مشاركون بندوة “التحديات الإقليمية”: مصر ركيزة الاستقرار فى الشرق الأوسط
ثقافة أول اثنين:
وأوضح الدكتور أحمد الشربينى أن التحديات الإقليمية المعاصرة المحيطة بمصر، ترتبط بطبيعة الحال بما واجهته مصر سابقًا من تحديات دولية إقليمية، وأبرزها تمحور حول سيناء فى الصراعات العسكرية والنزاعات الحدودية مع الدول المجاورة، والتي أدت إلى احتلال إسرائيل لشبه جزيرة سيناء في عام 1967م، وانتهت بنصر أكتوبر العظيم عام 1973م، التي تمكنت فيها مصر من استعادة شبه جزيرة سيناء.
وعن مشروع الشرق الأوسط الجديد قال أنه ظهر قبل انتهاء الحرب العالمية الثانية، وهو المشروع الذى يحدد مستقبل الشرق الأوسط بعد تلك الحرب؛ لاعتقاد الغرب أن مصالحهم فى المنطقة العربية سوف تصبح مهددة، لذلك أخذوا فى التحضير لمشروع الدولة اليهودية؛ فوضع مشروعًا للشرق الأوسط الجديد، وكانت المنطقة العربية بمثابة النواة لذلك المشروع.
فيما تحدث الدكتور جمال شقرة قائلا إن مصر بوصفها قوة إقليمية كبرى، لديها تحديات إقليمية ودولية معاصرة عديدة، ترجع جذورها إلى التاريخ والحاضر، ولعل أبرز هذه التحديات يتمثل فى التحدى الإسرائيل؛ فهو التحدي الأبرز الذي تواجهه مصر منذ عقود، ويتمثل في الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية والعدوان على قطاع غزة، مما يشكل تهديدًا دائمًا للأمن القومي المصري، وقد حاولت مصر، من خلال جهود دبلوماسية وسياسية وعسكرية، الوصول إلى حل عادل للقضية الفلسطينية، وتعزيز العلاقات مع الدول العربية والإسلامية، ودعم العمل العربي المشترك: وذلك بهدف مواجهة التحديات الإقليمية المشتركة، وخاصة التحدي الإسرائيلى.
وتابع الدكتور جمال شقرة أن العالم بات فى مرحلة مخاض، وذلك فى ظل تتابع ظهور عدة تجارب تنموية حديثة لم يكتب لها النجاح، حيث فشلت بسبب ولادة نظام عالمى جديد، يعانى من أزمة عالمية، وتابع فى ذات الإطار مؤكدًا أن العالم بأسره يشهد الآن وسط هرولة الزمن حدث غير مسبوق؛ فعلى سبيل المثال نجد أمر بالغ الخطورة وهو أن العالم شهد فى ستة عقود تضاعف عدد سكان الأرض ثلاثة مرات، كما أن العالم يعانى من أزمة اقتصادية شديدة، أدت إلى وفاة خمسة عشر شخص كل دقيقة من الجوع.
وأشار الدكتور جمال شقرة كذلك إلى أن العالم يعانى من أزمة المياه أيضًا، مما قد يؤدى إلى الحروب على الماء مستقبلًا، فإنه لم يتمكن سوى ثلاثة مليارات نسمة فقط من امتلاك مياه صالحة، وسط كل هذه المعاناة يتجرع العالم ويلات التطرف والإرهاب باسم الدين، جراء تراجع تطبيق أفكار التسامح والتعايش.