تاريخ الفلفل الأسود.. ما يقوله كتاب “التوابل”
ثقافة أول اثنين:
حكايات التاريخ ليست قاصرة على الإنسان وتحركاته، بل إن التوابل أيضا لها قصصها ولها دورها فى صناعة الحضارة، لذا نتوقف مع كتاب “التوابل.. التاريخ الكونى.. تأليف: فريد كزارا” وما يقوله عن “الفلفل الأسود”.
تعود أصول الفلفل الأسود إلى ساحل مالابار فى جنوب غرب الهند، حيث عُرف منذ آلاف السنين عبر العالم، ليجد طريقه إلى مختلف المواضع فى مسار قوافل التجارة والشبكة البحرية المؤلفة من السفن الصغيرة التى زارت الموانئ الواقعة شرق المحيط الهندى.
ينمو الفلفل على عرائش ملتصقة بالأشجار، وتتمتع أوراقه بشكل إبرى مع خيط طويل رخو من حبات متدلية توازي الأوراق تقطف هذه الحبات قبل النضج، وتخمّر بسرعة شديدة ثم تجفف.
وخلال عملية التجفيف، ينكمش الفلفل ويتجعد، ويتحول لونه إلى البني الضارب الى السواد أو إلى الأسود. أما بالنسبة لحبيبات الفلفل الأبيض، فإنها تقطف عندما يصبح لونها أصفر محمراً، ثم تنقع ليتم التخلص من القشرة الخارجية، وما إن يتم ذلك، حتى ترفع وتجفف في الشمس.
يتمتع الفلفل الأسود بطعم حار قليلاً وخشبي على اللسان مع لذوعة في بعض الأحيان، بالإضافة إلى رائحة الليمون. إلا أن الفلفل الأبيض له رائحة أقل، لأن الزيت الذي يحتويه يزول في أثناء نقعه، ولكنه ذو طعم أكثر لذوعة.
ينمو هذا التابل أيضاً في إندونيسيا والبرازيل وفيتنام وماليزيا، ولا يزال الفلفل الهندي المستخرج من ساحل مالابار أفضل فلفل أسود في العالم، نظراً لرائحته التي تشبه رائحة الفواكه ولذوعة طعمه، في حين يحتوي فلفل لامبونج الإندونيسي زيتاً أقل مما يجعل من طعمه أكثر لذعاً وأقل شبهًا بالفاكهة.
يعد فلفل مونتوك الذي يأتي من إندونيسيا أفضل أنواع الفلفل الأبيض. ويجب شراء الفلفل على شكل حبيبات نظرًا لأن هذا التابل يبقى طازجاً لفترة أطول على هذه الهيئة.
الفلفل ليس حلواً أو حامضاً لكنه يستخدم في الكثير من الأطباق الحامضة، ويمكن للفلفل أيضاً أن يكون جزءاً من الأطعمة الحلوة مثل الخبز والكعك، ويمكن كذلك تقديمه مع الفاكهة، إنه ببساطة يتمازج مع أغلب الأطعمة، مما يجعله رائجاً جداً، ويمزج كذلك مع توابل أخرى لإيجاد خلائط من التوابل البهارات والغارام ماسالا الرائجة جداً في شبه الجزيرة العربية، وفي الأطباق الهندية معاً.