لا أرى الأشياء كما هي .. ديوان جديد للشاعر أحمد عايد

ثقافة أول اثنين:
صدر حديثًا للشاعر أحمد عايد، ديوان جديد تحت عنوان “لا أرىٰ الأشياء كما هي” وهو الدِّيوان الحائز علىٰ منحة بيت التلمساني ودار صفصافة للنشر وآفاق، ويدور الديوان حول الشاعر الذي يرى ما يراه الإنسان العادي، لكن الشاعر يستطيع أن يرى ما لا يراه العادي ويستطيع خلق علاقات إنسانية بين الجمادات والكائنات الأخرى.
من أجواء الديوان
(نَصَائِحُ الْمُعَلِّمِ الْمِثَالِيَّةُ)
قَبْلَ عِيدِ الْأَضْحَى التَّاسِعِ لِي
اشْتَرَى لِي أَبِي حِذَاءً فَاتِنًا
لَمْ أَرَ فِي حَيَاتِي مِثْلَهُ
صِرْنَا صَاحِبَيْنِ
لَا أَذْهَبُ وَلَا أَعُودُ إِلَّا مَعَهُ.
بَعْدَ إِجَازَةِ الْعِيدِ
أَخْبَرَنَا مُعَلِّمُ الْعُلُومِ
بِأَنَّ كُلَّ الْأَشْيَاءِ تَنْمُو بِالْمَاءِ
لَا يَزَالُ حِذَائِي فَوْقَ السَّطْحِ
أَرْوِيهِ كُلَّ يَوْمٍ
وَأَنْتَظِرُ أَنْ يَنْمُوَ
لِيُنَاسِبَ قَدَمِي.
———-
(لِلْمَرَّةِ الـ… عَلَى التَّوَالِي)
يَتِيمٌ
رَأَى الشَّمْسَ
قَالَ: “هَذِهِ أُمِّي”،
فَغَرَبَتْ.
طَلَعَ الْقَمَرُ
قَالَ: “هَذَا أَبِي”،
فَغَابَ.
رَأَى شَجَرَةً
احْتَضَنَهَا، وَرَجَاهَا:
“ظَلِّي مَعِي وَلَا تَخْذُلِينِي”،
فَطَوَّقَتْهُ بِأَغْصَانِهَا.
فِي الصَّبَاحِ الْبَاكِرِ
جَاءَ حَطَّابٌ
وَقَطَعَ الشَّجَرَةَ.
———
(مَا فَعَلَهُ الزَّمَانُ فِي الْإِنْسَانِ)
جَدِّي كَانَ كُرَةً أَرْضِيَّةً
أَعْرِفُ رَجُلًا هُوَ مَدِينَةٌ مُفَتَّحَةُ الْأَبْوَابِ
صَادَفْتُ امْرَأَةً لَا تُمَانِعُ أَنْ تَكُونَ سَرِيرًا لِأَيِّ أَحَدٍ،
إِلَّا أَنَّهَا لَيْسَتْ عَاهِرَةً
*
غَيَّرَتْنَا الْحَيَاةُ،
وَصِرْنَا شَوَارِعَ مُظْلِمَةً وَصَحَارِيَ مُتَوَحِّشَةً وَبُيُوتًا مَهْجُورَةً
لِمَاذَا لَا يَسْكُنُ بَعْضُنَا بَعْضًا؟!
(خُذْ وَهَاتِ)
شَجَرَةٌ أَنَا،
وَأَصْحَابِي طُيُورُهَا.
فِي الْمَسَاءِ يَحُطُّونَ عَلَيْهَا
وَاثِقِينَ بِوُجُودِهَا
يَهَنْؤُونَ بِقُرْبِهَا
يَتَقَلَّبُونَ فِي دِفْئِهَا
وَتَبْذُلُ لَهُمْ رَاضِيَةً
وَقْتَهَا وَرُوحَهَا
تَسْهَرُ طَوَالَ اللَّيْلِ
لِتُرَبِّتَ عَلَى أَكْتَافِهِمْ.
يَنَامُونَ عَلَى أَذْرُعِهَا،
وَتَصُدَّ الرِّيحَ عَنْهُمْ
وَتُنْزِلُ عَلَيْهِمُ السَّكِينَةَ.
كَمْ تَمَنَّتْ هَذِهِ الشَّجَرَةُ
أَنْ تَكُونَ طَائِرًا.
لا أرى الأشياء كما هى
يذكر أن الشاعر أحمد عايد حصل على العديد من الجوائز منها: منحة “كلام للشباب” للشعراء الشباب تحت سن 25 سنة- الاتحاد الأوربي بالتعاون مع المعهد الإيطالي بالقاهرة- 2013، وجائزة مركز طلعت حرب- 2014، والجائزة المركزية للهيئة العامة لقصور الثقافة عن ديوان “رماد أخضر”- 2014، وجائزة لجنة الشِّعر بالمجلس الأعلى للثقافة عن ديوان “خريطة إلى منفى”- 2015، صدر له من قبل: رماد أخضر، والمعتزل، ووقت، وأحتسي قهوتي.. أهذي، وكما تصف المياه غزالة، وسبع كلمات زرقاء، وهي تلك مملكتي، خفيف وقاتل، ظل يحرس النسيان.

الشاعر أحمد عايد