كوستاريكا في المونديال.. أحفاد حضارة الأنديز الذين عانوا بعد عصر كولومبوس
ثقافة أول اثنين:
ينتمي السكان الأصليون لكوستاريكا إلى العصر المتوسط الذي تداخلت فيه حضارتي الأنديز ووسط أمريكا، تأثر الشمال الغربي للبلاد والمعروف بشبه جزيرة نيكويا بحضارة الناواتل وذلك بعد احتلال الكونكيستدور الإسبان لكوستاريكا في القرن السادس عشر، أما باقي البلاد فقد تأثّرت بشكل كبير بالقبائل الناطقة بلغة شيبشا.
كان تأثير السكان المحليين على كوستاريكا الحديثة ضئيلاً نسبياً مقارنةً بتأثيرهم على الدول أخرى، حيث أثرت ثقافة المستوطنين الإسبان على أغلب السكان المحليين عبر الزواج المختلط خاصةً بعد تضاؤل عددهم بسبب المعاملة السيئة التي تلقوها من المستوطنين وتفشي الأمراض المعدية كالجدري، إلا أن مجموعات صغيرة من السكان الأصليين تمكنت من مواجهة الغزو الثقافي الإسباني أهمّها قبائل البريبري وبوروكا التي تسكن جبال كورديليرا دي تالامانكا جنوب كوستاريكا قرب الحدود مع بنما.
بدأ العهد الاستيطاني الإسباني بوصول كرستوفر كولمبس سواحل كوستاريكا الشرقية سنة 1502 لحقته حملات استكشافية متعددة أفضت إلى تأسيس أول مستوطنة وهي فيلا بروزيلاس سنة 1524.
كانت كوستاريكا مقاطعة خاضعة لجواتيمالا التابعة لمملكة إسبانيا الجديدة (أي المكسيك)، تسببت عدة عوامل في جعل كوستاريكا منطقة فقيرة ومعزولة وقليلة السكان، حيث وصفها حاكم إسباني عام 1719 بالمستوطنة الأفقر والأكثر بؤساً في أمريكا، وكان من أهم تلك العوامل: بُعدها عن العاصمة في غواتيمالا وحظر التبادل التجاري مع بنما وأجزاء من غرانادا الجديدة وشح الموارد الطبيعية مثل الذهب والفضة.
كما أدت قلة الأيدي العاملة بين السكان الأصليين إلى جعل كوستاريكا مجتمع فلاحي انفرادي مستقل وجب فيه على الجميع، بما فيه الحاكم، الاشتغال بالفلاحة لضمان العيش، هذا التقليد جعل من كوستاريكا ديمقراطية ريفية غابت عنها الطبقية والاستبداد، إلى غاية انتقال المستوطنين الأسبان إلى الهضاب حيث اكتشفوا أراضٍ بركانية خصبة ومناخاً ألطف مما هو عليه في المنخفضات.