حسن داود: الكاتب يتغير وتحل الخبرة محل الهواية بمرور الوقت
ثقافة أول اثنين:
وقدم الكاتب والروائي طارق إمام السيرة الذاتية للروائي حسن دواد، والتي أوضح خلالها مسيرته الأدبية في عالم الرواية والكتابة، مشيرًا إلى أن الأخير رفض الكتابة في الصحف.
وقال الإمام إنه تعرف على كتابات حسن دواد منذ فترة التسعينيات، ومنذ تلك اللحظة، تأثر به كثيرًا، حتى الوصول إلى “فرصة للغرام الأخير” والتي صدرت مؤخرًا في عام 2023، وتتناول حياة مجموعة من الأشخاص الذين تم حصارهم بسبب كورونا، وتلك المتغيرات النفسية لشخوص الرواية، والتي تتمحور حول العزلة ، وهي نفس الإشكالية التي طرحها في روايته “بناية ماتيلد” السابقة والتي تعلقت أيضًا بعزلة الشخص.
ولفت “إمام” إلى أن موضوع ندوة اليوم تطرق لموضوع كبير ألا وهو مناقشة الرواية العربية الآن، والتي من الممكن أن تفتح محاور كثير لمناقشتها في الوقت الراهن.
وفي بداية حديثه أكد الروائي اللبناني “حسن داود” سعادته بوجوده في معرض القاهرة الدولي للكتاب، إذ قال: “أشعر أنني مصري، فمنذ طفولتنا أحاط بنا كل ما هو مصري من سينما لغناء وكتب وأدباء، لدرجة أن أحد أصدقائي عايرني بأنني أعرف عن مصر من كتاب وأدباء ومفكرين، أكثر مما أعرفه عن لبنان”.
وتابع “داود” أنه بالنسبة له كروائي تغير كثيرًا، فمنذ أول تجربة نخوضها، تكون الموهبة هي الطاغية في البداية، أما مع مرور الوقت تلعب الخبرة دورًا كبيرًا، فتتراجع الموهبة في الدرجة الثانية، وتحل محلها الخبرة.
وعن العناوين التي تلازم الكاتب قال “داود”: “إنه من المتفق عليه ومن المعلوم أن الكتابة مهمة إذا أتت بجديد ليس فقط بالموضوع، ولكن أيضًا بالتنوعات السردية والأفكار التي تقدمها، وأعتقد أن هذه العناوين الأدبية التي تلازم الكتاب في فترة من الفترات، تختلف من فترة زمنية إلى أخرى”.
ولفت إلى أنه “من الصعب أن يكون الروائي ناقدًا، فالرواية لا تضيف إلى القارئ معلومة أو هذا التسلسل المعلوماتي الموجود في الكتب الفكرية أو السياسية، أما الرواية فهي أمر آخر فعالم الرواية هو تفتيت العالم، وإعادة تكوينه في قالب سردي، وأن الرواية هي التي تثبت أن البشر هم الأكثر تنوعًا، وأن العالم قادر على إعطاء حياة أكثر مما نعرفها، والرواية هي ما تستطيع التعبير عن هذا التنوع الإنساني والذي لا يستطيع السياسيون إيصاله”.
كما تطرق “حسن داود” إلى المشهد الروائي العربي، لافتا النظر إلى تطور الرواية السورية في الفترات الأخيرة، إذ قال: “إن الرواية السورية تطورت كثيرًا في الفترات الأخيرة، والأمر لا يتعلق بالحرب، لكن أغلب ما قرأته من روايات جاء تعبرا عن المواجع، وليست عن الأيدولوجية، فهي كتب عن الانهيار النفسي والاجتماعي والخيبة والسقوط، وكلها روايات ممتازة، وليس سلاح الرواية هو أن يترك الإنسان البشري ذاكرته لحنينه دون تدخل من أحد ويجب أن تنجو الرواية من تلك الأفكار التي تحمل معان أكبر مما تحتمل.
ولفت “داود” إلى أن الرواية التاريخية تكتب بناءً على خطة مرسومة بدقة، ولا يمكن التكهن بالجملة التي سوف تكتب بعد كل مقطع، لذلك أرى أن الكتابة لرواية هي منازعة مستمرة، وهذا امتحان مستمر للكاتب.