Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
التاريخ الإسلامي

تنقيح الفصول في علم الأصول للقرافي في تحقيق جديد


تنقيح الفصول في علم الأصول للقرافي في تحقيق جديد

 

صدر حديثًا تحقيق جديد وكامل لكتاب “تنقيح الفصول في علم الأصول”؛ للشهاب القرافي رحمه الله (ت ٦٨٤ هـ)، بتحقيق الشيخ سعد بن عدنان الخضاري، وأصل هذا التحقيق رسالة علمية من جامعة القصيم.

 

وقد طُبعَ هذا الكتاب ضمن مشروع إصدارات “دار أسفار” لنشر نفيس الكتب والرسائل العلمية بدولة الكويت.

 

وهذا الكتاب من أهم كتب علم الأصول لمادته القيمة التي عززت القيمة العلمية الرفيعة للكتاب، فمصادر الكتاب أصيلة وفيرة، حوت نقولاتٍ كثيرة، بعضها في غياهب النسيان، لتعرُّض مظانِّها للفقدان: ككتاب الإفادة وكتاب الملخّص كليهما للقاضي عبد الوهاب البغدادي، وكتاب الأوسط لابن بَرْهان، وشرح البرهان للمازري، والجدل للحصكفي والإشارة للباجي.. وغيرها.

 

وقد صار الكتابُ مَعِيْنًا ارتوتْ منه كتبٌ عديدة، وأصوليون نابهون، كالطوفي في شرح مختصر الروضة، والسبكي وابنه في الإبهاج في شرح المنهاج، والعلائي في كتبه، والإسنوي في منهاج السول، وابن جزي في تقريب الوصول، والزركشي في البحر المحيط وتشنيف المسامع، وحلولو المالكي في الضياء اللامع، وابن أمير الحاج في التقرير والتحبير، وابن النجار في شرح الكوكب المنير، وغيرهم الكثير.

 

إلى جانب شهرة القرافي المالكي في علم الأصول، فعندما توفي القرافي رحمه الله قال فيه ابن دقيق العيد: ((مات من يُرجع إليه في علم الأصول))، ولهذا سجَّله الإمام السيوطي رحمه الله ضمن طبقة من كان بمصر من الأئمة المجتهدين، إلى جانب تفرد القرافي بتحريرات نفيسة في مسائل أصولية كثيرة نتيجة لكثرة ردوده وتعقباته وتصحيحاته على كثير من كتب علماء الأصول.

 

واستطاع الإمام القرافي في كتابه هذا “ربط الأواخر بعلوم المجتهدين الأوائل، فكان حلقة وصل علمية بين طبقات الأصوليين”، ونجاحه متمثل في جانبين أصيلين:

الأول: إعادة صياغة قواعد هذا العلم وتقديمها بما يناسب عصره.

 

الثاني: التطبيقات العملية على الفروع والعناية الظاهرة بالأمثلة، بما يلائم جودة التعليم الأصولي، حتى صار له التأثير الواسع فيمن جاء بعده من العلماء؛ لأنه مهد لهم طرق هذا العلم وقربه وفتح لهم منه الآفاق.

 

وقد صدرت من قبل طبعات كثيرة للكتاب كان الغرض منها نشر الكتاب وإظهاره للعيان دون دراسته دراسة علمية أو اعتناء موسع بالتحقيق، ويعد هذا الإصدار من أهم الإصدارات لنسخ الكتاب والتي راعت الموازنة بين النسخ السابقة للكتاب، وتنقيحها من الأخطاء والتحريفات والتصحيفات، مع تحقيق واعتناء بمادة الكتاب وشرح لأهم ما جاء فيه.

 

ومؤلف الكتاب هو الإمام أحمد بن إدريس بن عبد الرحمن، أبو العباس، شهاب الدين الصنهاجي القرافي (000 – 684 هـ = 000 – 1285 م)، من علماء المالكية نسبته إلى قبيلة صنهاجة (من برابرة المغرب) وإلى القرافة (المحلة المجاورة لقبر الإمام الشافعيّ) بالقاهرة، كان حافظًا مفوَّهًا منطقيًّا، بارعًا في العلوم الشرعية والعقلية، وانتهت إليه رئاسة المالكية.

 

وهو مصري المولد والمنشأ والوفاة. أخذ العلم عن ابن الحاجب المالكي، وشمس الدين عبد الحميد الخُسْرَوْشَاهي الشافعي، والإمام المنذري، وعز الدين بعد السلام، وابن عبد الواحد المقدسي والشريف الكركي وغيرهم الكثير.

 

وأخذ عنه العلم جمٌ غفيرٌ من العلماء منهم: ابن بنت الأعز وابن عدلان الكِنَاني الشافعي وأبو عبد الله محمد بن عبد الله بن راشد القَفْصي وغيرهم..

 

وله مصنفات جليلة في الفقه والأصول، منها (أنوار البروق في أنواء الفروق) أربعة أجزاء، و(الإحكام في تمييز الفتاوي عن الأحكام وتصرف القاضي والإمام) و (الذخيرة) في فقه المالكية، ست مجلدات، و(اليواقيت في أحكام المواقيت) في الرباط و(مختصر تنقيح الفصول) و(الخصائص) في قواعد العربية، و(الأجوبة الفاخرة في الرد على الأسئلة الفاجرة) وغيرها الكثير.. إلى جانب براعته في علوم الرياضيات والفيزياء والهندسة والفلك وإجادته إياها ووضعه بعض المؤلفات في تلك العلوم؛ حيث جمع الإمام القرافي بين العلم الشرعي والعلم التجريبي.

 

قال الطوفي في الإمام القرافي: ((الشيخ الإمام الأوحد)).

 

وقال الحافظ الذهبي فيه: ((العالم الشهير، الأصولي… كان إمامًا في أصول الدين، وأصول الفقه، عالمًا بمذهب مالك، وبالتفسير، وعلوم أخر… وصنَّف في أصول الفقه الكتب المفيدة الكثيرة، واستفاد منه الفقهاء)).

 

وقال عنه ابن السبكي: ((أستاذ زمانه في المنطق والعقليات بأسرها)).

 

وقال عنه رئيس القضاة تقي الدين بن شكر: ((أجمع الشافعية والمالكية على أن أفضل أهل عصرنا بالديار المصرية ثلاثةٌ: القرافي بمصر القديمة، والشيخ ناصر الدين ابن المنيرِّ بالإسكندرية، والشيخ تقي الدين ابن دقيق العيد بالقاهرة…)).





المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى