حضارات قدست الذهب.. هل عبد الناس المعدن الأصفر قديمًا؟
ثقافة أول اثنين:
وارتبط الإنسان منذ بدايته بالذهب، لأغراض الزينة، لكن أيضا وصل حد ارتباط البشر بالتقديس، واعتبروه رمزا دينيا، واستخدم بكثرة فى الطقوس الدينية فى الحضارات القديمة، ومن الحضارات التى قدست الذهب:
بلاد الرافدين
كان يتم تقديم قرابين من الذهب، ضمن الطقوس الدينية فى بلاد الرافدين قديماً ، حيث يتم تقديم نذور بهيئة مواد مثل (الذهب والفضة) أو حيوان إلى الإله فى محاولة البقاء على علاقة مقبولة مع الإله المعبود،وكان الذهب فى الحضارتين السومرية والبابلية شيء ضرورى فى المظاهر السياسية والدينية الهامة بشكل خاص مثل، التيجان، الصولجانات، التماثيل الرمزية للآلهة والمحاربين الأبطال، أباريق الشراب و كؤوسها، وطقوس القرابين والنذور.
الإغريق
فى اليونان القديمة، كان دفن الحاجيات الذهبية فى بعض الأحيان مع الموتى جزءاً من المراسيم المهمة فى الجنائز، ويُعدّ وجود هذه المادة النادرة والقيّمة فى قداديس الموتى، هى لأغراض التباهى وإثارة العجب، ولعل المثال الأكثر شهرة ما يسمّى قناع أغاممنون الذى عثر عليه فى ميسينا.
الحضارة الهندية
يعتبر الشعب الهندى من أشد الشعوب ولعا بالذهب، فهو بحسب معتقدات معظمهم، يرمز إلى الخير والبركة، وأفضل طريقة للاستثمار، وللذهب حضورٌ فى كثير من المناسبات الدينية والاجتماعية، فهو يقدم كقرابين للآلهة. كما يستخدم فى حفلات الزفاف التقليدية، التى تقتضى كسوة العروس بالحلى و المجوهرات، بشكل مفرط، أحيانا، فبريق هذه المصوغات يمثل مصدر ضمان لحياة الزوجة فى المستقبل باعتبار أن الذهب يرمز عندهم الى المكانة الاجتماعية و ينشر السعادة و الخير على الجميع، خاصة النساء.
حضارة الإنكا
عرفت الإمبراطورية القديمة التي بنتها شعوب الهنود الحمر بأمريكا الجنوبية الذهب، وارتبط تاريخها بصناعات ذهبية، حتى إن أسطورة تلتصق بالشعب وتحمل اسم «ذهب الإنكا المفقود”، يعبّر القناع عن إله الشمس “إنتي” عند الإنكا، والذي يعرض حاليًا بالمتحف الوطني بالعاصمة الإكوادورية، كيتو، وبذلك يعتبر شعوب الإنكا ضمن أقدم الحضارات التي اهتمت بالذهب وألصقته بعبادتها ووسائل التزيين والجمال لديها. واهتمت الحضارة ببناء المعابد، بغرض عبادة إلههم الشمس، ومن بين أبرز معابدهم الملبدّة بالذهب، معبدالشمس “كوريكانشا” في كوزكو، عاصمة الإمبراطورية، ويشمل تماثيل ذهبية لعناصر الطبيعة، وانشغل الإنكا في صنع مجوهرات وأقنعة يرتدونها من المادة المعدنية، ذلك أثناء أداء طقوسهم الدينية.
شعب الآزتك
أعتبر الآزتك أنّ الذهب ذا منشأٍ إلهي، (حتى أنّهم أسموه حرفياً “براز الآلهة” teocuitlatl فى لغة ناواتل، وكان لصيت انتشار الذهب فى أمريكا الوسطى وأمريكا الجنوبية من أحد العوامل الذى دفع الأوروبيين لاكتشاف العالم الجديد، وخاصة مع الشائعات والأساطير التى وصفت ظهور الأمريكيين الأصليين بحلى ذهبية وفيرة، ووجود مدنٍ كاملةٍ من الذهب (“إل دورادو”).