سحم رع سواز ملك مصرى تدل آثاره على نشاطه وأهميته.. ماذا ترك؟

ثقافة أول اثنين:
التاريخ المصرى القديم مليء بالحكايات والأسرار التي لا تكشفها إلا القطع الأثرية القديمة والتي يتم العثور عليها ما بين الحين والآخر، لأنه من الصعب أن يرصد أحد تلك التفاصيل التي تمتد على مدار قرون طويلة سجلت بعضها على جدران المعابد في زمن الكتابة المصرية القديمة وأخرى لم تسجل بعد، ولكن تكشفها كنوز أثرية تخرج من باطن الأرض.
وبسبب ذلك نستعرض تاريخ الحضارة القديمة من خلال سلسلة متتالية لاستعراض ذلك التاريخ القديم، عبر موسوعة “مصر القديمة” لسليم حسن، نتحدث عن الملك سحم رع سواز تاوي-سبك حتب الثالث من الأسرة الثالثة عشر.
الملك سحم رع سواز تاوي-سبك حتب
ويقول الدكتور سليم حسن فى موسوعته: لم يأتِ ذِكر هذا الملك في قائمة “الكرنك” على الرغم مما يبدو له من الأهمية، ولكن وُجد له آثار عدة تدل على نشاطه في طول البلاد وعرضها.
في “تل بسطة” عثر على تمثال من الجرانيت الأحمر، لُوحظ فيه بعض تحريف في اسمه بعد به عن الاسم الحقيقي، وربما كان سبب ذلك خطأَ المثال، ويظهر في هذا التمثال أغلاط المثال الفنية الخاصة بهذا العصر، إذ نجد فيه الرأس والوسط صغيرين، وكذلك وجد له في “الكرنك” جزء من تمثال مصنوع من “الجرانيت”، وقد عُزِي إلى “سبك حتب الثالث”، وليس ذلك مؤكدًا، كما له بمتحف اللوفر لوحة٢ (C.8)، يدل نَقشها وصورها على أنها قد صُنعت في هذا العهد بمهارةٍ تضارع في دقتها فن الأسرة الثانية عشرة الرفيع، وقد مُثِّل عليها زوجة الملك وابنتان من بناته تتعبدان للمعبود “مين”، ولدينها آثار أخرى تحدثنا عن أفراد أسرة هذا الفرعون، منها لوحة في فينا لأمير اسمه سنب، ووالداه هما منتوحتب وأوهت آبو، وهما والدا هذا الملك نفسه، وله جَعَارِينُ مبعثرة في جهات مختلفة يُعلم منها اسم والد هذا الفرعون، وهو الملقَّب بوالد المعبود “منتوحتب” والأم المقدسة “أوهت آبو”.
وقام هذا الفرعون بإنشاء مبانٍ في معبد الأقصر “بطيبة”، يدل على ذلك وجودُ بقايا بعضِها في هذه الجهة” منها: عقد باب، وأعمدة، وقطعة من الحجر، وكلها منقوش عليها اسمه، والظاهر أنه قد أقام بعض المباني في معبد “الكرنك”، وذلك لوجود قطعة من الحجر عليها اسمه.
وفي “الجبلين” وُجد له عَتَبُ بابٍ منقوشٌ عليه اسمه، أما في مدينة “الكاب” فكُشف عن مقبرة في “سفح الجبل” لأمير يدعى “سبك نخت”، وقد ذكر في نقوشها أن هذا الأمير عاش في عهد هذا الفرعون.
أما ما بقي من آثاره فتنحصر في بعض الجعارين، وخرزة من حجر الجمشت، وكرة صغيرة من الذهب، وكذلك قبضة “بلطة”، وكلها قد نقش عليها اسمه. والظاهر أن هذه الآثار كلها من بقايا محتويات قبره الذي نهب في الأزمان القديمة وكَشف عنه الأهالي في أيامنا. وقد كُشف حديثًا عن مقصورة أقامها في “المدمود”، كما اغتصب لنفسه بعض آثار أحد الملوك، والظاهر أنها “لسنوسرت الثالث”.
وقد مكث على العرش نحو ثلاث سنوات كما جاء في “ورقة تورين”، وعثر أخيرًا على بعض أحجار لمعبد أقامه في مدينة “الكاب” (المحاميد)، واستُعملتْ في أساس معبد من الأسرة السادسة والعشرين.
ونقوش هذه الأحجار تعد في الطبقة الأولى من حيث الدقة الفنية، بل تُقارِب في إتقانها صناعة الأسرة الثانية عشرة، ولا نزاع في أن هذه الأحجار هي بقايا مبعد، لأننا نشاهد على بعضها أجزاءً من المنظر المألوف الذي يمثل الاحتفال بوضع أساس معبد، وقد كُشف عن هذه الأحجار في عام 1938.