مقالات أول اثنين

حبّ الجسد: نصائح للتواصل مع جسدك


معظمنا يقضي وقتاً طويلاً في التفكير والقيام بالعمليات العقلية من دون التفكير في أجسادنا؛ فقد اعتدنا على الاستماع لأفكارنا وخواطرنا، وتأطير وجودنا بطريقة منطقية، فكلُّ هذه الأمور تجري على المستوى العقلي، ونحن لم نعتد على الانتباه للإشارات التي يرسلها جسدنا إلا عندما نشعر بالجوع أو عندما نتعرض لأذية جسدية.

حبُّ الجسد:

نحن نؤمن “أنَّنا أرواح، ونمر بتجربة بشرية في هذه الحياة”؛ وبسبب النعم المميزة وتجاربك الشخصية، قد تشعر أنَّك قوي ولا يوجد شيء يمكنه إيقافك خارج حدودك الجسدية؛ فقد تشعر بهذا لأسباب عديدة؛ ففي بعض الأحيان قد تتسبب الصدمات النفسية في إيذاء علاقتنا مع أجسادنا وإبعادنا عنها، لكنَّ جسدنا هو العنصر الأساسي لكي نعيش تجاربنا الحياتية ونتعافى من آلامنا جميعها.

لذا يجب عليك أن تحبَّ جسدك مرة أخرى، وتحترمه، وتتواصل معه، فمن دون أجسادنا لن نكون قادرين على عيش الحياة؛ لأنَّ الجسد هو الوعاء الذي يحتوي روحنا ويحتاج إلى عناية واهتمام خاص، فهو يتواصل معنا باستمرار ويرشدنا بالإشارات التي يرسلها، لكن علينا الاستماع له واحترام متطلباته، سواء أكانت الحاجة إلى النوم، أم تناول الطعام، أم التخلص من التوتر، أم الحركة، أم الضحك، أم الحب؛ فإن لم نكن على دراية بهذا لن نستطيع أن نكون حاضرين روحياً بأجسادنا أو سعداء.

5 نصائح رائعة لتحب جسدك وتتواصل معه مجدداً:

1. خذ وقتاً للاستماع لجسدك:

نحن دائماً ما نكون على عجلة لإنجاز الأمور، ولدينا كثير من الالتزامات؛ لذا نحتاج إلى وقت لنتعلم كيف نعطي وقتاً لأنفسنا كي نستمع لجسدنا؛ لذلك أعطِ نفسك الوقت لملاحظة مشاعرك وأحاسيسك والحكمة التي تنبع من جسدك، فتقول الكاتبة لومينيتا د. سافيك (Luminita D. Saviuc): “خذ وقتاً للتعلم والنمو، خذ وقتاً للعمل نحو أحلامك وأهدافك؛ والتزم بالعمل لتحقيقها”.

2. حرِّك جسدك:

لم تُخلق أجسادنا للجلوس طوال اليوم؛ فهي تحتاج إلى الحركة؛ وهذا يساعدنا على فهم مشاعرنا، والتقليل من التوتر، إضافة إلى التخلص من الضغط النفسي؛ لذا أسأل جسدك متى يريد الحركة؟ فقد يكون الجواب مختلفاً عمَّا يمليه عليك عقلك.

3. استخدم لغة الجسد:

ينصحنا علماء النفس بجعل لغة جسدنا متوافقة مع أحاسيسنا توافقاً إرادياً؛ فإذا أردت أن تبدو أكثر ثقة بنفسك، حاول أن تقف بوضعية تُشعرك بذلك، وإذا كنت ترغب في الشعور بالحب، أجعل ذراعيك بوضعية العناق، وأحضن نفسك.

شاهد: 14 أمراً لتحسين مهارات لغة الجسد لديك

 

4. تواصل مع جسدك:

لاحظ الحماية التي يقوم جسدك بتقديمها لك على الدوام، وأشكره على حمايتك، وأخبره كم أنت ممتن له لكل العمل الذي يقوم به لأجلك، وكن على استعداد لبناء علاقة صحية معه بنفس الطريقة التي تقوم بها في بناء علاقة مع صديق أو شريك حياة.

5. أعطِ لجسدك الأولوية:

أين يقع جسدك في قائمة أولوياتك؟ ماذا لو بدأت بالتواصل معه تواصلاً يومياً؟ قد يكون هذا لمدة دقيقة؛ فبتأمل جسدك، وحبِّه ستشعر أنَّك مرتبط بذاتك أكثر، ومستقر أكثر، وأكثر قدرة على مواجهة صعوبات الحياة.

يقول الممثل تشارلي تشابلن (Charlie Chaplin): “عندما بدأت أحبُّ نفسي؛ توقفت عن التفكير بالماضي والقلق تجاه المستقبل؛ فأنا أعيش في اللحظة الحالية وكلُّ شيء يجري في هذه اللحظة، وأعيش كلَّ يومٍ بيومه، وأدعو هذا بالرضى”.

في الختام:

عندما تحب جسدك، وتعطيه الأهمية التي يستحقها، وتدرك مدى جماله وقوته؛ فأنت تعيد التواصل مع ذاتك، كما أنَّك تتلقى الحكمة منه، وتقوم باتخاذ قرارات حقيقية راضٍ عنها؛ إنَّ جسدنا موجود ليحمينا ويساعدنا على خوض غمار الحياة؛ فهو جسر العبور من الحياة إلى الجنة؛ لذا تعلَّم أن تحبَّه.

المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى