إيديا فى جيوبى وقلبى طِرِب.. حكاية محمد منير مع صلاح جاهين
ثقافة أول اثنين:
يحتفل النجم الكبير محمد منير، بعيد ميلاده الـ 68، حيث ولد فى 10 أكتوبر عام 1954، والذى يعد علامة بارزة فى عالم الغناء، بسبب صوته المميز وأدائه المختلف واستطاع من خلال أغنياته أن يصنع رحلة طويلة وناجحة صنعت له قاعدة جماهيرية على مر السنوات.
وتعاون الكينج محمد منير مع العديد من الشعراء من بينهم الشاعر الكبير صلاح جاهين، ف العلاقة بين صلاح جاهين ومحمد منير غريبة بعض الشىء، فقد تأخر لقاؤهما جدا لما بعد موت صلاح جاهين، لذا حُكم دائما على هذه العلاقة أن تحتوى نوعا من التفاوت الزمنى الناتج عن أسباب كثيرة ربما منها اختلاف المدرسة الغنائية التى يمثلها كل منهما.
رحل صلاح جاهين فى أبريل 1986 وعُرض فيلم “الطوفان” ليوسف شاهين، فى سبتمبر 1986، بعد أكثر من خمسة شهور من رحيل كاتب أغنية “بعد الطوفان” والتى غناها محمد منير فى أحداث الفيلم، وهكذا حكم على العلاقة بين صوت منير وكلمات صلاح جاهين بأن يحكمها طرف واحد هو “منير”، ثم عاد الملك وغنى عام 1990 فى ألبوم “يا اسكندرية” أغنيتين هما (المريلة الكحلى، اتكلموا) وعلى مسافة أبعد فى عام 2005 غنى منير فى ألبوم “امبارح كان عمرى عشرين” بأغنية (إديا فى جيوبى” وكلماتها من رباعيات صلاح جاهين، وأخير وبعد إصدار الألبوم الأخير لمنير “يا أهل العرب والطرب” بحوالى شهرين أصدر أغنيته “ولد وبنت” وهى أيضا من الرباعيات.
هذا التعاون (القليل) الذى حدث بين قيمتين فى حجم صلاح جاهين ومحمد منير يطرح عددا من الأسئلة، منها، أنه رغم تواجد محمد منير لمدة 13 عاما على ساحة الغناء وإصداره 8 ألبومات غنائية، لماذا لم يفكر فى الاستفادة من كلامات صلاح جاهين؟ مع أن وجود اسم صلاح جاهين على ألبوم لمنير خاصة فىى البدايات كان سيمثل دفعة مهمة جدا فى مسيرة الملك الغنائية، ثم ما الذى طرأ ليغير منير فكره خاصة بعد وفاة صلاح جاهين؟
ربما يعكس لنا هذا الأمر حالة المجتمع الموسيقى فى السبعينيات والثمانينيات عندما تحولت الموسيقى لمدارس متأثرة بالفكر الاقتصادى والاجتماعى، فبعد انتصار 1973، أصبح المجتمع الثقافى بوجه عام يميل ناحية “الشللية”، ومن جانب آخر ربما كانت تجربة صلاح جاهين وبيئة كتابته مختلفة لم تتفق مع روح منير الخاطفة وجملة القصيرة أو ربما لم يكن صوت منير يتفق مع مفهوم صلاح جاهين عن الغناء.
المهم أن محمد منير أصبح وحده المتحكم فى اختيار الكلمات المناسبة له من تجربة صلاح جاهين، لذا نجده يغنى من الرباعيات ما يحمل فلسفة تتفق وشخصية محمد منير:
إيديا فى جيوبى وقلبى طِرِب /سارح فى غُربة بس مِش مِغتِرب/ وحدى لكِنْ ونسان وماشى كِدا/ ببتعد .. معرفش أو بقترب.