مؤتمر المناخ..كيف أثرت التغيرات المناخية على العرب؟كتب التراث الإسلامي تجيب
ثقافة أول اثنين:
تستمر فعاليات مؤتمر المناخ Cop27، المنعقد بمدينة شرم الشيخ، حتى يوم 18 نوفمبر، وذلك من أجل مناقشة قضايا التغيرات المناخية، وكيف تضررت البيئة العالمية من الانبعاثات التي تنتجها الدول الصناعية الكبرى الذي تؤثر على أغلبية بلاد العالم.
ورغم أن قضايا المناخ هي قضايا حديثة نسبيا فيما يخص تأثيرها على حياة البشر، إلا أن ذلك لم يمنع من أخذها حيز كبير في حياة الأدبيات القديمة ومنها العربية والإسلامية، حيث أخذ موضوع المناخ وتأثيره في سلوك وطبيعة البشر، جانب ليس بقليل بل أنه كان له تأثير كبير في العديد من الكتب التراثية.
وبحسب مقال للكاتب المغربى عبد الرحمن عمار نشر بعنوان “تمثّل المناخ في التراث العربي الإسلامي” فأنه للجاحظ الإشارة إلى تحليل لأبي اسحاق الزجاج يربط فيه الظاهرة الشعرية عند العرب بالمناخ الصحراوي الذي يعيشون فيه، وينظر أبو إسحاق الزجّاج إلى الظاهرة الشعرية كنتاج للبيئة الوحشية والخلاء التي أدخلت “الوسواس” إلى عقول ساكني هذه المناطق ودفعتهم إلى إلقاء شعر ملييء بالاستعارات والصور الشعرية والخيال واختلاق الأحداث والقصص.
من بين المفكرين الذين تناولوا موضوع المناخ تناولاً تحليلياً نجد المسعود في كتابيه “مروج الذهب” و”التنبيه والإشراف” إذ عالج فيهما تأثير المناخ في السلوكات وطبائع الشعوب. كما نجد مفكرين آخرين أشاروا إلى نفس الموضوع كإخوان الصفا (في الرسالة الثانية من الجسمانيات الطبيعيات)، القلقشندي، وابن حوقل، والمقدسي وغيرهم.
وبحسب “عمار” في مقاله سالف الذكر، خصص أبو الحسن علي بن الحسين المسعودي في كتابه “التنبيه والإشراف” حيزاً يتحدث فيه عن “الرياح الأربع” ومهابها وأفعالها وتأثيراتها وما اتصل بذلك من تقريظ مصر والتنبيه على فضلها وما شرفت به على غيرها، يرى المسعودي أن الربع الشرقي للأرض يتميز بـ: طول الأعمار، وطول مدد الملك والتذكير وعزة الأنفس وقلة كتمان السر وإظهار الأمور والمباهاة بها، وما لحق بذلك، وذلك لطباع الشمس وعلمهم الأخبار والتواريخ والسير والسياسات والنجوم.