فعاليات ثقافية تواجه المجهول.. ملتقى الرواية والمهرجان القومي للسينما الأبرز

منذ تفشي فيروس كورونا، الذي أدى إلى توقف العديد من الفعاليات والأنشطة الثقافية، تأثرت الساحة الثقافية المصرية بشكل واضح، حيث توقفت بعض الفعاليات تمامًا، بينما باتت فعاليات أخرى تعاني من عدم الاستقرار والتخبط، ومن أبرز الفعاليات التي ألغيت منذ الجائحة ملتقى الرواية وملتقى الشعر، وهما من أهم الفعاليات التي كانت تنظمها وزارة الثقافة، حيث كانا يمثلان منصة حيوية للتواصل بين الأدباء والشعراء والنقاد، ويساهمان في تعزيز المشهد الأدبي المصري والعربي. لكن بعد الجائحة، لم تتم إعادة تنظيمهما، مما أثار تساؤلات حول مستقبلهما وإمكانية عودتهما مرة أخرى.

بينما بعض الفعاليات الأخرى، فلم تتوقف بالكامل، لكنها باتت غير مستقرة وتعاني من الارتباك، مثل المهرجان القومي للسينما، الذي شهد تأجيلات متكررة وصعوبات في التنظيم، ومعرض الأوبرا للكتاب، وجائزة نجيب محفوظ للرواية، التي يمنحها المجلس الأعلى للثقافة، والتي لم يعد واضحًا ما إذا كانت ستواصل انتظامها السنوي أم ستتعرض للتأجيل أو التعديل في شكلها وآليتها.

مع استمرار التحديات والضغوط الإدارية، لا يزال المشهد الثقافي في مصر يواجه مرحلة من عدم اليقين، في ظل غياب خارطة واضحة لمصير هذه الفعاليات المهمة. فهل ستتمكن وزارة الثقافة من إعادة إحيائها؟ أم أن بعضها قد أصبح من الماضي؟

ملتقى الرواية

منذ عام 2019 حين أقيمت دورته السابعة لملتقى القاهرة الدولي للرواية العربية، في عهد وزيرة الثقافة السابقة الدكتورة إيناس عبد الدايم، والأمين العام السابق للمجلس الأعلى للثقافة أنذاك الدكتور سعيد المصري، لم يتم إقامة الملتقى مرة أخرى، وأصبح مصيره مجهولا، إذ لم يتم تحديد موعد لإقامته.

وبعدها تم تأجيله عدة مرات بسبب تداعيات فيروس كورونا والحرب الروسية الأوكرانية، ورغم إعلان وزيرة الثقافة السابقة الدكتورة نيفين الكيلاني عن عودة الملتقى مرة أخري وإعادة تشكيل لجنته العليا، إلا أنه حتى كتابة هذه السطور ومع تولي الدكتور أحمد فؤاد هنو لمهام الوزارة، لم يتم الاستقرار على إقامة الملتقى من عدمه أو تحديد موعد محدد لتنظيم فعالياته.

وكان من المقرر أن يعقد الملتقى في نوفمبر 2022، قبل أن يتم تأجيله، وكان من أسباب تأجيل الملتقى بسبب كثرة المتقدمين في هذه الدورة، وهو ما يحتاج وقتا إضافيا للإعداد له، ومنذ هذا التاريخ، وعلى مدار نحو 3 سنوات، بقى مصير الملتقى مجهولا.

ملتقى الشعر العربي

عدم الاستقرار على إقامة ملتقى القاهرة للإبداع الروائي العربي يؤثر بشكل مباشر على إقامة تظاهرة ثقافية أخري مرتبطة به ارتباطا وثيقا وهى إقامة ملتقى القاهرة للإبداع الشعري، إذ جاء العرف على إقامة دورة لملتقى الرواية يعبقها دورة لملتقى الشعر، ومنذ إقامة الدورة الخامسة للملتقى في القاهرة في مطلع عام 2020، لم يتم الكشف عن دورة جديدة منه.

المهرجان القومي للسينما

منذ إقامة الدورة الرابعة والعشرين من المهرجان القومي للسينما منذ أكثر من 3 سنوات، ويبقى مصير المهرجان مجهولا حتى الآن، ولم يحدد صندوق التنمية الثقافية، الجهة المنظمة للمهرجان موعد لإقامة الدورة حل إقامته من عدمه، ومنذ إعلان وزيرة الثقافة السابقة الدكتورة نيفين الكيلاني، عن اختيار المخرج الكبير يسري نصرالله رئيسا لدورة اليوبيل الفضي للمهرجان، وحتى الآن لم يصدر أي جديد بخصوصه، ولم تعلن وزارة الثقافة منذ تولي الدكتور أحمد فؤاد هنو، أي قرار يخص مصير المهرجان الذي كاد يحتفل بمرور 25 عاما على انطلاقه، قبل أن يتوقف، وأصبح وكأنه في طي النسيان.

جائزة نجيب محفوظ

منذ إعلان فوز الكاتب والروائي إبراهيم فرغلي بجائزة نجيب محفوظ لأفضل رواية عن روايته “قارئة القطار” والتي يمنحها المجلس الأعلى للثقافة، وتوقفت الجائزة بعدها في ظروف غامضة، ورغم فتح باب التقدم لها، في العام التالي، لكن بقى مصير الجائزة مجهولا، ولم يتم فتح باب الترشح لها مجددا، أو إعلان فائز جديد، وحتى الآن ينتظر الوسط الأدبي قرار وزارة الثقافة، سواء باستمرار الجائزة، أو عودتها للتوقف مجددا، إذ توقفت من قبل لسنوات عديدة.

معرض الأوبرا للكتاب

منذ إعلان وزيرة الثقافة السابقة الدكتورة إيناس عبد الدايم، عند عودة إقامة معرض الأوبرا للكتاب عام 2020 بعد نقل معرض القاهرة الدولي للكتاب الذي كان يقام بداية الأمر في ساحة الاوبرا بعد نقله فيما بعد لأرض المعارض في مدينة نصر، ولم يستقر إقامة المعرض، إذ أقيم مرة ثانية في عام 2023، وافتتحته وقتها الدكتورة نيفين الكيلاني وزيرة الثقافة آنذاك، ولم يعود المعرض، ولم يتم الإعلان عن مصيره، ليواجه هو الآخر المجهول، لم تحدد وزارة الثقافة منذ أخر دورة إن كان المعرض سوف يستمر، أم يعود للتوقف هو الآخر.