الفنانة الأمريكية جولى ميهريتو تتحدث عن مصر الأهرامات وأم كلثوم

ثقافة أول اثنين:
تحطم الفنانة الأمريكية جولي ميهريتو مرة أخرى الأرقام القياسية لأعلى سعر بيع لأي عمل فني لفنان أفريقي المولد في المزادات، وهى أمريكية أثيوبية تركت شهادتها عن مصر على جدار متحف المتروبوليتان.
تقول: منذ ثلاثين مليون سنة، يتدفق النيل من بحيرة تانا في المرتفعات الإثيوبية، عبر السودان، حيث يلتقي النيل الأزرق بالنيل الأبيض في الخرطوم، عبر الصحراء النوبية، مروراً بأبو سمبل وأسوان والأقصر والقاهرة، وأخيراً يصب في دلتا الإسكندرية في البحر الأبيض المتوسط. وقد أدت هذه المياه إلى نشوء مصر القديمة بأكملها،والعلاقة بين بحيرة تانا، التي ليست بعيدة عن المكان الذي ولدت فيه جدتي، ومصر القديمة عميقة.
لقد ولدت طفلة لأبوين أفريقيين من ستينيات القرن العشرين. في الحانات والنوادي والفنادق المليئة بالدخان في أديس أبابا، اجتمع المحدثون والثوريون والاشتراكيون والناشطون والمستقبليون في ذروة مشهد الجاز الإثيوبي في العصر الجميل. سواء على أنغام فرقة والياس في فندق أديس أبابا هيلتون أو فرقة دهلك الأكثر مرحًا في فندق غيون.
في شمالنا، في القاهرة، ألهم صوت أم كلثوم ومنديلها وصدرها الجماهير وجعلهم يغمى عليهم، بينما أطربنا عمر خورشيد وجيتاره السحري بالحب والثورة عبر مسارح القاهرة وموجات الراديو وأسطوانات LP التي تم تشغيلها في المنزل. وكما كانت المياه تربطنا على مدى آلاف السنين، كانت موسيقى مصر وإثيوبيا تتردد ذهاباً وإياباً كصدى نفسي فاك لأفريقيا الجديدة بعد الاستعمار وتربط مياه النيل القاهرة والخرطوم وأديس أبابا، ولكنها أيضاً مصادر تاريخية للحب والفن والموسيقى والإمبراطورية والثورة.
أثناء زيارتي من زيمبابوي (حيث كنا نعيش في الفترة 1984-1985) في الأيام الأولى بعد الثورة، رأيت أهرامات الجيزة لأول مرة عندما كنت في الرابعة عشرة من عمري وأصبحت مفتونًا تمامًا بمصر القديمة. ليس فقط للاختراعات المذهلة لهؤلاء الأفارقة القدماء التي سبقت اليونان القديمة وروما وما إلى ذلك، ولكن أيضًا للتجارب التي مررت بها في لقاءاتي مع هذا العمل. لقد عدت عدة مرات منذ ذلك الحين للدراسة في المتحف المصري بالقاهرة (أحد المتاحف المفضلة لدي في العالم)، ومعبد الكرنك في الأقصر، ووادي الملوك والملكات في الصحراء، وأهرامات دهشور، ولكن أيضًا، قمت بدراسة المجموعات المصرية في المتحف الجديد في برلين والمتحف البريطاني في لندن مرات أكثر مما أستطيع حصرها.