يحيى حقى.. لماذا تبقى “قنديل أم هاشم” أشهر أعماله وأكثرها نجاحًا

ثقافة أول اثنين:
كثيراً ما يشكو الأدباء حصر إنتاجهم برواية واحدة تطغى على أخواتها من الروايات. فيحيى حقي كثيراً ما كان يشكو من أن اسمه مرتبط بقصته ” قنديل أم هاشم”، التي كتبها بين عامَي 1939 و1940، على الرغم من أن له قصصاً أخرى. وقد صرّح بذلك في حوار أجري معه سنة 1964، قال فيه: “إن اسمي لا يكاد يُذكر إلا ويذكر معه “قنديل أم هاشم”، كأنّي لم أكتب غيرها”. وهذا واقع الحال مع كل الأدباء، فتوفيق الحكيم له روايات ومسرحيات عديدة إلا أن اسمه ارتبط برائعته “عودة الروح”، وكذلك حال نجيب محفوظ الذي له أكثر من 40 رواية وقصة، إلا ان اسمه بقي مرتبطاً بثلاثيته.
ولخص الناقد الراحل فؤاد دوارة، قوة تأثير الرواية عندما قال في مقال له “لم يحدث في تاريخ الأدب العربي كله، وربما في تاريخ الأدب العالمي في حدود علمي، أن استطاعت قصة في أقل من 70 صفحة أن تنتقل وحدها بمؤلفها من عالم المجهول إلى قمة الشهرة، ليصبح كاتبا معروفا بعد أن كان لا يعرفه أحد”، بل إن حقي نفسه قال عن روايته “إن اسمي لا يكاد يذكر إلا ويذكر معه “قنديل أم هاشم” كأني لم أكتب غيرها”.
حاول حقي تفسير الأمر من خلال حوار صحفي أجري معه سنة 1964، حيث قال “حين أحاول البحث عن سبب قوة تأثير “قنديل أم هاشم” لا أجد ما أقوله سوى أنها خرجت من قلبي مباشرة كالرصاصة، وربما لهذا السبب استقرت في قلوب القراء بالطريقة نفسها”.