Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
اخبار وثقافة

لغز حذف اسم نجيب محفوظ من تتر “شباب امرأة”.. حيلة قانونية أم استئثار بالشهرة؟

ثقافة أول اثنين:


يُعد فيلم “شباب امرأة” واحدًا من أيقونات السينما المصرية، أخرجه الكبير صلاح أبو سيف عن قصة للأديب أمين يوسف غراب، والتى حوّلها لاحقًا إلى رواية أدبية مطبوعة، وقد شارك فى كتابة السيناريو كل من السيد بدير والأديب العالمى نجيب محفوظ، إلا أن اسم الأخير لم يظهر فى تتر الفيلم، ليبقى ذلك لغزًا محيرًا لعقود.


بدأت الحكاية عندما قرر المخرج الراحل صلاح أبو سيف تحويل إحدى تجارب حياته الشخصية إلى فيلم سينمائى، تعود القصة إلى شبابه، حينما سافر إلى باريس، وهناك تعرض لإغواء شديد من قبل سيدة فرنسية تكبره سنًا وتمتلك اللوكاندة التى كان يقيم بها، أعجبت به بشدة وحاولت إقناعه بالارتباط بها، مستغلة سحرها وسلطتها، لكن التجربة تركت أثرًا عميقًا فى نفسه.


لاحقًا حكى أبو سيف هذه القصة للكاتب أمين يوسف غراب، الذى استلهم منها قصة قصيرة بعنوان “شباب امرأة”، قبل أن تتحول إلى فيلم سينمائى ناجح، كتب غراب السيناريو بالتعاون مع الأديب العالمى نجيب محفوظ، وبعد نجاح الفيلم، قام بتحويل القصة إلى رواية مطبوعة بنفس العنوان، لتصبح واحدة من أبرز الأعمال التى جسدت صراع الإغراء والسلطة والشباب في السينما المصرية.


وبحسب الناقد طارق الشناوى، فإن حذف اسم محفوظ من التتر كان لغزًا ظل قائمًا منذ وفاته، رغم تأكيدات كثيرة على مشاركته في كتابة السيناريو، فقد ظهر في التتر أن السيناريو والحوار من تأليف السيد بدير.


المخرج توفيق صالح، أحد آخر أعضاء “الحرافيش”، كشف في تصريحات للناقد طارق الشناوي أن “غراب”، الذي كان قد حقق شهرة واسعة، رفض إدراج اسم نجيب محفوظ إلى جانبه ككاتب للقصة السينمائية، بل إنه لجأ إلى حيلة قانونية، حيث طلب من المنتج رمسيس نجيب منحه ورقة رسمية تؤكد أنه كاتب القصة والسيناريو والحوار، بحجة استخدامها للحصول على عضوية نقابة السينمائيين، لكنه استغل تلك الوثيقة لاحقًا أمام القضاء، مما أدى إلى استبعاد نجيب محفوظ تمامًا من تترات الفيلم.


ويبدو أن الشاعر والصحفي صالح جودت لعب دورًا في دعم غراب أمام القضاء، مما حسم الأمر لصالحه، وأدى إلى إقصاء محفوظ من المشهد السينمائي للفيلم تمامًا.


ووفقًا للكاتب عادل حمودة، فإن مذكرات المخرج صلاح أبو سيف، التي تم تسجيلها في التسعينيات، أكدت هذه القصة، لكن مرضه حال دون استكمالها، وضاعت التسجيلات لفترة حتى تم العثور عليها مؤخرًا، وعرضها على ابنه محمد صلاح أبو سيف، الذي أقرّ بصحتها.


المذكرات لم تكشف فقط عن لغز حذف نجيب محفوظ من “شباب امرأة”، بل تضمنت أيضًا مقالات نقدية كتبها أبو سيف عن أفلام لم يخرجها بنفسه، مما يعكس عشقه العميق للسينما، التي دخلها من بوابة الصحافة قبل أن يصبح أحد روادها.


ويؤكد تلك الرواية، أيضا ما نشر في مجلة النجوم عام 1956، حيث نشرت صفحة الفن استنكارًا لتصرف أمين يوسف غراب، الذي رفض وضع اسم نجيب محفوظ بجوار اسمه على التتر، رغم أن محفوظ شارك فعليًا في كتابة السيناريو، بل إنه هو من اختار أسماء الشخصيات، مثل “شفاعات”، المفاجأة أن محفوظ نفسه، إلى جانب صلاح أبو سيف، تقبّلا الأمر بهدوء، ربما دعمًا لغُراب كأديب ناشئ يحتاج إلى مساحة للظهور.


بعد مرور أكثر من 65 عامًا على عرض الفيلم، تظل قضية حذف اسم نجيب محفوظ من التتر واحدة من أبرز الألغاز السينمائية، والتي تعكس صراعات الكواليس بين الأدباء والسينمائيين، حيث تتداخل الطموحات الشخصية مع الحقوق الأدبية. فهل سيكشف المستقبل تفاصيل جديدة عن هذه القصة؟!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى