Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
اخبار وثقافة

سر كاهن قادس فى مدريد.. تمثال من العصر الحديدى ظنوا أنه المعبود بتاح

ثقافة أول اثنين:


فى عام 1928 شهدت مدينة قادس اكتشافًا أثريًا فريدًا أضيف إلى تلك التى تم إجراؤها بالفعل فى السنوات السابقة، أثناء أعمال الأساس لمبنى تليفونيكا، على عمق خمسة أمتار، ظهر تمثال صغير من البرونز والذهب سيُعرف قريبًا باسم كاهن قادس، وهو جسم غير عادى، محفوظ اليوم فى المتحف الأثرى الوطنى فى مدريد، ومؤرخ فى الاستشراق الأيبيرى، الفترة (العصر الحديدى، القرن الثامن أو السابع قبل الميلاد)، وفقا لما نشره موقع labrujulaverde.


كان اكتشاف كاهن قادس مثل العديد من الكنوز الأثرية الأخرى، بمثابة ضربة حظ، عثر العمال المسئولون عن الأعمال على التمثال وسلموه إلى المهندس المعمارى فرانسيسكو هيرنانديز روبيو، الذى أرسله بدوره إلى رئيس الشركة، وبفضل التدخل السريع من جانب الباحث أنجيل بيكاردو، تم إبلاغ السلطات، وتمت المطالبة بالقطعة من قبل الدولة بموجب لوائح التنقيب لعام 1912، التي تحمي الاكتشافات الأثرية، ولولا هذا الإجراء، لكان من الممكن أن ينتهي الأمر بكاهن قادس في أيدي هواة جمع التحف.


تمثال كاهن قادس


يعد التمثال، الذي يبلغ ارتفاعه 12.9 سم فقط، قطعة معدنية استثنائية، وهو يمثل شخصية ذكر برونزية بقناع ذهبي يبرز ملامح الوجه: شفاه غليظة وأنف واسع وعيون لوزية الشكل، يرتدي هذا الشخص سترة طويلة ضيقة ذات أكمام، وذراعاه مطويتان على صدره، يوجد في قاعدة الشكل ارتفاع مخصص لتثبيته بجسم آخر.


يحتوى البرونز المستخدم على الزرنيخ والزنك، مما يشير إلى أصله فى فينيقيا، وهى منطقة معروفة بمهاراتها المعدنية ودورها كجسر ثقافى بين الشرق والغرب، علاوة على ذلك فإن استخدام تقنية صب الشمع المفقود يعزز فكرة التصنيع المتأثر بالتقاليد الشرقية.


اسم كاهن قادس مشتق من الاعتقاد الأولي بأن الشخصية تمثل كاهنًا في وضعية الصلاة، وربما يرتبط بمعبد ملكارت، المعبود الفينيقي حامي التجارة والملاحين، إلا أن الدراسات اللاحقة افترضت أنه تمثيل للمعبود بتاح، وهو معبود مصرى مرتبط بالحرفيين والمعماريين، وكان بتاح يحظى بالتبجيل على نطاق واسع فى مصر وما حولها، كما تم العثور على تماثيل مماثلة فى مناطق مختلفة من البحر الأبيض المتوسط.


ومع ذلك فإن أيقونية كاهن قادس لا تتطابق تمامًا مع أيقونية بتاح، إنه يفتقر إلى السمات النموذجية مثل الصولجان أو القلادة أو مفتاح الحياة، وقد دفع هذا بعض الخبراء إلى اقتراح أن هذا الرقم يمكن أن يمثل معبودا راعيًا للتجارة أو معبودا توفيقيًا تم إنشاؤه تحت التأثيرات المصرية ليناسب السياقات الفينيقية المحلية.


كانت قادس، المعروفة قديمًا باسم “جادير”، واحدة من أهم المستعمرات الفينيقية في غرب البحر الأبيض المتوسط، تأسست المدينة في القرن التاسع قبل الميلاد، وكانت نقطة استراتيجية للتجارة وجسرًا بين ثقافات شرق البحر الأبيض المتوسط والمجتمعات الأيبيرية المحلية، وفي هذا السياق، يعكس كاهن قادس الاندماج الثقافي الغني للمنطقة، حيث التقت التقاليد الفينيقية والمصرية والأيبيرية لتؤدي إلى ظهور هوية فريدة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى