مشاركون بندوة المتحف الكبير بمعرض الكتاب: أحد أهم المشروعات الثقافية فى العالم

ثقافة أول اثنين:
شهدت القاعة الرئيسية لمعرض القاهرة الدولي للكتاب فى دورته الـ56 ندوة بعنوان “المتحف المصري الكبير.. ماذا نتوقع منه؟”، بحضور الدكتور أحمد غنيم، الرئيس التنفيذي لهيئة المتحف المصري الكبير، وأدارتها الإعلامية هبة حمزة.
وخلال الندوة، أكدت الإعلامية هبة حمزة أن المتحف المصري الكبير يُعد أحد أهم المشروعات الثقافية في العالم، ويشكل هدية مصر للعالم، حيث يعكس عمق الحضارة المصرية وثرائها، فضلًا عن دوره في تعزيز الدبلوماسية الثقافية والقوة الناعمة لمصر على الساحة الدولية، مضيفة أن العالم يترقب الافتتاح الرسمي للمتحف المصري الكبير.
من جانبه، أشار الدكتور أحمد غنيم إلى أن المتحف، المقرر افتتاحه رسميًا في 3 يوليو المقبل، يتميز بتصميمه الفريد، حيث سيضم مجموعة الملك توت عنخ آمون كاملة لأول مرة، إلى جانب أكثر من 5900 قطعة أثرية نادرة معروضة في قاعة توت عنخ آمون، مما يجعله مختلفًا عن غيره من المتاحف العالمية.
وأوضح غنيم أن المتحف سيقدم تجربة زيارة غير تقليدية، حيث تبدأ الجولة من سلالم كبرى تحيط بها 59 قطعة أثرية ضخمة، مما يمنح الزوار تصورًا بصريًا لمشهد الهرم. كما يعتمد المتحف على أحدث تقنيات العرض المتحفي، بما في ذلك التفاعل الرقمي وتكنولوجيا المعلومات، لتحويل الزيارة إلى تجربة ثقافية متكاملة تشجع على تكرارها.
وأضاف أن عملية ترميم المركبات الفرعونية ستتم أمام الزوار، وستستغرق نحو ثلاث سنوات، لافتًا إلى أن مساحة المتحف تتجاوز مساحة متحفي اللوفر والبريطاني، مما يجعله أكبر متحف أثري في العالم.
وكشف الدكتور غنيم أن افتتاح المتحف سيكون حدثًا عالميًا استثنائيًا، على غرار نجاح موكب المومياوات الملكية، حيث تسعى الدولة إلى تقديم احتفال مميز يعكس عراقة مصر الحضارية، ويبرز أهمية المشروعات القومية وتأثيرها على الثقافة والسياحة.
وأكد الرئيس التنفيذي لهيئة المتحف المصري الكبير أن التحدي الحقيقي لا يكمن فقط في الافتتاح، بل في استدامة النجاح، مشددًا على أهمية العنصر البشري في إدارة وتشغيل المتحف، وضرورة تأهيل الكوادر البشرية لضمان تقديم تجربة فريدة للزوار.
وأشار إلى أن المتحف يعمل وفق إدارة اقتصادية مستقلة تتبع وزارة السياحة والآثار، مما يتطلب تحقيق توازن بين البعد الثقافي والاقتصادي لضمان استدامة المشروع وزيادة عوائده السياحية.
وأكد غنيم أن المتحف المصري الكبير يمثل مشروعًا ثقافيًا ضخمًا يسهم في تعزيز السياحة والاقتصاد المصري، كما يساهم في دبلوماسية ثقافية قوية على المستوى العالمي.
وأوضح أن المتحف يهدف إلى أن يكون منارة ثقافية وبحثية، مشيرًا إلى أن تصميمه يراعي احتياجات جميع الزوار، بما في ذلك ذوي الهمم، ليكون متحفًا شاملًا ومتاحًا للجميع. كما تم اعتماد تقنيات مستدامة صديقة للبيئة في تشغيله وإدارة موارده.
وأضاف أن المتحف من المتوقع أن يستقطب 5 ملايين زائر سنويًا، مما سيشكل دعمًا قويًا للسياحة المصرية. كما يتكامل مع تطوير المنطقة المحيطة، حيث تم إنشاء ممشى سياحي بطول 2 كيلومتر يربط بين المتحف وهرم الجيزة، مما يجعل التجربة السياحية أكثر إثارة وجاذبية.
وأكد غنيم أن المتحف لا يقتصر على كونه مكانًا لعرض القطع الأثرية فقط، بل سيكون مركزًا للبحث العلمي والدراسات الأثرية، يتيح للباحثين من مختلف أنحاء العالم فرصة للاستفادة من الكنوز الأثرية الموجودة داخله. كما سيشهد المتحف فعاليات ثقافية متنوعة، مما سيجعل الزيارة تجربة ثقافية متجددة تشجع على تكرارها.
وأشار إلى أن المتحف ليس مجرد معلم سياحي، بل هو مشروع وطني يعزز الفخر والاعتزاز بالحضارة المصرية، ويعتبر هدية مصر للعالم.
ولفت إلى أن المتحف صُمم عبر مسابقة معمارية عالمية فاز بها مكتب هندسي من أيرلندا، بينما يتم تنفيذ جميع الأعمال داخله بأيادٍ مصرية بالكامل، مع إمكانية الاستعانة بخبرات أجنبية في المستقبل لتعزيز كفاءة العمل.
واختتم غنيم حديثه قائلاً: “المتحف المصري الكبير ليس مجرد مبنى يحفظ تاريخنا، بل هو شهادة حية على عظمة حضارتنا وتاريخنا العريق. إنه يعكس الفخر المصري، ويعزز مكانة مصر الثقافية عالميًا، ويمنح الأجيال القادمة فرصة للتعرف على إرثهم الحضاري. نحن على أتم الاستعداد لاستقبال زوارنا من جميع أنحاء العالم، ليعيشوا تجربة فريدة تجمع بين الماضي والحاضر، وتؤكد أن مصر دائمًا في قلب العالم”.