اخبار وثقافة

كتاب أجانب: القصص المصورة تتطلب أفكارا طريفة والأطفال مصدر إلهام الحكايات

ثقافة أول اثنين:


  

في قاعة الاحتفالات، كان تلاميذ المدارس على موعد للقاء الكاتب، ورسام القصص المصورة الأمريكي لينكون بيرس، الذي عُرف بابتكاره لسلسلة قصص “بيج نيت” المصورة، ليتحدث عن صناعة الرسوم المتحركة وعالمها، ويكشف عن رحلته في الفن، جاء ذلك، خلال اليوم الثامن من معرض الشارقة الدولي للكتاب، الذي تستمر فعاليات دورته الـ41 حتى الـ13 من نوفمبر الجاري تحت شعار “كلمة للعالم”، ببرنامج حافل باللقاءات المباشرة مع الكتاب والمبدعين.  


 


وفي مستهل الجلسة، خاطب بيرس الأطفال الذين امتلأت بهم القاعة، معرفاً بنفسه وأسلوب عمله على القصص التي يعرفها الجمهور، خاصة بعد تحويلها هذا العام إلى مسلسل تلفزيوني يعرض على منصة (بارامونت بلس) الرقمية الأمريكية.


 


وقال لينكون بيرس إنه لطالما أحب القصص المصورة منذ طفولته، لأن سرد القصص يمزج بين الرسوم والكلمات هو ما أمتعه أكثر من الكتب السردية، سائلاً الأطفال عن ما يضحكهم أكثر: رؤية شخصية مصورة تلطخ وجهها بكعكة، أم قراءة ذلك مكتوباً كنص؟، ومع اختيار جمهور الصغار للقصص المصورة، تحدث بيرس عن أهمية التمييز والاختيار بين ما يجب سرده بالرسوم وما يجب أن يسرد بالكلمات.


 


وأوضح بيرس أن أهم جزء من صناعة القصص المصورة هو الكتابة، لأنها المفتاح لسرد القصة، واستطرد بالقول إن أصعب تحدٍ يواجهه عند تأليف قصة جديدة هو أن يأتي بالأفكار الطريفة، فيما تنساب الرسومات من يده لاحقاً بسهولة، خاصةً وأنه ظل ينشر القصص كسلسلة في الصحافة، بشكل يومي طوال أكثر من 30 عاماً في أكثر من 400 صحيفة.


 


وعن الإلهام، قال بيرس إن أكثر الرسامين الذين شكلوا له دافعاً لخوض هذا المجال هو الرسام تشارلز شولز، مؤلف شخصيات قصص “بيناتس” (الفول السوداني) الشهيرة، الذي كان محظوظاً في التعرف عليه لاحقاً حتى أصبحا صديقين، لافتاً إلى أهمية أن يحاول الراغبين في رسم القصص المصورة، نسخ الشخصيات التي يحبونها في رسوماتهم، “فرغم كون النسخ والتقليد ممارسة سيئة في أداء الواجبات المدرسية، إلا أنها تعتبر الطريقة الأمثل لتدريب الرسام على تطوير موهبته.


 


وفي إجابته عن أسئلة الجمهور، قال بيرس أنه من المهم في عمله الالتزام بتواريخ التسليم والإعداد مبكراً لقصصه قبل موعد كافي من تاريخ النشر، خاصة أنه يرسم بشكل يومي في الصحف، بجانب الكتب التي يؤلفها، والعمل على حلقات مسلسله التلفزيوني الجديد.


 


وأضاف بيرس: “أكثر ما جعلني أختار كتابة القصص المصورة هو اطلاعي بجملة تقول (كل ما يكفي لأن تكون كاتب قصص مصورة هو أن تكون كاتباً ورساماً جيداً، لا كاتباً ورساماً عظيماً”. معلقاً أنه رغم إجادته للمهارتين، إلا أنه أدرك منذ وقت مبكر أنه لن يرسم لوحاتٍ تعلق في المعارض الفنية، أو حتى أن تؤهله كتاباته لنيل جائزة نوبل في الأدب. الأمر الذي يجعل من ممارسته لتأليف القصص المصورة مهنة أحلامه.


 


 


وفى ندوة أخرى أبدت الكاتبة ومصممة الأزياء العالمية ميجان هيس إعجابها بالأزياء الإماراتية التقليدية التي تعكس تراث الدولة وتبرز ملامح الثقافة المتوارثة فيها، وأشارت إلى أن وجودها في إمارة الشارقة أكبسها التعرف على المجتمع الإماراتي المتنوع الذي يستقطب جنسيات كثيرة من العالم، وأن هذا التنوع يرسم لوحة رائعة من الأزياء التي تمثل مختلف الثقافات التي تحتضنها الدولة في ربوعها.


 


جاء ذلك في لقاء خاص مع الكاتبة والمصممة العالمية ميجان هيس، ضمن فعاليات الدورة الـ41 من معرض الشارقة الدولي للكتاب، حيث تحدثت عن تجربتها في التأليف والرسم خلال جلسة بعنوان “الرسم في كتب الموضة”، وأدارتها جرازي يللا.


 


وأشارت ميجان إلى أن التصميم عالم يحتاج إلى الصبر، ومع ذلك فإن بعض الأفكار تأتي بشكل سريع، وهذا يعتمد على الشخصية وعلى التصميم نفسه وعلى الموضوع والتفاصيل التي يحتويها، لافتة إلى أن النظر إلى لوحة يرسمها طفل يمكن أن يكون مصدر إلهام لها بتصميم معين يحتمل أن يصبح له دور جمالي كبير في عالم التصميم.


 


وحول كتب الأطفال التي تنتجها ميجان، لفتت إلى أنها بعد أن رزقت بالأطفال، أصبحت تشتري لهم كتباً تقرأ لهم فيها قصص ما قبل النوم، ولكنها اكتشفت أن هذه الكتب تحتوي مصدر إلهام كبير للمصمم، ومن الممكن أن تتوالد عبر أحداث القصة التي تقرؤها لطفلها أفكار كثيرة تستطيع من خلالها إبداع الكثير. وهذا ما جعلها تتأمل في كل لحظة تعيشها، وتنظر إلى التفاصيل في كل شيء حتى أصبحت ترى في الأشياء تفاصيل لا يلمحها الآخرون.


 


وحول إسهام الأطفال في أعمالها وتصاميمها، قالت ميجان: الصغار يعيشون في عالم من الخيال، وعندما استشريهم في ما أريد كتابته أو تصميمه أطرح الأفكار عليهم ويسرني التعرف على آرائهم، لأنها تغني كتابي بالأفكار الخلاقة نظراً لما يتمتعون به من اتساع الخيال الذي لا نملكه نحن الكبار، فالأطفال لديهم نزعة خيالية لاكتشاف العالم، وهذا يؤثر في نوعية ما أصدره، بحيث يكون أقرب ما يكون إلى الكمال، لذلك فإنني أسعى للتطور بشكل دائم، وأرغب في تقديم مستوى عالي الجودة.


 


وفي نهاية اللقاء، وقعت ميجان هيس عدداً من إصداراتها، وأجابت عن أسئلة الحضور حول مسيرتها الفنية والإبداعية، ورحلتها في عالم التصميم التي أفرزت العديد من الإصدارات المتنوعة.


 


 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى