مسلسل النص يستعرض مهن انتشرت بمصر فترة الثلاثينيات واختفت حاليا.. اعرفها

ثقافة أول اثنين:
يعرض مسلسل النص بطولة النجم أحمد أمين، الذى يذاع ضمن مسلسلات رمضان 2025 حصريًا على قناة on، مع نهاية كل حلقة بعض المعلومات التاريخية الخاصة بتلك الحقبة الزمنية التى تدور فيها أحداث المسلسل، وهى فترة الثلاثينيات، حيث يأتى تتر النهاية بعنوان “هذا المسلسل من وحي التاريخ ولكن” ويسرد بعدها بعض المعلومات التاريخية والوثائقية، وقد سلط المسلسل خلال أحداثه الضوء على ثلاث مهن ظهرت فى مصر قديمًا، وهى “العرضحالجى، الأبونيه، التعويضجية”.
العرضحالجى
هو الشخص الذى يحرر شكاوى ومظالم البسطاء وكان ما يتقاضاه يتوقف على ما أضافه من شعر ونثر على العرض حال، وقد ظهر مصطلح “العرضحالجى” فى مصر لأول مرة فى القرن التاسع عشر الميلادى.. وتعنى “عرض حال” أو سرد الشكوى.. وبدأ من القرن الـ19 استخدامها بمعنى “الشكوى”.
يجلس “العرضحالجى” أمام المحاكم والمصالح والدوائر الحكومية، ويبدأ فى استقبال المواطنين ليكتب للناس شكواهم نظير أجر معروف، واشتهر “العرضحالجى” فى قرى محافظات مصر، وتواجد أمام أقسام الشرطة لمساعدة المواطنين فى تقديم شكواهم للمسئولين، وكان بمثابة الكاتب العمومى عندما كانت الغالبية القصوى من الشعب رجال ونساء أميون لا يعرفون الكتابة والقراءة وعندما يطلبون للشرطة أو الذهاب لتقديم بلاغ أو مذكرة أو خطاب أو أى شيء يتعلق بالورقة والقلم وكتابة المذكرات والدعاوى والرسائل كان العرضحالجي يقوم بكتابتها مقابل بعض المال، ويقبع مكانه دوما فى الشارع بجانب المصالح الحكومية ذات الصلة المباشرة بالمواطن كالمحاكم وأقسام الشرطة بكرسي وطاولة صغيرة والقلم ودواة الحبر وقلم الكوبيا الشهير.
الأبونيه
سمى بالأبونيه لقضائه معظم أوقاته متنقلًا من قطار إلى قطار يشترى كل ما يكلفه به الأهالى من طلبات ويعود في المساء ليوزعها على أصحابها!
وفي مقال سابق للدكتور كمال مغيث يقول: كانت المواصلات إلى القاهرة شحيحة وغالية الثمن بالقياس إلى غالبية أهالى القرى والبلاد من الفقراء، والذين كان لكثير منهم مصالح وحوائج يحتاجون قضاءها من القاهرة، من هنا تأت مهنة “الأستاذ فلان الأبونيه” والأبونيه ــ كما نعلم ــ هو كارنيه يتيح لحامله أن يسافر بسعر مخفض، ويدور هذا “الأستاذ الأبونيه” على أصحاب الحوائج: أب يريد أن يرسل لابنه الذى يدرس هناك ويعيش فى بولاق الدكرور، بعض النقد المحدود، مثقف ريفى يريد شراء الكتاب الفلانى من دار الهلال، سيدة تريد أن تبعث لأقاربها فى روض الفرج بعض الزبد والجبن، بنات يردن شراء مجلة حواء وبعض الترتر وخرج النجف من الموسكى، واحد يريد استخراج شهادة من دار المحفوظات بالقلعة” ولقد شهدت بنفسى من يريد من “الأبونيه” أن يقرأ له الفاتحة فى مقام “الست أم هاشم”، وبالطبع يدفع كل صاحب حاجة بعض القروش التى يقنع بها “الأستاذ الأبونيه” مكسبا يعوضه عناء السفر والشحططة فى “تروماى” القاهرة طيلة النهار.
التعويضجية
كان عمل أفرادها هو استهداف الأخطار لكي يحصلوا على تعويض، مثلًا يجلس “التعويضجي” خلف الأثرياء أثناء لعب “البلياردو” ويصدر وجهه لكعب العصى.
الكاتب عبد العزيز البشري في كتابه “المختار” يقول إنّ التعويضجية كانت مهنتهم الاستهداف للأخطار، والتعرض لألوان من الأذى، وإما الصلح بعد هذا وإلا فالقضاء لطلب التعويض.
شاهد المزيد من أخبار مسلسلات رمضان عبر بوابة دراما رمضان 2025