مشاركون بمعرض الكتاب: مصر عرفت الطاقة النووية منذ عام 1945

ثقافة أول اثنين:
شهدت قاعة مؤسسات، ندوة “الطاقة النووية بين الاستخدامات السلمية والتقبل المجتمعي”، في اليوم الحادي عشر من انطلاق معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته ال56، بمركز المعارض بالتجمع الخامس، والذي يستمر حتي يوم 5 فبراير الجاري.
وجاءت الندوة بحضور كل من الدكتور عبد الحميد عباس الدسوقي مساعد رئيس مجلس إدارة الهيئة للمشروعات والدراسات، ومراد إصلانوف مدير المكتب الإقليمى لشركة روساتوم فى مصر، ومراد جاتين مدير المركز الثقافي الروسي في مصر، وإدار الندوة عصام حسن.
وقال الدكتور عبد الحميد عباس الدسوقي: الطاقة النووية ليست وليدة اللحظة، مصر عرفت الطاقة النووية منذ عام 1945، حيث أطلقت مبادرة لاستخدامها في الأغراض السلمية، ومنذ ذلك الحين، اتجهت مصر نحو تنمية الطاقة الذرية، وكان لجمال عبد الناصر دور بارز في هذا المجال، حيث كان الهدف الأساسي هو تطوير المحاور الرئيسية لاستخدام الطاقة النووية.
وأوضح عبد الحميد عباس الدسوقي، استخدمت الطاقة النووية على نطاق واسع في المجال الصحي، خاصة في علاج الأمراض السرطانية، كما أن لها تطبيقات في الصناعة، وكذلك في الزراعة لتحسين جودة البذور والقضاء علي بعض الآفات الزراعية.
وأشار عبد الحميد الدسوقي، إلي أن الطاقة النووية ليست مقتصرة على توليد الكهرباء فقط، بل تلعب دورًا مهمًا في تحلية مياه البحر، ففي التسعينيات، بدأ العمل على مفاعل صغير في منطقة برج العرب بقدرة إنتاجية تصل إلى متر مكعب من المياه يوميًا، لكن للأسف لم يكتمل المشروع بسبب بعض التغييرات.
ولفت عبد الحميد الدسوقي، الي ان مصر مرت بمراحل مختلفة في تطوير قدراتها النووية، ولكن لأسباب سياسية واقتصادية، توقفت بعض المشروعات ، على سبيل المثال، في عام 1979، بدأت مصر تعاونًا مع فرنسا في هذا المجال، لكنه لم يكلل بالنجاح، واستمرت الجهود حتى عام 2007، حين أُعلن عن إنشاء عدد من المشروعات النووية، وكانت هيئة المحطات النووية مسؤولة عن تبني مشروع محطة الضبعة.
وأكد عبد الحميد الدسوقي، أن اليوم، أصبحت المحطات النووية ضرورة وليست رفاهية أو مجرد موضة، خاصة في ظل التوجه العالمي نحو تقليل الانبعاثات الكربونية. فالملوثات البيئية الناتجة عن مصادر الطاقة التقليدية تسببت في ارتفاع درجات حرارة الأرض، مما قد يؤدي إلى كوارث بيئية مثل ذوبان الجليد في القطبين وارتفاع مستوى سطح البحر.
وتابع عبد الحميد الدسوقي، العالم يسعى إلى تحقيق “صفر انبعاثات كربونية”، مما يجعل الطاقة النووية خيارًا أساسيًا إلى جانب مصادر الطاقة المتجددة مثل الشمس والرياح، التنوع في مصادر الطاقة أصبح ضرورة، وعدم الاعتماد الكلي على الغاز الطبيعي والبترول يضمن استدامة إنتاج الكهرباء على مدار الساعة، وهو ما يجعل الطاقة النووية أحد الحلول الاستراتيجية لمستقبل الطاقة في مصر والعالم.
وأكد عبد الحميد الدسوقي، أن مواصفات الفنية لإنشاء المحطات النووية، له متطلبات معينة في محورين وهما الأمان للإنسان والبيئة وأن تكون المحطة صامدة ضد أي كوارث بيئية مثل الزلازال أو الانصهار وما غير ذلك، والمحور الثاني هو المحور الاقتصادي من حيث توليد طاقة وبسعر رخيص.
وفي السياق ذاته، قال مراد اصلانوف، إنه سعيد بتواجدي في معرض الكتاب، حيث أتاح لي فرصة تبادل الأفكار والمعرفة والمشاركة في الأنشطة الثقافية. أستغل كل فعالية مثل هذه للتواصل مع الجمهور المصري وتسليط الضوء على الحقائق وتصحيح المفاهيم الخاطئة حول الطاقة النووية، خاصة أننا نمتلك خبرة تمتد لأكثر من 80 عامًا في هذه الصناعة.
وأوضح مراد إصلانوف، أن العلاقة بين مصر وروسيا في المجال النووي تمتد لعقود طويلة من التعاون العميق. فروسيا كانت من أوائل الدول التي استخدمت الطاقة النووية للأغراض السلمية، وقد حققت إنجازات كبيرة في هذا المجال لصالح البشرية جمعاء.
واضاف مراد اصلانوف، قدم الاتحاد السوفيتي مساهمات كبيرة في تطوير الاستخدامات السلمية للطاقة الذرية، وتواصل شركة “روساتوم” دورها الريادي اليوم، حيث تُعتبر من أبرز الشركات العالمية في الصناعات النووية، وتعمل مع أكثر من 60 دولة لإنشاء محطات نووية في 10 دول حول العالم، كما تحتل روسيا مكانة رائدة في تخصيب اليورانيوم وإنتاج الوقود النووي، مما يعزز دورها في دعم مشاريع الطاقة النووية عالميًا
وأكد مراد إصلانوف، نعتبر مصر دولة استراتيجية وصديقة، ونسعى إلى تعزيز وجودنا في مجال الأعمال بما يحقق المنفعة المشتركة لكل من روسيا ومصر، نحن على ثقة بأن محطة الضبع.