نيتشه تعرف على أبرز كتب الفلسفية.. أبرزها هكذا تكلم زرادشت وما وراء الخير والشر
ثقافة أول اثنين:
تمر اليوم الذكرى الـ 178 على ميلاد الفيلسوف الألماني الشهير نيتشه، إذ ولد في 15 أكتوبر عام 1844، وهو فيلسوف ألماني، ناقد ثقافي، شاعر وملحن ولغوي وباحث في اللاتينية واليونانية. كان لعمله تأثير عميق على الفلسفة الغربية وتاريخ الفكر الحديث.
قدم نيتشه إلهاما للمدارس الوجودية وما بعد الحداثة في مجالي الفلسفة والأدب في أغلب الأحيان. روّج لأفكار اعتقد كثيرون أنها مع التيار اللاعقلاني، سعى نيتشه إلى تبيان أخطار القيم السائدة، عبر الكشف عن آليات عملها عبر التاريخ، كالأخلاق السائدة، والضمير. يعد نيتشه أول من درس الأخلاق دراسة تاريخية مفصلة. قدم نيتشه تصوراً مهماً عن تشكل الوعي والضمير، ومن أبرز كتبه الفلسفية:
هكذا تكلم زرادشت
لعله أشهر أعماله على الإطلاق، والذى ترجم إلى معظم لغات العالم، ومن بينها العربية، يحدثنا زرادشت عن العود الأبدى، أى أنه بمرور فترة زمنية كافية، ستتكرر جميع الظروف والشروط التى أنتجت الفرد وحياته وسياقاته، لتتكرر جميعها ثانية، بكل حدث وواقعة وقرار، ليس مرة أو مرتين، بل تكرارًا أبديًا، ويقدم نيتشه مفهوم الإنسان الأعلى نافذ الإرادة صاحب القوة الفاعلة – الذى يتفوق على الإنسان العادى بقدر تفوق الأخير على القردة – هدفًا جديدًا تسعى إليه البشرية.
ما وراء الخير والشر
يهاجم فيه نيتشه الفلسفات الدوجمائية، القائمة على مسلمات زائفة، داعيًا فلاسفة المستقبل إلى نبش تلك المسلمات وتنقية البنى الفلسفية منها، وعدم الوقوع فى أسر منظور معين، فالمنظورية تصبغ الحياة بمجملها، إذ لا يملك البشر رؤية مشتركة للحياة وقضاياها والقيم العليا، كما يحاول استقصاء تاريخ المنظومات الأخلاقية، مهاجمًا المنظومة الأخلاقية للأديان السائدة فى عصره، معلنًا عبثية إلزام جميع البشر، على الاختلاف الشاسع بينهم، بمنظومة أخلاقية واحدة، متطرقًا إلى المرأة وفساد روحها، مختتمًا بالحديث عن الروح النبيلة، وهى روح منعزلة ووحيدة معذبة، لا يمكن تصنيفها إذ تسامت فوق الغوغاء، ولذا دائمًا ما يساء فهمها.
فى جينالوجيا الأخلاق
تحدث فيه نيتشه عن أخلاقيات السادة فى مقابل أخلاقيات العبيد، حيث أنشأ الأقوياء الأصحاء الأحرار النوع الأول من الأخلاق، لكن العبيد والضعفاء فى المقابل أبدعو أخلاقياتهم الخاصة التى تخدمهم، وفيها صارو هم “الأخيار” وصار الأقوياء نافذى الإرادة “أشرار”.
كما يتتبع نيتشه جذور بعض المفاهيم مثل “الذنب” التى اكتسبت معانيها الحالية وانتشرت بفضل ذيوع أخلاق العبيد، إذ أعاد السادة توجيه عنفوانهم وقوتهم إلى ذواتهم، لتصبح القوة دافعًا إلى الشعور بالخطيئة واحتقار الذات، ولا شك أن نيتشه قد وضع الأخلاق المسيحية واليهودية تحت مظلة أخلاق العبيد.
العلم المرح
يبحث فى هذا الكتاب نيتشه تطور المعرفة الإنسانية، والقيود المسيحية التى ما تزال تكبلها، ويقدم تصوره للظروف التى دفعت الإنسان إلى استحضار فكرة المعبود، ورغم انعدام الحقيقة المطلقة، فإنه يرى السعى الجريء نحو العلم بعثراته وعواصفه ضروريًا لتجديد المعرفة الإنسانية والتخلص من الأفكار الزائفة، مشيدًا بالفلسفة وأثرها على تحرير الفرد، يحمل الكتاب صورًا مبكرة لبعض أشهر أفكاره، مثل “العود الأبدى”.