اخبار وثقافة

جوائز نوبل خارج التوقعات.. لماذا تتجاهل الجائزة العالمية كبار الأدباء؟

ثقافة أول اثنين:

من جديد، ذهبت جائزة نوبل في الأدب لسيدة لتكون المرأة رقم 17 ضمن الحاصلات على الجائزة الأدبية الأرفع في العالم، بعدما تم إعلان فوز الكاتبة الفرنسية آنى إرنو بجائزة نوبل للآداب 2022  لتخلف الأديب التنزاني الرزاق قرنح العام الماضي الفائز بالجائزة العام الماضي.


 


الفوز رغم أنه جاء منصفا للمرأة، ورغم أنه لم يأت لكاتبة مجهولة على الأقل بالنسبة لنا من سكان العالم العربي، إذ صدر لها العديد من الأعمال الأدبية المترجمة والكثير من المقالات النقدية، إلا أن اللافت الآن هو أن هناك قائمة كبيرة من مرشحين دائمين يزكيهم النقاد والجمهور فى الكثير من المراكز والهيئات الأدبية والثقافية حول العالم، ولا يتم الانتباه إليهم، رغم قيمتهم الأدبية التي لا يمكن أن يتجاهلها أحد.


 


كاتب بحجم الياباني هاروكى موراكامي، الحاصل على عدة جوائز أدبية عالمية، والكاتب والصحفي الكينى نجوجى واثيونجو، الذى يكتب فى حقول الرواية والقصة القصيرة والمقالة، والشاعر السوري أدونيس صاحب الإسهامات الكبيرة فى الشعر العربى، إلى جانب الدراسات الأكاديمية المهمة في حقل الأدب العربي، إلى جانب الروائى التشيكى الكبير ميلان كونديرا، أحد أشهر الروائيين اليساريين، والحاصل على جائزة الإندبندنت لأدب الخيال الأجنبي في العام 1991، والروائية الكندية مارجريت آتودد، وهى أحد أهم كتاب الرواية والقصص القصيرة في العصر الحديث كما حازت على جائزة آرثر سي كلارك في الأدب والعديد من الجوائز والأوسمة الرسمية.


 


كل الأسماء سالفة الذكر لا تخفى على أحد، وهى ليست بالأسماء القليلة في عالم الأدب بشهادة الجميع، إلا محكمي جائزة نوبل في الأدب، فعلى مدار نحو عقدين على الأقل من الزمان تم ترشيح كافة تلك الأسماء وأكثر إلى الجائزة، عام تلو الآخر ولا نسمع عن أحد منهم فاز بالجائزة، وهو ما أصبح يثير تساؤل ما هي معايير نوبل لمنح جائزتها.


 


البعض يرى أن الجائزة أصبحت تتجه لأصحاب الفئات العمرية الأصغر والنظر نحو الشباب نسبيا مقارنة بأصحاب التسعين عاما أمثال أدونيس وكونديرا، لكن بالنظر إلى الفائزة الجديدة بالجائزة الأديبة الفرنسية آنى إرنو، فهى تبلغ من العمر 82 عاما، وتصغر مثلا الكاتبة الكندية مارجريت آتودد بعام واحد فقط، وعلى العكس فإن شهرة ومكانة الأخيرة أكبر كثيرا في كل أنحاء العالم.


 


كذلك تجاهل إبداعات قارة مثل القارة الأفريقية السمراء أصبحت مثيرة، فرغم فوز كاتب من أصول أفريقية وهو التنزانى عبد الرازق قرنح بالجائزة العام الماضى، لكن الجميع لم يكن يعرفه، بل إنه ليس من أصحاب الأسماء المرموقة في الأدب لا في الأوساط الأفريقية ولا خارجها، رغم أن الجائزة تجاهلت عظماء بحجم نجوجى واثيونجو.


 


الأدباء العرب هم الآخرون أصبحوا خارج حسابات الأكاديمية السويدية للعلوم واللجنة المانحة لجائزة نوبل، ولنا أن نتخيل أن الجائزة التي تخطى عمرها أكثر من 100 عام لم يفز بها إلا أديب عربي واحد، هو الأديب العالمي المصري نجيب محفوظ، الذى فاز بها عام 1988، لكن الجائزة تجاهلت أسماء يصعب تجاهلها حقا أدبيا وإبداعيا مثل المفكر والشاعر السورى الكبير أدونيس، والشاعر المصري الكبير أحمد عبد المعطى حجازى والأديب الكبير بهاء طاهر، والأديب الليبى الكبير إبراهيم الكوني والمغربى الكبير الطاهر بن جلون.


 


ربما تكون حجة البعض هو عدم ترجمة بعض الأدبيات ومنها الأعمال الأدبية العربية إلى لغات أجنبية، لكن في حالة أدونيس والكونى بن جلون، وهم من الأدباء العرب من سكان أوروبا، وأصحاب الدور الأدبي الكبير للجائزة يرد على تلك الادعاءات.


 


الحقيقة أن معايير جائزة نوبل غير مفهومة وأصبحت غير منطقية على الإطلاق، بالطبع لا أحد يملك قوة منح الجائزة لأديب بعينه، لكن تجاهل إبداعات كتاب عالميون بحجم الأسماء التي ذكرناها في السطور الأولى من الموضوع أصبحت محل استفهام كبير من الجائزة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى