طرد الرئيس زيلينسكي من البيت الأبيض.. المكتب البيضاوى هل بناه العبيد حقا؟

ثقافة أول اثنين:
في 28 فبراير 2025، شهد البيت الأبيض حادثة غير مسبوقة تمثلت في طرد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لنظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بعد مشادة كلامية حادة خلال اجتماعهما. بدأ اللقاء بتوتر واضح، حيث اتهم ترامب زيلينسكي علنًا بـ “المقامرة بالحرب العالمية الثالثة” وأكد أنه “ليس في موقف جيد” ويجب أن يكون “ممتنًا” للولايات المتحدة. تصاعد التوتر بين الزعيمين، مما أدى إلى مغادرة زيلينسكي للبيت الأبيض دون توقيع الاتفاق المتوقع.
يُعتبر طرد رئيس دولة أو حكومة أثناء زيارة رسمية للبيت الأبيض أمرًا نادرًا جدًا، إن لم يكن غير مسبوق، عادةً، تُدار الخلافات الدبلوماسية خلف الأبواب المغلقة، وتُحترم البروتوكولات الدبلوماسية لضمان الحفاظ على العلاقات بين الدول. لم تُسجل في التاريخ الحديث حالات مماثلة لطرد رئيس دولة أثناء زيارة رسمية للبيت الأبيض.
في عام 2016، أثارت السيدة الأميركية الأولى السابقة، ميشال أوباما، بعض الجدل، عندما ذكرت أن البيت الأبيض بناه العبيد، وبينما ظل البعض منزعجاً من تصريحات ميشال، يبدو أن السيدة الأولى تعرف تاريخها الأميركي جيداً. ووفقاً لتحقيقات أجراها الكونغرس عام 2005، سخّرت السلطات الفيدرالية 400 من العبيد، من بين 600 عامل جُلبوا لبناء البيت الأبيض.
وفي الواقع، كان المخططون الفيدراليون يعتزمون توظيف عمال من أوروبا، لكنهم – ربما لأسباب مالية – لم يتمكنوا من الحصول على قوة عاملة كافية. لذا بدلاً من ذلك، قررت الحكومة استغلال العبيد لهذا الغرض. ودفعت الحكومة لمالكي العبيد 60 دولاراً سنوياً، مقابل كل عبد استأجرته للمشروع، وليس من المستغرب ألا يكون العبيد قد رأوا فلساً واحداً مما دفع لأسيادهم. ومن دون أن يكون لهم أي خيار في هذه المسألة، أُجبر هؤلاء الرجال على قطع الأشجار، واقتلاع الحجارة من المحاجر، وصناعة الطوب، وطلاء الجدران. وبنوا الجزء الخارجي من المبنى، وعندما تم الانتهاء من ذلك، عملوا في الداخل أيضاً.
ولم يقم العبيد ببناء البيت الأبيض فحسب، بل عملوا، أيضاً في مبنى الكابيتول، والمباني الحكومية الأخرى في العاصمة، وبينما لم يتم تعويضهم أبداً، لم ينمحِ هذا المشهد تماماً من ذاكرة التاريخ، واستطاع المؤرخون الحصول على بعض أسماء هؤلاء العبيد، مثل: بيتر، وبن، وهاري، ودانيال. لقد أمضى هؤلاء العبيد أيامهم في واشنطن العاصمة، فقاموا ببناء “الأرض الحرة”، و”موطن الشجعان”، كما يطلق عليه الأميركيون. وتقول ميشال أوباما “أستيقظ كل صباح في منزل بناه العبيد، تحول في ما بعد إلى منزل تسكنه ابنتهم”.