حديث عيسى بن هشام بمعرض الكتاب بأسعار مخفضة.. هل كانت أول رواية عربية؟

في إطار جهودها لنشر الوعى الثقافى وإتاحة الكلاسيكيات الأدبية للجمهور بأسعار رمزية، أصدرت الهيئة العامة لقصور الثقافة طبعة جديدة من رواية حديث عيسى بن هشام للأديب محمد المويلحي، وهى واحدة من أهم الأعمال فى تاريخ السرد العربى الحديث، حيث تُعد من أوائل المحاولات لكتابة الرواية العربية، بل إنها سبقت رواية زينب لمحمد حسين هيكل، التي يعتبرها البعض أول رواية عربية.

عمل أدبي سابق لعصره

تمثل حديث عيسى بن هشام حلقة وصل بين الأسلوب الأدبى التقليدى والأساليب السردية الحديثة، حيث كتبها المويلحي بأسلوب يجمع بين السرد القصصي واللغة الأدبية الرفيعة، مقدمًا نقدًا اجتماعيًا وسياسيًا لمظاهر الحياة في مصر خلال أواخر القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، وتُروى الرواية من خلال لقاء خيالي بين الراوي وشخصية تاريخية تعود للحياة بعد وفاتها، ليخوضا معًا رحلة عبر المجتمع المصري، ويكشفا أحواله الاجتماعية والسياسية في ذلك الزمن.

تظل هذه الرواية ذات صلة بواقعنا المعاصر، نظرًا لما تحمله من رؤية نقدية ساخرة ومواقف تحليلية تعكس طبيعة المجتمع المصري في مرحلة التحديث والاحتكاك بالغرب. وإعادة نشرها اليوم يفتح المجال أمام القرّاء الجدد لاكتشاف واحدة من أولى التجارب السردية العربية التي أرست أسس الرواية الحديثة.

إعادة نشر بأسعار في متناول الجميع

تحرص الهيئة العامة لقصور الثقافة على إتاحة الأعمال الأدبية المهمة بأسعار مخفضة، مما يسهل وصولها إلى شريحة أوسع من القرّاء، وخاصة الشباب والمهتمين بالأدب الكلاسيكي. وتأتي هذه الطبعة الجديدة من حديث عيسى بن هشام ضمن سلسلة من الإصدارات التي تهدف إلى إعادة تقديم الأعمال التراثية في ثوب جديد، مع الحفاظ على قيمتها الأدبية والفكرية.