اخبار وثقافة

136 عامًا على ميلاد نبوية موسى.. كيف دعت لتعليم فتيات مصر؟

ثقافة أول اثنين:


تعلمت نبوية موسى فأدركت أن العالم نور وأن ما ينقص الفتيات في مصر هو التعليم ولا شيء سواه فعملت من أجل ذلك جهدها وأظهرت في مضمارها الكثير من الشجاعة بعدما صارت نموذجا ولا زالت كذلك للفتيات في مصر.


واليوم تحل ذكرى ميلاد نبوية موسى التى ولدت عام 1886 والتى كانت أول فتاة مصرية تحصل على شهادة البكالوريا وأول ناظرة مصرية لمدرسة ابتدائية.


نشأت نبوية موسى في قرية كفر الحكما بالزقازيق ولم يكن مسموحًا للفتاة بالابتعاد عن عتبة المنزل، وكانت القيود التى وضعها المجتمع وقتها واضحة أمام أحلام الفتيات فى أبسط حقوق التعليم، حدود منزلها ونشأتها الريفية المحاطة بقيود لا تنتهى لم تمنعها من مراقبة أخويها أثناء تلقيهم التعليم فتعلمت مبادئ القراءة والكتابة، ثم علمت نفسها مبادئ الحساب، والتحقت بالمدرسة السنية سرًا عام 1901، حتى انهت دراستها الابتدائية عام 1903، ثم أقدمت على خطوة أكثر جرأة فى الالتحاق بالمرحلة الثانوية التى لم تكن متضمنة الفتيات، وأثارت ضجة لكونها أول فتاة مصرية تقدم على خطوة الحصول على شهادة البكالوريا، وبالفعل حصلت عليها عام 1907، ثم حصلت على دبلوم المعلمات عام 1908، وكانت أول فتاة مصرية تتقاضى أجرًا من وزارة المعارف نظير عملها بالتدريس، وفى عام 1909 تولت نبوية موسى رئاسة المدرسة المحمدية بالفيوم، لتعتبر أول ناظرة مدرسة من الفتيات، وواحدة من رائدات تعليم الفتيات فى مصر، وكان لها الفضل فى فتح باب تعليم الفتيات حتى الآن.


بدأت نبوية بعد عملها بالتدريس تكتب المقالات الصحفية وتنشرها بعض الصحف المصرية مثل “مصر الفتاة”، و”الجريدة”،  تناولت خلالها قضايا تعليمية واجتماعية وأدبية، كما ألفت كتابًا مدرسيًا بعنوان «ثمرة الحياة في تعليم الفتاة»، قررته نظارة المعارف للمطالعة العربية في مدارسها وهو كتاب يتناول فضائل تعليم المرأة والفتاة وأُثر ذلك على المجتمع.


نجحت نبوية موسى في نشر تعليم البنات في الفيوم، فزاد الإقبال على المدرسة، وبعد ثمانية أشهر من العمل تعرضت لمتاعب ممن ينظرون إلي المرأة المتعلمة نظرة متدنية، فرشحها أحمد لطفي السيد ناظرة لمدرسة معلمات المنصورة، وهناك نهضت نبوية بالمدرسة نهضة كبيرة حتى حازت المركز الأول في امتحان كفاءة المعلمات الأولية، كما انتدبت الجامعة الأهلية المصرية عقب افتتاحها عام 1908م نبوية موسى مع ملك حفني ناصف ولبيبة هاشم لإلقاء محاضرات بالجامعة تهتم بتثقيف نساء الطبقة الراقية.


تعد الفترة فيما بين 1937 و 1943 من أزهى فترات نبوية موسى وأكثرها نشاطًا وحيوية، ففيها تعدت الخمسين من عمرها، وقامت إلى جانب إدارة مدارسها في القاهرة والإسكندرية بالمشاركة في الأنشطة التربوية العامة والمؤتمرات التعليمية، وألَفت رواية تاريخية باسم «توب حتب» أو الفضيلة المضطهدة، التي كانت تحتوي الكثير من المناقشات العلمية والأخلاقية، وبطلة هذه الرواية هي «توب  حتب» رئيسة إحدى دور النظام التابعة لدير آمون حيث تدور أحداث الرواية، لكن نبوية كانت ترمز لمصر في حالتها الحاضرة، نشرت نبوية موسى أيضًا في هذه الفترة ديوانا شعريا، لأنها كانت شديدة الولع بالأدب والقراءة، وجاءت معظم قصائدها متعلقة بمناسبات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى