اكتشاف مزار رومانى فى كهف بشبه الجزيرة الأيبيرية

ثقافة أول اثنين:
اكتشف فريق من الباحثين من جامعتى أليكانتى وسرقسطة مزارا رومانيًا فى كوفا دى ليس دونيس، أحد أكبر مواقع الفن الصخرى فى شبه الجزيرة الأيبيرية، كما عثروا على خمسة عشر نقشًا رومانيًا وعملة معدنية من عهد الإمبراطور كلوديوس، وفقا لما نشره موقع arkeonews.
يقع هذا الاكتشاف، الذى يعد أمرًا بالغ الأهمية لفهم الوجود الرومانى فى شبه الجزيرة الأيبيرية، فى غرفة عميقة بالكهف، على بعد أكثر من 200 متر من المدخل.
وقد وثّق الفريق نحو خمسة عشر نقشًا رومانيًا وعملة معدنية تعود إلى عهد الإمبراطور كلوديوس، وتشير هذه العملة المعدنية، التى اكتُشفت فى شق فى السقف بجوار أحد الهوابط، إلى أن الموقع ربما استُخدم لأغراض طقوسية خلال القرن الأول الميلادى.
وتؤكد الاكتشافات الحديثة على الطبيعة الاستثنائية للموقع، وتكشف عن أهميته الأثرية من خلال الأدلة على الاستخدام المستمر من عصور ما قبل التاريخ إلى العصر الرومانى.
فمنذ نشأته كملاذ صخرى من العصر الحجرى القديم إلى إعادة استخدامه خلال العصر الأيبيرى والاعتراف به مؤخرًا فى الثقافة الرومانية، حافظ الكهف على طابعه المقدس لآلاف السنين، ويعود تاريخ الاستكشافات الموثقة الأولى للموقع إلى القرن الثامن عشر.
كان هذا الكهف مصنفًا في السابق باعتباره مزارًا أيبيريًا منذ ستينيات القرن العشرين بسبب وجود سيراميك من العصر الحديدي، وكانت الأدلة الأثرية التى تؤكد استخدامه الرومانى محدودة حتى الآن.
ويوفر اكتشاف النقوش في مثل هذه المنطقة العميقة من الكهف دليلاً دامغًا على أن هذا المكان كان يستخدمه الرومان بشكل مستمر أو أعيد استخدامه لأغراض أخرى، مما يعزز فهمنا لاستمرار ممارسات العبادة في هذا المكان.
ورغم التقدم المحرز، فإن الأبحاث في كوفا دي ليه دونيس لا تزال في مراحلها الأولى، وفي الوقت الحالي، لم يتم تحليل سوى 20% من المنطقة التى تضم زخارف العصر الحجرى القديم بشكل شامل، ولا تزال النقوش الرومانية قيد التحقيق، وعلاوة على ذلك، لم يتم استكشاف مناطق معينة من الكهف بعد، مما يشير إلى أن المزيد من الاكتشافات قد تكون فى انتظار علماء الآثار فى السنوات المقبلة.
يشكل اكتشاف الحرم الرومانى فى كوفا دى ليس دونيس علامة فارقة فى مجال البحث الأثرى داخل المجتمع الفالنسى، فهو لا يؤكد فقط استمرارية الاستخدام الطقسى للموقع عبر فترات تاريخية مختلفة، بل يفتح أيضًا آفاقًا جديدة لدراسة التفاعل بين الثقافات الأيبيرية والرومانية في المنطقة، ومع استمرار البحث، من المتوقع أن تؤدى المزيد من الاكتشافات إلى تعميق فهمنا للأهمية الرمزية والدينية لهذا الحرم تحت الأرض، ما يعزز من مكانة كوفا دي ليس دونيس كموقع أثري لا يقدر بثمن وله تاريخ غني لم يتم اكتشافه بالكامل بعد.
ويجري تحليل النقوش بالتعاون مع فيكتور ساباتي فيدال، المتخصص في النقوش بجامعة فالنسيا، وخافيير فيلازا فرياس، أستاذ فقه اللغة اللاتينية بجامعة برشلونة ومدير فريق البحث في LITTERA وتم استرداد واستخراج العملة الرومانية من قبل ترينيداد باسيس أوفييدو، رئيس قسم الترميم في متحف ما قبل التاريخ في فالنسيا.
كهف كوفا دي ليس دونيس