قاسم أمين فى ذكرى ميلاده.. بين تأييد محمد عبده ولطفى السيد وهجوم مصطفى كامل
ثقافة أول اثنين:
وعاد قاسم أمين من فرنسا بعد أن قضى فيها أربع سنوات يدرس بها المجتمع الفرنسى، واطلع على ما أنتجه المفكرون الفرنسيون من مواضيع أدبية واجتماعية، وراقت له الحرية السياسية التى ينعم بها أولاد الثورة الفرنسية فأقام مبدأ الحرية والتقدم على أسس من الثقافة المسلمة وكان من المؤيدين للإمام محمد عبده فى الإصلاح، ورأى أن الكثير من العادات الشائعة لم يكن أساسها الدين الإسلامى، كذلك أثرت صداقاته مع سعد زغلول على هذا التفكير.
وكان قاسم أمين يرى أن تربية النساء هى أساس كل شىء، وتؤدى لإقامة المجتمع المصرى الصالح وتخرج أجيالا صالحة من البنين والبنات، فعمل على تحرير المرأة المسلمة، وذاعت شهرته وتلقى بالمقابل هجوما كبيرا فاتهمه مهاجموه بالدعوة للانحلال.
دعا قاسم أمين فيه إلى تعليم النساء حتى المرحلة الابتدائية فقط كما حافظ على إيمانه بالسيطرة الأبوية على النساء، لكنه دعا إلى تعديل التشريعات المتعلقة بالطلاق وتعدد الزوجات شارك في تأليف الكتاب محمد عبده وأحمد لطفي السيد، واستخدم الكتاب العديد من الآيات القرآنية لدعم إيمانه.
وبعد صدور الكتاب تفجرت خصومة بين قاسم أمين وطلعت حرب، ظهرت عام 1889، بعد صدور كتاب الأول “تحرير المرأة” فرد عليه طلعت حرب بكتاب “تربية المراة والحجاب”، فجاء فى الكتاب الأخير أن الناس يرفضون أفكار قاسم أمين لأن رفع الحجاب والاختلاط أمنية تتمناها أوروبا منذ قديم الأزل لهزيمة مصر من خلال تحرر نساؤها، وتابع طلعت حرب فى كتابه قائلا: “أسمينا الكتاب تربية المرأة والحجاب، وهو اسم كنا نتمنى أن يجعله حضرة قاسم بك أمين عنوانا لكتابه فإنه أليق من اسم تحرير المرأة، وساند “حرب” فى خصومته لقاسم، الزعيم مصطفى كامل حيث أثنى عليه فى مقال له فى جريدة اللواء عام 1900.