أشهر سلاطين المماليك البحرية.. قصة بناء مجموعة المنصور قلاوون الأثرية
ثقافة أول اثنين:
وبنى السلطان الراحل مجموعة أثرية كبيرة لا تزال موجودة إلى اليوم بشارع المعز لدين الله الفاطمى، تحديدًا أمام المدرسة الصالحية، وقد تم إنشائها خلال عامى 1284 و1285 ميلادية، أى فى أقل من عامين، تحديدًا أربعة عشر شهرًا، أشرف على البناء الأمير علم الدين الشجاعي. وكان خبيراً فى العمارة والهندسة، وحشد جميع الصناع ومنعهم من العمل فى أى مكان آخر من أجل سرعة الانتهاء من المبنى.
وبحسب الموقع الرسمى لوزارة الآثار، قد أنشأها السلطان المنصور قلاوون أحد أشهر سلاطين دولة المماليك البحرية عام ٦٨٣-٦٨٤هـ / ١٢٨٤-١٢٨٥م على أطلال القصر الفاطمى الغربي، وتعد من أقدم المجموعات المعمارية الإسلامية الباقية بمدينة القاهرة التاريخية.
وتكتسب المجموعة أهميتها وقيمتها الأثرية والفنية من التفرد والتنوع فى التخطيط والتصميم والفنون الزخرفية؛ حيث تضمنت بيمارستانًا (مستشفى) لعلاج المرضى عمل به أطباء وصيادلة من جميع التخصصات، وقبة دفن للسلطان تعد من أجمل القباب الباقية بالقاهرة واستخدمت أيضًا كمسجد لقارئى القرآن وكخزانة للكتب، بالإضافة إلى مدرسة تعليمية تتكون من صحن أوسط محاط بأربعة إيوانات تستخدم لتدريس المذاهب الفقهية الأربعة وإقامة شعائر الصلاة، ومئذنة شاهقة الارتفاع تعد من أضخم المآذن التى بنيت فى مصر.
ويعد مجمع المنصور قلاوون النموذج الأول لظهور نظام المجمعات فى مصر، ويتكون من عدة منشآت، مدرسة وضريح وبيمارستان للعلاج، وقد اندثر معظمه، بالإضافة إلى سبيل للشرب من عصر الناصر محمد بن قلاوون، وتعتبر الواجهة الجنوبية الشرقية هى الواجهة الرئيسية للمجمع ككل، ويشرف عليها كل من المدرسة والضريح، يتوسطها كتلة الدخول للمجمع، ويوجد على الجانب الأيمن منها واجهة الضريح ويوجد على الجانب الأيسر واجهة المدرسة.
ويقال إن البيمارستان كانت من أسباب بناء هذا المجمع، إذ يذكر أنه أثناء وجود قلاوون فى الشام وهو أمير، مرض مرضاً شديداً فعالجه الأطباء بأدوية أحضرت من بيمارستان نور الدين محمود فى دمشق فشفى، وزار قلاوون البيمارستان فأعجب به ونذر إن أتاه الله الملك أن يبنى واحداً مثله. وقد اختار قلاوون لبناء البيمارستان قاعة ست الملك ابنة العزيز بالله الفاطمى والتى آلت بعد ذلك إلى مؤنسة خاتون ابنة الملك العادل الأيوبي.