التاريخ الإسلامي

لم يصنف ابن تيمية كتابا بعنوان “نقد مراتب الإجماع”


لم يصنف ابن تيمية كتابًا بعنوان “نقد مراتب الإجماع”

 

لم يصنف ابن تيمية – رحمه الله – كتابًا بعنوان “نقد مراتب الإجماع“، وبيان ذلك على النحو التالي:

1- لم يذكر أحدٌ ممن ترجم لابن تيمية – فيما أعلم – كتابًا أو رسالة بعنوان ” نقد مراتب الإجماع “.

 

2- لم يذكره ابن رشيق في ” أسماء مؤلفات شيخ الإسلام ابن تيمية “، ولا ابن عبد الهادي في “العقود الدرية”، وهما من أوسع ما كتب قديمًا في حصر مؤلفات شيخ الإسلام.

 

3- الرسالة المطبوعة بهذا العنوان ليس فيها ما يدل على هذا الاسم، بل جاء في مقدمتها ما يشير إلى غيره؛ فقد جاء في أول الرسالة: « هذا فصلٌ فيما ذكره الحافظ تقيُّ الدين أبو العباس أحمد ابن تيمية في الكلام على الإجماعات، ومن جملتها الكلامُ على ما ذكره الشيخ الإمام أبو محمد بن حزم ».

فهذا فصل للكلام على الإجماعات عمومًا ومن جملة هذه الإجماعات الكلام على ما ذكره ابن حزم في كتابه “مراتب الإجماع”.

 

4- هذا العنوان لم أقف عليه في شيءٍ من مصنفات ابن تيمية المطبوعة، ولا في شيء من مصنفات خواص تلامذته المقربين منه.

 

لهذه الأسباب طعن الدكتور عبدالله بن عبد المحسن التركي في نسبة هذه الرسالة إلى ابن تيمية في كتابه “المذهب الحنبلي” (2/386 – 387) ورجح أن تكون هذه الرسالة لأبي يعلى حمزة بن موسى المعروف بـ “ابن شيخ السَّلَاميَّة” (ت 769هـ).

 

وتحقيق هذه المسألة: أن الرسالة المطبوعة مع كتاب “مراتب الإجماع“، لابن حزم بعنوان “نقد مراتب الإجماع“، هي في نفسها ثابتة النسبة لشيخ الإسلام ابن تيمية، لكن بعنوان: ” مؤاخذة على ابن حزم في الإجماع”، كما جاء ذلك مثبتًا على النسخة المخطوطة منها، إذ تقع هذه النسخة الخطية ضمن مجموع في مكتبة الأوقاف العامة ببغداد برقم (6454 – مجاميع)، وتحتوي هذه المجموعة على ثماني رسائل لشيخ الإسلام ابن تيمية أوَّلها “الرسالة التدمرية”، وهي نسخة متأخرة يرجع تاريخ نسخها إلى نهاية القرن الثالث عشر الهجري.

 

وقد ذكر هذه الرسالة صلاح الدين الصفدي في ترجمة ابن تيمية من كتاب ” الوافي بالوفيات “، وابن شاكر الكتبي في “فوات الوفيات” بعنوان: “مؤاخذة على ابن حزم في الإجماع”، وهو نفس العنوان الموجود على الأصل الخطي.

 

ويؤكد صحة نسبتها لابن تيمية أنَّه أشار إليها في كتاب “الرد على السبكي في مسألة الطلاق المعلق” (2/ 622 – 623، 624).

 

وقد طبعت هذه الرسالة ضمن المجموعة الثالثة من “جامع المسائل لشيخ الإسلام ابن تيمية” – طبعة عالم الفوائد، بتحقيق الشيخ محمد عزير شمس، بعنوان: “فصل في مؤاخذة ابن حزم في الإجماع”.

 

وأغلب الظن عندي أن هذا العنوان: “نقد مراتب الإجماع” تصرف من محمد زاهد الكوثري الذي قام بطباعة الرسالة والتعليق عليها مع كتاب “مراتب الإجماع” لأول مرة بمكتبة القدسي بالقاهرة، والله أعلم.

 

وللفائدة يراجع:

مقدمة تحقيق المجموعة الثالثة من جامع المسائل لشيخ الإسلام ابن تيمية، تحقيق محمد عزير شمس (ص 17).

 

مقدمة تحقيق “مراتب الإجماع”، لابن حزم، تحقيق وتعليق محمد صلاح فتحي، دار الفتح للدراسات والنشر – الأردن، الطبعة الثانية 1443هـ = 2022م.





المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى