ذكرى ميلاد ماري منيب الـ 120.. سيرة الملاك الضاحك فى الكتب

ثقافة أول اثنين:
الملاك الضاحك، هكذا لقبت الفنانة الكبيرة ماري منيب، والتي تعد واحدة من أبرز نجمات جيلها، والتي تمر ذكرى ميلادها في هذه الأيام إذ ولدت في فبراير عام 1905، واستطاعت أن تكسب حب وقبول الجماهير المصرية والعربية من خلال أدوارها الناجحة التي لا تزال عالقة في أذهان المشاهدين، واشتهرت بتقديم شخصية الحماة القاسية ذات الطابع الكوميدي، وهناك الكثير من الكتب التي تحدثت عنها وعن حياتها ومشوارها الفني.
حسب ما جاء في كتاب “وجوه لا تنسى” من تأليف محمود عبد الشكور: تمتلك ماري منيب “1905/ 1969” حضورا سينمائيا ومسرحيا أعطاها الفرصة لكي تحوّل شخصية الحماة إلى نموذج كاريكاتوري مسجّل باسمها، لم تكن أول من لعبت الشخصية في السينما، فقد سبقتها مثلا زكية إبراهيم التي تخصصت في دور حماة عثمان عبد الباسط في أفلام علي الكسار، ورغم أن الشخصية كوميدية؛ فإن ملامح زكية الصارمة، وكثيرًا من الحدة في الأداء، جعلا الحماة المضحكة أكثر ارتباطا بأداء ماري منيب، بل إن وجود كلمة حماة في عنوان أي فيلم يعني أنه من بطولة ماري منيب: (حماتي قنبلة ذرية)، (حماتي ملاك)، (الحموات الفاتنات).
تمتلك ماري قدرة طبيعية على الارتجال، دعمتها من خلال مشاركتها في فرقة علي الكسار، ثم في فرقة نجيب الريحائي، بالفطرة وحدها تقدم ما يقترب من العرض المنفرد: استخدام الصوت، وتقطيع الجمل، والضغط على كلمات معينة، وحركة الأيدي والأصابع، والطريقة التي تمشي بها، أو تستخدم بها جسدها البدين، كل ذلك يتم بصورة تلقائية، ثم يأتي التوقيت الذي يُلقَى به “الإفيه” حتى يحقق تأثيره الضاحك، خبرة مسرحية أضيفت إلى موهبة خارقة صنعا معا ظاهرة ماري منيب.
شخصية الحماة كما جسدتها ماري منيب تسبب الكوارث، لكنك لو تأملت قليلا لأدركت أنك أمام إنسانة تعاني من الوحدة، لم تعش حياتها، لا مانع أن تتصرف بطريقة متصابية للحصول على عريس، رغم أنها أقسمت على عدم الزواج بعد وفاة المرحوم، تلك التفصيلات الإنسانية الصغيرة هي التي جعلت الحماة أكثر قربا من المتفرج، الضحك يتبع بالأساس لأن الحماة أقرب من أن تكون إلى طفلة كبيرة تحاول أن تكايد أو تغيظ زوجة ابنها، يختلف هذا النموذج جذريا عن الحموات الشريرات الصريحات كما قدمت أدوارهن علوية جميل مثلا أودولت أبيض.
لا يمكن أن تكره الحماة ماري منيب لأنها بصورتها وشكلها وتصرفاتها شخصية كارتونية بامتياز، وجديرة بان تكون إحدى بطلات القصص المصورة “الكوميكس”.