هل ترجم ابن رشد أعمال أرسطو بطلب من الخليفة الأندلسى أبي يعقوب يوسف؟
ثقافة أول اثنين:
تمر اليوم ذكرى رحيل الفيلسوف الأندلسى ابى الوليد ابن رشد، وهو فيلسوف أندلسي مسلم، درس الفقه، والأصول، والطب، والرياضيات، والفلسفة، وبرع في علم الخلاف، مارس الطب وتولى قضاء قرطبة وفي عام 578 هـ / 1182 م. عرفه الأوروبيون معرفة واسعة وأطلقو عليه اسم (باللاتينية: Averroes)، نشأ في أسرة من أكثر الأسر وجاهة في الأندلس
ثم استدعاني أبو بكر بن طفيل يومًا، فقال لي: سمعت اليوم أمير المؤمنين يتشكي من قلق عبارة أرسطوطاليس أو عبارة المترجمين عنه. ويذكر غموض أغراضه ويقول: «لو وقع لهذه الكتب من يلخصها ويقرب أغراضها بعد أن يفهمها فهمًا جيدًا لقرب مأخذها على الناس»، فإن كان فيك فضل قوة لذلك فافعل، وإني لأرجو أن تفي به لما أعلمه من جودة ذهنك وصفاء قريحتك وقوة نزوعك إلى الصناعة، وما يمنعني من ذلك إلا ما تعلمه من كبر سني واشتغالي بالخدمة وصرف عنايتي إلى ما هو أهم عندي منه.
قال أبو الوليد: «فكان هذا الذي حملني على تلخيص ما لخصته من كتب الحكيم أرسطوطاليس.» قال محيي الدين من عنده: «وقد رأيت أنا لأبي الوليد هذا تلخيص كتب الحكيم في جزء واحد في نحو مائة وخمسين ورقة ترجمه بكتاب الجوامع، لخص فيه كتاب الحكيم المعروف بسمع الكيان وكتاب السماء والعالم ورسالة الكون والفساد وكتاب الآثار العلوية وكتاب الحس والمحسوس. ثم لخصها بعد ذلك وشرح أغراضها في كتاب مبسوط في أربعة أجزاء، وبالجملة لم يكن في بني عبد المؤمن فيمن تقدم منهم وتأخر ملك بالحقيقة غير أبي يعقوب هذا!»
هذا مجمل أخبار اتصال ابن رشد بالخليفة يوسف بن عبد المؤمن، والد الخليفة يعقوب المنصور الذي نكب الفيلسوف، قد أوردناه لكمال البحث والاستقصاء.