوِّه في حب اللغة ومديحها، معلنا عن حبه لها حد الجنون بها، وعن تقصيره رغم وفائه لها، قائلا:


 


وَاللهِ مَا وَفَّيْتُ بَعْضَ حُقُوْقِهَا


دُوْنَ الْوَفَاءِ بِذَاكَ تَنْهَدُّ الْقُوَى


 


وَلَقَدْ سَقَتْ شِعْرِيْ عُذُوْبَةَ مَنْطِقٍ


مِنْ كَفِّهَا ؛ حَتَّى تَمَلَّأَ وَارْتَوَى


 


وَيَكَادُ حَرْفِي أَنْ يُجَنَّ بِحُبِّهَا


كَجُنُوْنِ قَيْسٍ مِنْ تَبَارِيْحِ الْهَوَى

جانب من الأمسية
جانب من الأمسية


 


تلته الشاعرة وفاء جعبور التي ابتدأت قراءتها بالشدو للغة العربية، بلسان الأنثى/ القصيدة التي تدلل اللغة وتؤنسها ملبسة عباراتها أرق اثواب المجاز ، جاء فيها:


لغةٌ تلمّ الشملَ لو عصفت بنا


 ريح التّفرّقِ والغيابِ الموجِعِ


فبأي آلاء الكلامِ سنحتفي


جئناكِ عطشى في الهوى لا ندّعي


يامن على أرض القصيدِ تضمنا


اليوم عيدك يا حبيبة فاسطعي


 


ثم أطلقت العنان لفرس قصيدتها لتنطلق حاملة هشاشة الأنثى، راكضة بها عبر دروب المجاز، يحدوها الحزن ويثقلها الجرح، قائلة:


 


بي شُبهةُ الألوانِ حُزن مدينةٍ


و بياضُ أسئلةٍ تُسدّدُ رُمحها


 


بي ألفُ خذني فالهوامشُ بِدعتي


سنظلُ نسقطُ إذ نحاولُ شرحها


 


بي ألفُ خذني فالجهاتُ غريبةٌ


و لَكَم خسرنا مذ نوينا رِبحها


 


ثم شدت للحب، ابن اللغة المدلل، بقصائد قصيرة ختمت بها قراءاتها، تميزت بعذوبة اللغة، وجمال التعبير.


 


تلاها الشاعر أسامة تاج السر الذي يحدق في مرايا اللغة، فيبصر هويته وانتماءه، وملامح حضارة وتاريخٍ أورثاه العلم والحكمة، يقول فيها:


 


لغتي مرايايَ انعكاسُ هُويتي


وكأنّ أخيلتي غصونُ الماءِ


 


رتّقتُ ثوبي بالفنونِ جميعِها


وخُصِصتُ من كُلّ الورى بِرَوائي


 


كلُّ الحضارات القديمة في يدي


وحدي ورثتُ حضارة القدماءِ


 


ثم واصل شدوه للغة، حاملة ضياء الوحي، وكنوز المعاني، قائلا:


 


نفثةُ الوحيِ أرضعتني المعاني


فرَّدتني، فبصْمتي في لساني


 


غرَّدَ الحبُّ في فؤاديَ سِربًا


عبقريَّ الشذا، لذيذَ الأماني


 


عصرَ العطرَ من ورودٍ عذارى


و سقاني من بوحِها ما سقاني


 


قرأ بعدها نصوصا شدت للحب والوطن في ثوب لغة رشيق أنيق، ولافت.


 


تلاه الشاعر حسن المطروشي الذي شدا للغة، أنثى الضياء، أمه التي لقنته الحكمة، وأنارت طريقه، ليصبح قدوة تُتَّبع، يقول:


 


أمّي الفصيحةُ والبليغةُ بِاسْمِها


لُقِّنْتُ طفلاً حكمةَ الأشياءِ


 


مَلِكٌ أنا في عَرْشِها ومُتَوَّجٌ


بالكبرياءِ، أُطِلُّ مِنْ عَليائي


 


أنا مُذْ حَمَلْتُ الضادَ قنديلَ المدى


أمضي ويمضي الآخرون ورائي


 


ثم وقف على “تخوم الهديل” باكيا على الأطلال، شاديا للذكريات المقيمة على ضفاف قلبه، قائلا:


 


أمُرُّ على الديارِ فلا جداراً


أُقّبِّلُه، وإني قد أطيلُ


 


وَيَبْقى البحرُ مشدوداً بقلبي


ويَكْبُرُ في شُجَيْراتي الهديلُ


 


صباحٌ للجيادِ وللسواقي


ولي في ضفةِ الذكرى مَقيلُ


 


هذا وقد قرأ المطروشي عدة نصوص أخرى تنوعت مواضيعها بين الحب والألم والخسارة، عزفت أجمل الألحان على وتر اللغة. ونالت مشاركات الشعراء استحسان الحضور وتفاعلهم الكبير بالتصفيق والإشادة. في الختام كرَّم الشاعر محمد عبدالله البريكي الشعراء المشاركين ومقدم الأمسية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى