اخبار وثقافة

صدر حديثا..ترجمة عربية لكتاب”تاريخ شعبى لكرة القدم”..حكاية الجذور التاريخية

ثقافة أول اثنين:


صدر حديثا عن دار المرايا العربية كتاب “تاريخ شعبي لكرة القدم” تأليف ميكائيل كوريا وترجمة محمد عبد الفتاح السباعي، ويحكي الكتاب عن الجذور التاريخية لنشأة كرة القدم من القرنين الخامس عشر والسادس عشر، وربما ما قبل ذلك، إلى أن تطورت للشكل الحالي  كصناعة كبرى  تتدخل فيها السياسة بوجهها القبيح أحيانا.


 الكتاب يشرح أيضا  كيف كانت الكرة وسيلة لمقاومة العنصرية، وكيف تم توظيفها كأداة  لخدمة نازية هتلر وفاشية موسوليني، كما يحكي عن لاعبين قتلهم هتلرعقابا على مواقفهم السياسية، ويروي الكتاب كذلك عن كرة قدم كسلاح استخدمته الجزائر للتخلص من المستعمر الفرنسي،  وكطريق نضال للشعب الفلسطيني  في مواجهة الاحتلال.


وجاء فى مقدمة المترجم:


هي بالفعل أكثر من مجرد لعبة، إذ أن كرة القدم تحمل انعكاسًا يلحظه القاصي والداني، وذلك حتى قبل أن يجتاح التكامل المزعوم، سياسياً وثقافياً واجتماعياً، بأيدولوجية النيوليبرالية، الأسواق، وذلك الانعكاس هو العولمة. فمن الملاحظ، منذ الربع الأخير للقرن العشرين، أن اللعبة الأكثر شعبية في العالم قد احتلت أكثر الأماكن عزلة على سطح هذا الكوكب.


وحقيقة الأمر، فإن كرة القدم قد وُلدت معولمة، إذ حملها بحارة الإمبريالية الإنجليزية إلى شواطئ العالم. ففي البرازيل،  تم تقديم الكرة رسميًا بتاريخ 14 أبريل 1895، عندما نظم برازيلي من أصل بريطاني المباراة الأولى، والتي كانت مرتبطة بألعاب ترفيهية بين أطقم السفن الإنجليزية. ومن الممكن أن يكون الأمر كذلك في العديد من البلدان الأخرى ومن بينها فرنسا، حيث أدى وصول كرة القدم عبر ميناء لوهافر في عام 1871 إلى تأسيس أول فريق فرنسي، من خلال نادي لوهافر الرياضي.


تاريخ شعبي لكرة القدم


 


كرة القدم أكثر من مجرد لعبة لأنها ببساطة غيرت في المفاهيم والعلوم التي يتم تدريسها في كليات السياسية والاقتصاد، فالتعريف التقليدي للبلد، والقائم على الشعب والدولة والحكومة والإقليم، يتضمن الآن عنصراً إضافياً لا غنى عنه لاكتماله: الفريق الوطني لكرة القدم. والبلد لا يصبح بلدًا بالمعنى الكامل للكلمة إلا إذا كان له منتخب يدافع عن حدوده ويلعب باسمه. وحتى في حالة عدم وجود أمة كتجمع سياسي مستقل، ناهيك عن دولة ذات سيادة، فإن كرة القدم تمنح الفرصة لتمثيل تنافسي على خريطة العالم، حيث  يشجع الاتحاد الدولي لكرة القدم FIFA، أكثر من الأمم المتحدة UN، أعضاءه على الدخول في المنافسة في إطار  لعبة العولمة.


وليس أدل على ذلك من أقاليم وممتلكات ومستعمرات لم يتم قبول أوراقها في الأمم المتحدة ولكن باتت معتمدة في الفيفا.


ولتوضيح أكثر تفصيلاً، فإن الأمم المتحدة تضم، اليوم، في عضويتها 193 دولة، بينما يضم يضم FIFA 209 أعضاء، من بينهم ممثلين لدول لا تتمتع بالسيادة، مثل أروبا (تقع  جزيرة تقع جنوب البحر الكاريبي) وجزر كايمان، وتاهيتي، وهي أقاليم خاضعة سيادياً لهولندا وبريطانيا وفرنسا على الترتيب. وبينما ترفض الأمم المتحدة عضوية فلسطين وتايوان كدولتين عضوين، فإن FIFA  منح كل منهما مقعداً في زيوريخ.


 وفي الماضي القريب، فإن جنوب السودان، أصغر دولة في العالم، كان حريصًا في 10 يوليو 2011، وهو اليوم التالي مباشرة لإعلان قيام الدولة والانفصال عن الخرطوم، على أن يلعب أحد عشر لاعباً يمثلونه بنشيد وطني وعلم مختلفين، مباراة على ملعب ترابي في العاصمة جوبا. وعندما تأهلت أنجولا، التي حصلت على استقلالها من المستعمر البرتغالي في عام 1975، لكأس العالم 2006، تم الاحتفال بهذا الحدث في شوارع لواندا بالغناء “نحن دولة”.


بمد الخط على استقامته في اتجاه المنافسات المحلية نكتشف أن تشجيع الأندية والتعصب لها والترحال خلفها في كل مكان، يعكس جزءًا من شخصية المشجع وتركيبته الاجتماعية، ففي إسبانبا على سبيل المثال تتكون جماهير ريال مدريد في الأساس من  المستفيدين المتربحين وكذلك المنتمين لحاشية الملك والإقطاعيين، بينما جمهور برشلونة هم أولئك العمال الاشتراكيين الذين ثاروا من أجل جمهورية ظنوا يوماً أنها ستجلب العيش والحرية والمساواة.


وجاء فى كلمة المؤلف :


صدرت النسخة الفرنسية صدرت عن دار نشر “لاديكوفيرت” la découverte، علماً أن مؤلفها ميكائيل كوريا يعمل في منصة “ميديا بارت” الإلكترونية، وسبق له العمل في جريدة “لوموند ديبلوماتيك”، بالإضافة إلى مساهمته في تأسيس مطبوعة CQFD المتخصصة في النقد الاجتماعي.


ومحمد عبد الفتاح السباعي، فهو رئيس قسم الشؤون الخارجية بجريدة “الأخبار” ويعمل مترجماً فورياً في عدد من القنوات المصرية والفرنسية، وتولى أخيراً مهمة الترجمة الفورية من الفرنسية للعربية لحفل توزيع جوائز الكرة الذهبية الذي تنظمه مجلة “فرانس فوتبول”، لمجموعة قنوات “أون تايم سبورت”.


سبق للمترجم العمل مراسلاً حربياً ومترجماً فورياً من ليبيا وقطاع غزة لعدد من وسائل الإعلام المصرية والفرنسية، وترجم من قبل أربعة كتب عن الفرنسية، أبرزها كتاب “عنف وسياسة في الشرق الأوسط… من سايكس بيكو إلى الربيع العربي”، وكتاب “المثقفون والجنس والثورة… عاهرات وعزّاب في القرن التاسع عشر”.


 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى