التقنية أم الفكرة أيهما المحدد الرئيسى فى الفن التشكيلى؟ صلاح حماد يجيب
ثقافة أول اثنين:
نظم قطاع الفنون التشكيلية اللقاء السابع ضمن سلسلة لقاء مع فنان فى إطار البرنامج الثقافى للمعرض العام 44 لعام 2024، بقاعة اتجاه بقصر الفنون، مع النحات المصرى الفنان صلاح حماد.
استعرض الفنان بدايات مشروعه الفني في نهاية الثمانينيات وأول عرض له في مجمع الفنون بمعرض فردي نظمه له الفنان والناقد الراحل أحمد فؤاد سليم عام 1987، كشف فيه عن بدايات تميزه وطرحه البصري الجديد على النحت المصري المعاصر بشهادة الأساتذة والنقاد، والذي تميز فيه بمعالجات هندسية تجريدية جسورة مهدت الطريق لجيل لاحق ظهر نبوغه مع تأسيس صالون الشباب في مطلع التسعينيات.
هذا العرض الذى أهله للحصول على منحة روما لمدة 3 سنوات رسخ فيها حماد أسلوبه الفني واحتكاكه بنظرائه من خلال مشاركات دولية في ملتقيات وسمبوزيومات لفن النحت، كما أقام معرضاً فردياً بالأكاديمية القديمة بروما أشاد به الناقد الإيطالي المخضرم كارمن سينسكالكو، أخلص حماد لتجربته ومغامراته في معالجة الكتل والأسطح الجرانيتية والبرونزية والتشكيل بالحديد.
استعرض الفنان صوراً متنوعة في أكثر من 40 مشاركة دولية وملتقى أسست لذيوع اسمه في عالم النحت المصري المعاصر، وفي إطار سرد الفنان لتجربته الفنية وتطورها كشف حماد عن أسرار عالمه وأدواته التى ابتكرها لتلبي أفكاره النحتية الصرحي منها والميداني، وخبراته المتراكمة في تأسيس السمبوزيومات والملتقيات الفنية موضحاً طبيعة هذه المشاركات في إعداد النحات الخبير وإدارة الوقت لتنفيذ قطعته النحتية الفريدة.
كما استعرض حماد دوره في تقديم مقترح تأسيس سمبوزيوم أسوان لنحت الجرانينت لوزير الثقافة المصرية آنذاك الفنان فاروق حسني والذي قاده منذ أول دورة النحات المصري الكبير آدم حنين.
وأثنى حماد على فرادة النحات الراحل عبد البديع عبد الحي في تماثيل الحجر ذات القطع الكبير وأزمة اكتشاف نحاتين مصريين متخصصين في نحت الأحجار في الدورة الأولى من سمبوزيوم أسوان للجرانيت، والذى أعلن فيما بعد عن أسماء لامعة في النحت المصري المعاصر مثل الفنانين عصام درويش وحسن كامل وهاني فيصل وغيرهم من نفس الجيل.
وفي سؤال عن هل اختيار الخامة والتقنية هي المحدد الرئيسي لإبداعه أم أن الفكرة هي التي تنتخب الخامة الأصلح للتنفيذ؟ أجاب الفنان أنه من مدرسة تصميم الفكرة بمنتهى الدقة والتفاصيل ثم ينتقل لتنفيذها وفقا لما تم تخطيطه وتحديده في البداية مع إمكانية التفاعل المستمر بالإضافة أو الحذف حتى يصل بعمله الفني للنور.
تتسم تجربة الفنان بوضوح شخصيته الجريئة والمقدامة والتي تنعكس بوضوح على أعماله الفنية طيلة رحلته مع النحت، موضحاً دور البحث الدائم والعمل المستمر والاحتكاك الفعال، وتكون شبكة دولية من العلاقات أهلته فيما بعد بقيادة عددًا من المشروعات والملتقيات الخاصة خاصة تجربته على مدار سنوات مع مجموعة “طلعت مصطفى” المطور العقاري المرموق.
صلاح حماد حالة فنية فريدة ذات خصوصية وتنوع في المهام على المستوى الإداري والفني لملتقيات النحت والتي منحت الفرصة لاكتشاف العديد من الأسماء البارزة في عالم النحت المصري المعاصر.