Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
اخبار وثقافة

النساء المكروهات.. لماذا تحمل الأعاصير المدمرة أسماء نسائية؟

ثقافة أول اثنين:


“أحذر عدوك مرة وأحذر المرأة ألف مرة” هكذا قام البعض “بتحوير” المثل الشعبي الشهير، استبدل كلمة صديقك بالمرأة، فرغم الكثير من الصفات الرائعة التي تجذرت في المفاهيم الإنسانية عن المرأة، وأصبحت مفهوم خاص بالإنوثة مثل الرقة والحنية، لكن يبدو أن الطبيعة كان لها رأيا آخر، ونظرت إلى جانب آخر خفي للمرأة أكثر خطورة ربما حتى من الرجال الذين يختلفون عن بنات حواء بخشونة الطابع.


ويبدو أن العلماء وجدوا أن المرأة على الرغم من رقتها، إلا أنها أكثر فتكا من الرجال، وأكثر خطورة من أبناء آدم، ويتمثل هذا تحديدًا فى القوة التدميرية للأعاصير التى تحمل أسماء البشر من الإناث تحديدا، حتى أصبحت الكثير من الأعاصير تحمل اسم أنثوي وآخرها إعصار ميلتون المدمر.


بينما كان الناس يطلقون أسماء على العواصف الكبرى منذ مئات السنين كان يتم تسمية معظم الأعاصير في الأساس بواسطة نظام من أرقام خطوط الطول والعرض، وهو ما كان مفيدا لعلماء الأرصاد الجوية الذين يحاولون تتبع هذه العواصف، لكن هذا النظام كان مربكا للأشخاص الذين يعيشون على السواحل بحثا عن معلومات الإعصار.


ويقال إنه في بعض الأحيان كان يطلق على الأعاصير أسماء النساء اللواتي يكرههن، وفيما بعد تمكّن السياسيون من أن يبعدوا أنفسهم عن التسمية بأساليبهم المختلفة، فألصقت التسمية بالعنصر النسائي الأضعف، وما عزز ذلك وجود توافق بين الأعاصير والنساء، فالمرأة يصعب التنبؤ بعنفها وصاحبة أمزجة متقلبة وذات بطش عندما تكره وتظهر غضبها ولا تكتمه كحال الإعصار.


وتعود بداية التسمية النظامية إلى عالم الأرصاد الجوية الأسترالي كليمنت راج (1852 – 1922)، فوفقا لما ذكرته “العربية” فأن كليمنت أطلق على الأعاصير أسماء البرلمانيين الذين كانوا يرفضون التصويت على منح قروض لتمويل أبحاث الأرصاد الجوية.


وهناك رأي آخر، بحسب ما أوردت صحيفة “البيان” الإماراتية، يقول إن تسمية الأعاصير بأسماء النساء كانت بدافع الأمل بأن تكون أعاصير المستقبل ناعمة ولطيفة غير مخربة كحال النساء.


ويقال إنه خلال العصور القديمة لم يكن هناك آلية أو منهجية معينة لتسمية الأعاصير، فكانت الأعاصير تسمى إما بأسماء بعض القديسين مثل إعصار” سانت بول، سانت لويس، أو بأسماء السنوات التي حدثت فيها أو بحسب المكان التي حدثت فيها كإعصار ميامي وإعصار هيوستن.


وفي العصر الحديث وتحديدا عام 1953 ولتجنب الاستخدام المتكرر للأسماء تمت مراجعة النظام بحيث يتم إعطاء العواصف أسماء إناث، في محاكاة لعلماء الأرصاد الجوية البحرية الذين أطلقوا على السفن في البحر أسماء نساء، وكانت أول عاصفة تحصل على اسم أنثى هي العاصفة الاستوائية “أليس”، ومنذ نهاية عام 1978 تم تنقيح النظام مرة أخرى لتشمل أسماء الأعاصير كلا من أسماء الذكور والإناث بالتناوب، فكانت العاصفة الأولى التي تحمل اسم ذكر هي إعصار بوب الذي ضرب ساحل خليج الولايات المتحدة عام 1979.


ولعل من الأسئلة الرائجة التى تشغل بال كثيرين بشأن الأعاصير وقوتها التدميرية، أيهما أشد فتكًا الأعاصير التى تحمل أسماء مؤنثة أم تلك المسماة بأسماء الذكور؟، وفى هذا الصدد، نشرت صحيفة “إندبندنت” البريطانية، دراسة تبين أن الأعاصير المسماة بأسماء مؤنثة تكون أكثر فتكًا من تلك التى تطلق عليها أسماء مذكرة، لأن الناس ينخدعون بأسمائها المرتبطة برقة الأنوثة فيميلون إلى أخذها بجدية أقل، إلا أن ذلك ليس صحيحا من الناحية العملية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى