مسرحية “حفيد للإيجار”.. المعنى والدور

يظل المسرح البوابة الأجمل للتعبير عن القضايا الاجتماعية المهمة بشكل جمالي، بالطبع يتطلب ذلك جهدا كبيرا، ويحتاج إلى رؤية واضحة، لكن المسرحية التي تستطيع أن تفعل ذلك تصبح علامة، ومن ذلك مسرحية “حفيد للإيجار”

والمسرحية  تدور حول موضوعات اجتماعية شائكة تتعلق بالصراع بين الطبقات الاجتماعية والطموحات الشخصية، وتدور حول الصراع بين طموح شخص فقير يسعى لتحقيق أحلامه في عالم مليء بالخداع والاستغلال، من جهة، وجشع رجل غني يسعى لاستغلال طموحات الآخرين لتحقيق مصالحه الشخصية، من جهة أخرى، لكنه ليس مجرد صراع طبقي  بل تنقل المسرحية العديد من التساؤلات حول قيمة الإنسان في هذا العالم الذي يغلب عليه  تسليع كل شيء.

ولا تقتصر المسرحية على كونها مجرد عرض مسرحي، بل هي رسالة اجتماعية تلامس قضايا معاصرة يعاني منها الكثيرون في العالم العربي، من خلال تقديم شخصية الفقير الذي يحاول أن يحقق أحلامه في ظل المجتمع الذي يعزز المادية والسلطة، وتعرض المسرحية مدى تأثير هذه القوى على حياة الأفراد، وفي الوقت نفسه، تسلط الضوء على ظاهرة الاستغلال التي قد يتحول فيها الإنسان إلى مجرد أداة في يد الأقوياء. وهذا يجعل المسرحية تلعب دوراً مهماً في توعية الجمهور حول قضايا الجشع، والطبقية، وتأثير المال في تشكيل العلاقات الإنسانية.

ويمكن القول إن من الناحية الجمالية، تعتبر “حفيد للإيجار” تجربة مسرحية متميزة، تجمع بين البراعة الفنية في التأليف والإخراج والأداء التمثيلي المميز، فالنص الذي كتبه ياسر السبيعي، والأداء المبدع للطاقم الذي يتضمن أسماء مثل هنادي سالمين، رشدي الخطيب، وتركي القحطاني، جعل من المسرحية عرضاً حياً ومؤثراً. الإخراج الذي قام به تركي باعيسى، نجح في تحويل النص إلى عرض حركي يمزج بين الدراما والإثارة، مما أضاف للمسرحية بعداً جميلاً في التعبير عن الصراع الداخلي للشخصيات.

أما من الناحية التقنية، فقد قدمت المسرحية جمالية مبهرة في تصميم الديكور الذي أبدعته شهد العامودي، حيث استطاعت العناصر المسرحية مثل الأزياء والإضاءة أن تساهم في تعزيز الأجواء العامة للعرض. وتستحق جهود فريق الإنتاج الذي قاده عمر المالكي وحمد بن جنيدل،، وفريق التسويق والإعلام، وعلى رأسهم هدى العلوي وأحمد العنزي، أن تُشكر على نجاح المسرحية في جذب الأنظار.