صابر عرب وممدوح الدماطى بمعرض الكتاب: الثقافة حائط الصد الأول ضد التطرف

ثقافة أول اثنين:
ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولى للكتاب فى دورته الـ56، استضافت القاعة الدولية ندوة خاصة ضمن محور “كتاب وجوائز” احتفاءً بالفائزين بجوائز الدولة التى تنظمها وزارة الثقافة، ممثلة فى المجلس الأعلى للثقافة، وشارك فى الندوة الدكتور محمد صابر عرب، وزير الثقافة الأسبق والحاصل على جائزة النيل فى العلوم الاجتماعية، والدكتور ممدوح الدماطى، وزير الآثار الأسبق والحاصل على جائزة الدولة التقديرية فى العلوم الاجتماعية، وأدار اللقاء الكاتب الصحفي محمد بغدادى.
استهل الدكتور ممدوح الدماطى كلمته بالتأكيد على أن المنتج الثقافى المصرى ثرى وهائل، لكن يجب الترويج له بفاعلية عبر وسائل التواصل الاجتماعى، مشيرًا إلى أن مصر تمتلك كنزًا معرفيًا فريدًا، لكنه بحاجة إلى خطة استراتيجية للترويج والاستفادة منه.
وشدد الدماطى على أهمية التنسيق بين مختلف مؤسسات الدولة، مثل وزارات التربية والتعليم، والثقافة، والإعلام، لضمان الحفاظ على الهوية الثقافية المصرية والترويج لها محليًا ودوليًا.
تحدث الدماطى عن أهمية نشر الوعى الأثرى بين الطلاب منذ الصغر، مشيرًا إلى مبادرة أطلقها بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم أثناء تولي الدكتور محمود أبو النصر منصب الوزير، لإدخال كتابين مهمين في المناهج الدراسية، الأول هو “أطلس” يسلم للتلاميذ من الصف الرابع الابتدائي وحتى نهاية المرحلة الابتدائية، والثاني “آثار الحضارة المصرية” يسلم للطلاب من الصف الأول الإعدادي لتعريفهم بتاريخ محافظاتهم وإرثهم الثقافي.
كما أشار إلى دور إدارة التربية المتحفية بوزارة الآثار في تعزيز التوعية الأثرية، مؤكدًا أن حماية التراث تبدأ من المدارس، حيث يجب إدماج المعرفة التاريخية في العملية التعليمية بطريقة تفاعلية.
وسلط الدماطي الضوء على دور المرأة في مصر القديمة، مشيرًا إلى أنها لم تكن مجرد رمز للأمومة، بل لعبت أدوارًا مهمة في المجتمع، فكانت قاضية، وطبيبة، ومعلمة، وحتى حاكمة، كما حدث مع الملكة حتشبسوت، التي تولت العرش وأعلنت نفسها فرعونًا، مما اضطرها إلى تبرير حكمها من خلال أسطورة “الولادة المقدسة” لإضفاء الشرعية الدينية على توليها الحكم.
من جانبه أكد الدكتور محمد صابر عرب أن مصر تمتلك إرثًا ثقافيًا عريقًا يمتد لجذور الإنسانية، مشيرًا إلى أن جودة التعليم والثقافة كانت دائمًا سر ريادة مصر في مختلف المجالات.
وشدد عرب على أن نجاح التعليم لا يقتصر على المناهج الدراسية فقط، بل يحتاج إلى بيئة متكاملة تشمل الأنشطة الثقافية والفنية مثل المسرح، والموسيقى، والفنون، والتي تساعد في تشكيل وعي الأجيال الجديدة.
كما تطرق إلى خطورة الانغلاق الفكرى، مؤكدًا أن هناك مبالغة فى نظرية المؤامرة، مشيرًا إلى أن حرية الصحافة والتعبير هى التى تصنع جدار الحماية ضد التطرف، وأوضح أن الثقافة هى السلاح الأقوى لمواجهة التكفير والتطرف الفكري، داعيًا إلى إجراء حوار مجتمعي واسع لنشر التنوير والارتقاء بالوعي العام.
وأوصى عرب بضرورة أن يكون الخطاب الديني أكثر انفتاحًا على المجتمع، بحيث يحفّز الناس على القراءة، وسماع الموسيقى الراقية، والعناية بالفنون، بدلًا من التمسك بخطاب جامد يصعب على العامة استيعابه.
كما شدد على أهمية الحفاظ على التراث المخطوط والمطبوع، موضحًا أن هناك قانونًا ينص على ضرورة نقل جميع المخطوطات إلى دار الكتب للحفظ والترميم، مطالبًا بتفعيل هذا القانون لضمان صون الإرث الثقافى المصرى.
اختتم صابر عرب حديثه بالتأكيد أن أعظم رصيد تمتلكه مصر هو محتواها الثقافي، لكنه بحاجة إلى دعم فني وتقني للحفاظ عليه وترويجه عالميًا، مشددًا على أن المجتمعات تُبنى بالعقول والأفكار، وليس بالشعارات.