اخبار وثقافة

عيشها أبيض وأسود.. بناة مصر تاريخ الاستقرار والعمل الجاد

ثقافة أول اثنين:

ليس أفضل من يدٍ تبني وتعمر فى الأرض، إنها يدٌ يحبها الله، فقد خلقنا سبحانه وتعالى كي نعبده وكي نعمر الأرض، كى نبنى ونشيد، لذا فإن مهنة البناء واحدة من أصعب المهن ومن أهمها أيضا.


 


ومن مهن البناء العمل بالخرسانة فحياة عمالها شاقة جداـ، ويكفي أن نتتبع يوما لعمال الخرسانة  كي نرى مدى التعب والمعاناة اليومية التي يعيشونها، عمل مستمر وتعب دائم، إنهم يفعلون ذلك فى صبر وإخلاص سعيا خلف اللقمة الحلال، يفعلون ذلك فى الصيف والشتاء فى تعب، لا راحة أبدا، هكذا هم بناة مصر.


 


إن البناء يعني الاستقرار، فالبيت عكس الخيمة التي تقام اليوم ثم تنتقل غدا إلى مكان آخر، البيت يعنى البقاء والتفكير فى الديمومة،  والحضارة المصرية القديمة قامت على فكرة الاستقرار.


 


لو تأملنا أي صور لمصر قديما سنجدها بيوتا قائمة، فمنذ أن جاء الإنسان القديم للنهر أقام بيتا بالقرب منه، وعاش هنا، لم يفكر فى الابتعاد مرة أخرى، وقد استخدم القدماء في الماضي البعيد خليطا من الجير والطمي والرمل والماء في إقامة مبانيهم، فعل ذلك قدماء المصريين منذ آلاف السنين.


 


وقد كان البناء فى البداية من الطين، ولا نزال فى بعض القرى القديمة نجد أطلال بيوت بنيت من الطين، ثم تطور الأمر وصار من الطوب اللبن، بعدها من الطوب الأحمر المحروق، ثم عرف الناس استخدام الأسمنت فى البناء، وأعتقد أن  أول من استخدم الأسمنت فى البناء هو البارون إمبان فى قصره الشهير فى مصر الجديدة.


 


وعليه، فإن البناء الدائم يعني الرغبة العارمة فى البقاء فى الاستقرار فى تمدن الوطن وازدهاره وفى صنع حضارته الحالية.


 


 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى